انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

الباطوار….. والمونديال

حديث الأربعاء

بسمة نسائية/ منبر بسمة

بقلم: عبد الرفيع حمضي

يسميه المغاربة (بالعيد الكبير) وتسميه الحكومة بعيد الأضحى، عندما تقدم للمواطنين استعداداتها لهذه المناسبة. ويسميه الاخرون La fête du mouton.

وفي كل الأحوال، فإن الكبش، أو الحولي هو سيد الميدان طيلة الشهر الهجري المتحرك ذو الحجة، خاصة إذا لم يتوافق مع الشهر الميلادي الثابت، وهو أساس احتساب المرتب الشهري.

وطبعا لا يتناطح كبشان، في أن عيد الأضحى، أخذ من الأبعاد ،والدلالات، الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ما يتجاوز بكثير عمقه كشعيرة دينية. وبالتالي فكلما اقترب العيد إلا واحتارت الأسر، واحدا؟ ومثنى؟ وثلاث؟

كم الثمن؟ وعند الشراء أين سيحتفظ به؟ ويوم العيد أين ستنحر الأضحية؟ إنها أسئلة البارطمات، والملكية المشتركة، والهوس الصحي.

لعل هذه الحيرة هي التي عكسها بعض نواب الأمة، وهم يسائلون وزير الفلاحة حول الموضوع. لكن ما صرح به الوزير كان صادما، بالنسبة لي على الأقل، ولم يخفف منه في اعتقادي إلا صراحته في تقديم المعطيات كما هي.

فلعلمكم،  يخبركم السيد الوزير أن المملكة المغربية ، بعد 68 سنة من الاستقلال، وبعد تعاقب أكثر من 14 وزير على قطاع الفلاحة، منهم الليبرالي والتقنوقراطي واليساري والشيوعي والأمازيغي، أسماء وازنة  بل “فرسان لا يشق لهم الغبار ” إدريس السلاوي، مزيان بلفقيه، رضى كديرة، أحمد منصور  النجاعي، عزيز أخنوش، إضافة إلى أحرضان والعنصر وإسماعيل العلوي وآخرين، المالكي أبو أيوب….رغم كل هذا فليست لنا إلا 17 مجزرة تتوفر على  المواصفات التي تضمن جودة اللحم والتي يحرص المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ONSSA على توفرها في المجزرة، قبل اعتمادها، من أصل 472 اخرى لعلها شيء آخر موجود في الواقع، ماذا سنطلق عليه؟ لا هو مجزرة ولا هو مسلخة، تجاوزا يمكن أن تكون كورنة أما باطوار، فما اعتقد ذلك.

ولعل أهم الباطوارات المعروفة في بلادنا، هي باطوارات الدار البيضاء القديمة، وهي مسالخ بنيت وفق معمار راقي سنة 1912 من قبل مهندس معماري فرنسي جورج إرنست ديماريست، في الحي المحمدي شرق العاصمة الاقتصادية. وقد ثم تحديثها من طرف المهندس هنري بروست. وأغلقت نهائيا سنة 2002 وسجلت في قائمة المعالم التاريخية والبنيات المسجلة.

‎أما السوق الذي يسمى (الكورنة ) بتطوان،  فهو منسوب الى ذاكرة كورنة، نقلت إلى مكان  آخر منذ زمان. ..

وأنا على يقين أن كل مدينة مغربية تحتفظ في زاوية من ذاكرتها ب (كورنة) بطقوسها وأجوائها وحكاياتها المتعددة.

‎فلماذا اذن هذا التقصير من طرف الادارة؟ هل كثرة المتدخلين حالت دون ذالك؟ أم انعدام السيولة والمعرفة والإرادة لذا الجماعات الترابية؟ أم لقلة أطر الطب البيطري بوزارة الفلاحة؟ أم أصلا عدم جدوى الاستثمار في القطاع، أمام تواضع استهلاك المغاربة  للحوم الحمراء؟ مادام ان معدل استهلاك الفرد لا يتجاوز 17 كلغ سنويا بما فيها استهلاك لحم 6 ملايين رأس، التي تذبح في عيد الأضحى، وحتى المشوي في كل المناسبات.

‎لكن، يبقى أن 9 ملايين مغربي لا يستهلكون اللحوم الحمراء إلا مرة واحدة في الأسبوع. وتجدر الإشارة، أن المغرب ينتج  أقل من 600 الف طن سنويا من اللحوم الحمراء، الذي يعد أحد أكثر الأطعمة إنتاجا واستهلاكا في العالم، فحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) بلغ حجم الإنتاج العالمي من هذه اللحوم  365 مليون طن في عام 2023. وان البشرية قد بدأت في استهلاك اللحوم منذ 2 مليون سنة.

كما يعتقد أن أكل البشر للحوم ساهم بشكل رئيسي في تطوير حجم دماغ الإنسان وزيادة الذكاء.

وفي الأخير، إن استمرار هذا الوضع بتقديم منتوج غدائي يذبح في ظروف يرفضONSSA  اعتمادها. فهو يرهن لا محالة المستقبل الصحي لمجموع المغاربة. وقد سبق للمجلس الأعلى للحسابات، أن أكد في عدة تقارير له،  أن هذا الأمر  له تأثير واضح على جودة اللحوم ببلادنا.

لكن يبقى الامل في المونديال، مادام هناك التزام رسمي حسب تصريح وزاري، أن 120 باطوار من الجيل الجديد المعتمدة من طرف المكتب المختص، وأن الإنتاج سيتجاوز 800 مليون طن في حدود 2030، لكن ما لم يقال، هو كيف سنرفع من نسبة الاستهلاك المرهونة برفع القدرة الشرائية للمغاربة وليس بالعادات الغدائية؟.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا