إغلاق مدارسه الخاصة ..هل هي نهاية “الأستاذ المعجزة”؟

بعد أن ذاع صيته وأصبح حديث التلاميذ والآباء باعتباره “الأستاذ المعجزة” الذي يستطيع ب”منهج تربوي خاص به”، أن يضمن للتلاميذ بمن فيهم الحالات الميؤوس منها اجتياز امتحانات الباكالوريا بسلام، صدر قرار وزارة التربية الوطنية، يوم أمس الخميس بإغلاق المعهد الخاص التابع “للأستاذ المعجزة” المهدي منيار، وكذا الفروع التابعة له. وجاء القرار حسب بلاغ الوزارة، في إطار عمليات التتبع والمراقبة التي تقوم بها اللجان الإقليمية المختلطة للمؤسسات التعليمية الخصوصية ومراكز تعليم اللغات بمختلف الجهات، مشيرة إلى أن “اللجان المذكورة سجلت عدم توفر منيار على التراخيص اللازمة المسلمة من طرف هذه الوزارة لمزاولة أنشطته.
وظهر هذا الأستاذ في الفترة الأخيرة، كمنقذ للتلاميذ، واستضافه أكثر من منبر إعلامي، بعد أن خلق “البوز” على مواقع التواصل الاجتماعي، بطريقته الجديدة في تقديم حصص الدعم والتقوية للتلاميذ الذين وصل عددهم اليوم إلى أكثر من 3000 تلميذ.
وكشف هو نفسه في إحدى هذه الحوارات، أنه بدأ في 2014 في تقديم دروس التقوية والدعم لثلة قلية من زملائه داخل بيت أسرته، قبل أن يصبح اليوم يملك مجموعة مدارس للدعم تحمل اسمه “مجموعة معاهد المهدي منيار” في الدار البيضاء والرباط والمحمدية وحد السوالم والجديدة، ويشغل معه حوالي 800 أستاذ، وهو ما يعني كثلة أجور تكلفه 120 مليون سنتيم شهريا.
ويفتخر المهدي أمنيار، أنه استطاع وفي ظرف أربع سنوات فقط، أن يصبح أشهر أساتذة الدعم والتقوية في المغرب، بفضل قدرته على مساعدة تلاميذ فقدوا الأمل في النجاح في الباكلوريا بعد ما تحصلوا على نتائج هزيلة جدا في الامتحانات الجهوية. وقال في برنامج تلفزي أنه تكفل السنة الماضية ب 75 تلميذ بعثهم لمتابعة الدراسة في أوكرانيا.
ومن خلال الفيديوهات المنشورة على اليوتوب والتي تحظى بمتابعة واسعة، يظهر” الأستاذ المعجزة”، وكأنه يقدم “شو استعراضي” على خشبة المسرح محاط بالتلاميذ، يخاطبهم ب”صحابي وخواتي”، يعرض عليهم مبالغ ماليا في رهان مفتوح لفائدة التلميذ الذي يتمكن من حفظ الدروس والاستظهار بشكل جيد في الحصة القادمة. وقد وصلت قيمة مبلغ الرهان في إحدى الحصص إلى 4 مليون سنتيم. وحين سئل عن هذا الأسلوب الذي اعتبره البعض نوع من “العياقة”، قال ” ماشي عياقة هي تحفيز”.
وخلقت طريقته الكثير من الجدل، خاصة بعد أن انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يدرس التلاميذ عن طريق الغناء، وفي الوقت الذي انبرى فيه العديد من الأساتذة منتقدين هذه الطرق، لكونها “غير تربوية وتغلب كفة الحفظ الببغائي على حساب الفهم والتحليل”، رد المهدي عن من انتقد أسلوبه، بأنه يرى فيها طريقة لإخراج التلاميذ من الضغط الذي يسبق الامتحان الوطني، وأن الطرق التي يتبعها ناجحة مع التلاميذ، والدليل أن نسبة النجاح لم تنزل عن 98 في المائة لمدة 4 سنوات متتالية.
ويبقى السؤال الآن وبعد قرار وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، إغلاق مجموعة معاهد المهدي منيار، ما مصير تلاميذه وهل انتهت حكاية “الأستاذ المعجزة”؟ وأي بديل ستقدمه الوزارة لإنقاذ هؤلاء التلاميذ من الضياع؟
سلام
موقع جميل يهتم بالقضايا النسائية وطنيا ودوليا ولكن ما اتمناه هو ان يصبح صوتا للمرأة بكل اشكال التعبير الحقوقي والديني والاخلاقي والرياضي معبرا عن هذا الصوت من طرف جميع الاطياف وهذه هي الملاحظة التي تنتاب كل من يدخل الى هذا الموقع المحترم .
احتراماتي …