انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

عندما ” تزغرد الحمقاء” !

جليل طليمات

لايجادل مغربي ومغربية في كون قضية سيادة المغرب على أرض صحرائه هي قضية إجماع وطني يقتضي من جميع الفاعلين دولة وأحزابا ومجتمعا مدنيا المواجهة المبدئية والعملية لأي مخطط يستهدف وحدته الترابية كيفما كان مصدره وأدواته. في هذا الإطار يندرج إعلان وزارة الخارجية المغربية عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بسبب”أدلة دامغة “(حسب بيان الوزارة ) على تورط هذه الأخيرة في الدعم العسكري للبوليساريو عبر حليفها حزب الله اللبناني.
وإذا كان نص بلاغ وزارة الخارجية قد ابتعد في لغته وصياغته عن أي انفعال مشحون بالعداء لإيران وحليفها , وعن الخطاب الشائع دوليا وإقليميا ضدها والذي يصورها كزعيمة ” لمحور الشر” و ” داعمة للإرهاب العالمي”, فإن بعض محللي القنوات المعروفين بتخصصهم ” في كل شيء” بصفتهم ” خبراء” ورؤساء مراكز للدراسات الأمنية والاستراتيجية ..الخ قد كلفوا أنفسهم بذلك ! على غرار المثل الذي يقول ” حمقاء قالوا لها زغردي” , وهكذا استعملوا كل ما في القاموس الأمريكي الصهيوني الرجعي من ألفاظ التحريض وأحكام الشيطنة لإيران وحزب الله !!
لاشك في أن لإيران مشاكل متعددة مع جيرانها في الخليج , ومع بلادنا خاصة بعد سقوط نظام الشاه سنة 1979 ,كما أنها اليوم هي مركز الاستهداف الأمريكي الصهيوني بفعل التقدم الذي حققته في المجال النووي وما أصبحت تمثله من عمق استراتيجي لمواجهة الكيان الصهيوني المحتل ومختلف المخططات الهادفة إلى تصفية أي شكل من أشكال المقاومة له. ومن هنا أهمية التمييز بين تلك المشاكل وإمكانية حلها في المستقبل بالحوار , وبين المخطط الامريكي الصهيوني الرجعي الذي يقرع طبول الحرب لتصفية محور المقاومة بالمنطقة , خاصة حزب الله الذي لم يخجل أولئك المحللون من وصفه ” بالمنظمة الارهابية” متجاهلين ما يفتخر به كل مواطن من الماء إلى الماء بما حققه من تحرير للجنوب سنة 2000 وتكبيده الكيان الصهيوني أكبر هزيمة عسكرية في تاريخه سنة 2006 , وحمايته للبنان من التمدد الداعشي الارهابي التكفيري, وهاهو في هذه اللحظة يحظى مع حلفائه اللبنانيين بأكبر شرعية انتخابية باعتباره طرفا ورقما في ما يسميه اللبنانيون ب ” المعادلة الذهبية” : الشعب _الجيش_ ألمقاومة . فهل صوت اللبنانيون على ” منظمة إرهابية” حسب منطقكم بل عما ء بصيرتكم يا ” خبراء قنواتنا ومحلليها “؟؟
إن مصلحة بلادنا هي في النأي بالنفس عن التوجهات الامريكية الصهيونية انتصارا للعقلانية السياسية ولقيم الحوار والتعايش والسلم , ودرءا لفتنة جديد ة في منطقتنا لن تكون نتائجها في نهاية التحليل إلا كارثية على الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وعلى دولنا وشعوبنا وحفاظا على الموقع المستقل والايجابي الذي لطالما ميز السلوك السياسي والدبلوماسي المغربي اتجاه القضايا العربية والإسلامية .

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا