انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
رأيهم

لا ترحيل ولا اقتلاع لشعب من أرضه

بقلم: نجيب كومينة

ردود الفعل الدولية وأدت فكرة ترامب، مصر والاردن رفضتا الفكرة والسعودية رفضت أي تطبيع إلا بالالتزام بإقامة الدولية الفلسطينية وعاصمتها القدس، امتدادا لمبادرة الملك عبدالله التي تبنتها القمة العربية ببيروت، و الامارات رفضت..

وجاء الرفض من أربعة أعضاء دائمين في مجلس الامن (الصين، وروسيا، والمملكة المتحدة وفرنسا)، ومن دول اوروبية، وعلى رأسها المانيا واسبانيا وايطاليا، ومن دول في أمريكا اللاتنية، وفي مقدمتها البرازيل، ومن دول في آسيا واستراليا وافريقيا. يعني الفكرة ميتة، لا ترحيل ولا اقتلاع لشعب من أرضه، لان ما وراء افراغ غزة هو افراغ الضفة الغربية وتحقيق مشروع اسرائيل الكبرى، ولا احتلال امريكي لغزة ولا هم يحزنون.

الفلسطينيون رافضون بطبيعة الحال للفكرة، لأنها خرقاء وتروم تكرار واستكمال نكبة 1948، لكن الرفض وحده لا يكفي للتصدي لها كيفما كانت الصيغة التي سيتم اللجوء اليها للتحايل او لحفظ ماء الوجه، إذ أن ترامب يتراجع عن أفكاره بالالتواء كما هو الشأن بالنسبة لفرض رسوم على صادرات كندا والمكسيك نحو السوق الامريكية التي أعلن عن تأجيل تنفيذها.

فالمطلوب باستعجال وبتعقل توحيد الصف الفلسطيني وخضوع الاراضي الفلسطينية في القطاع والقدس وغزة للسلطة الفلسطينية وانهاء الانقسام والصراع حول السلطة بتكوين حكومة من شخصيات لها قدرة على التوحيد والانتقال الى العمل السياسي والديبلوماسي من اجل حل الدولتين على اساس القرار 242. الصادر. عن الامم المتحدة باستقلال عن الاجندات التي ورطت في الوضع الحالي في فلسطين والمنطقة، مع التنسيق في هذا الإطار مع. الدول العربية الفاعلة. والقادرة على التأثير دوليا، بلا مزايدات، ومع القوى العظمى والدول التي عبرت عن رفضها لفكرة ترامب ووأدتها في المهد.

الفلسطينيون يجب ان يتحلوا اليوم بما يكفي من المسؤولية والعقلانية كي يكونوا الفاعلين الرئيسيين في ايجاد الحل الملائم لقضيتهم الوطنية، ولذلك، فالرد على ترامب والمتطرفين الصهاينة الذين سارعوا الى تأييد فكرته هو البداية بتجسيد الدولة الفلسطينية بتشكيل حكومة وطنية لجميع الفلسطينيين حالا، والمطلوب ان تدعم الدول العربية هذا التوجه وان تعلن عن التزامات فيما يتعلق بإعادة ايواء الغزاويين وبإعادة اعمار غزة وتعبئة الدعم الدولي في نفس الوقت من أجل المساهمة في الإعمار ودعم اقامة الدولة الفلسطينية.

حماس وقطر يجب أن يعيا بالمخاطر في حجمها الحقيقي كي لا يسقطا في المحظور وفي نفس الوقت بالفرصة السانحة لتجسيد مشروع الدولة الفلسطينية الموحدة لكافة ابنائها، أما ايران. فإنها يجب ان تبتعد او يتم ابعادها، بعدما خسرت و كانت وراء جملة من الخسارات والمخاطر بحساباتها القومية وسياساتها الاقليمية ذات البعد الطائفي، ومعها من حدوا حدوها، بمن فيهم ثورويين و عناصر الاسلام السياسي ومزايدين يعجبهم الدم المراق والعنف الاعمى و التدهور، أكثر من ذلك، يجب دعوة الولايات المتحدة الى ان تكون طرفا في السلام وليس في تصفية شعب وقضيته بدلا من تأجيج عدائيتها و اصطفافها إلى جانب المتطرفين الصهاينة،  وبالتالي إحراج ترامب مما ورط فيه نفسه و مما يمكن ان يورط فيه المنطقة والعالم بفكرة خرقاء.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا