على مدى ثلاث أيام، احتضن موقع قصبة الاوداية الأثري بالرباط، فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للثقافة والفنون “صيف الاوداية”، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في إطار تخليد ذكرى عيد العرش المجيد.
وتميز حفل الافتتاح الذي حضره جمهور غفير من عشاق المهرجان، بصعود الفنانة جليلة مكري صاحبة الصوت الملائكي الساحر للمنصة بعد سنوات طوال من الغياب، حيث أتحفت الحضور بعدد من أغانيها الشهيرة التي استهلتها رفقة الفنان نصر مكري بأغنية ““ناداني مليكي” وهي من كلمات وألحان الفنان حسن مكري، وعزف أوركسترا العنادل بقيادة محسن خنوس، قبل أن تتسلم درع المهرجان من يد السيد محمد مهيدية والي جهة الرباط سلا القنيطرة، الذي ترأس حفل الافتتاح رفقة السيد عبد الإله عفيفي الكاتب العام لوزارة الثقافة والاتصال-قطاع الثقافة وعدد من الشخصيات. بعد ذلك ألهب الفنان فؤاد زبادي حماس الجمهور بروائع الأغاني الكلاسيكية الشهيرة. كما تسلم خلال الحفل عدد من الشخصيات الثقافية والإعلامية ميداليات ذهبية. وفي اليوم الموالي، اهتز الجمهور على نغمات وإيقاعات هجهوج المعلم باقبو وهجهوج فريد غنام الساحرة، في ليلة كناوية استثنائية.
وفي اليوم الموالي، صدحت الموسيقى الأندلسية والأمازيغية والحسانية، حيث غنت
الفنانة نبيلة معن، وتألقت في أداء أربع ألبومات من ضمنها ألبوم “دلال الأندلس” الذي أصدرته سنة 2017، وأتحفت حشود الجمهور بروائع الموسيقى المغربية الكلاسيكية ومنها رائعتي “لغزال فاطمة” و”شمس العشية”.
ومن جهتها، أتحفت فرقة واد نون من كلميم الجمهور العريض بمنوعات من الإيقاعات والرقصات والأغاني الحسانية الشهيرة برقصة “الكدرة” التي لا تقتصر على الجانب الاحتفالي فحسب من خلال الأداء الفردي، أو الحوار الجماعي، أو الإيقاعات أو الرقصات أو الشعر، بل تتضمن بعدا صوفيا عميقا، تجاوب معه الجمهور طويلا.
وبعد غياب طويل، ومثل طير الفينيق الأسطوري الذي ينبعث من رماده، عادت فرقة “إمديازن إمينتانوت ” الأمازيغية التي أسسها الشاعر محمد الحنصالي سنة 1987، إلى عالم الأغنية، على منصة المهرجان للتمتع عشاق الأغنية والفن الأمازيغي بتحفها الفنية المتميزة بقايدة الشاعر محمد الحنصالي. أغاني تفاعل معها الحضور الكبير أيما تفاعل، ليتوج ذلك بمنحها جائزة الخلالة الذهبية لهذه الدورة تحت تصفيقات قوية للحضور، وهي الجائزة التي يخصصها المجلس الوطني للموسيقى المغربية، برعاية وزارة الثقافة والاتصال والمجلس الدولي للموسيقى (الشريك الرسمي لليونسكو) للفنون الأمازيغية.
و اختتمت فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان بسهرة كانت مسك الختام بفقرات فنية متنوعة ومنتقاة بعناية، حيث غنى الفنان نصر مكري من جديد وقديم ريبرطواره الفني ملهبا حماس الحضور الذي لم تسعه الساحة المخصصة للسهرة، قبل أن يتسلم جائزة الموسيقى العالمية لهذه الدورة، بعد ذلك استمتع الجمهور الكبير بأغاني وإيقاعات “ضيف الشرف” الفنان الهندي أمارات حسين برادر Amrat Hussain Brother’s الذي قدم مجموعة من قطعه الغنائية الساحرة، وتسلم جائزة الفارابي لهذه السنة، واختتمت فرقة “فولكلور عين اسبيلية” من دبدو برقصات “المنغوشي” و”العلاوي” التي أطربت جمهور المهرجان وحركته من مقاعده، في أمسية جميلة غير قابلة للنسيان.
بالإضافة إلى ذلك، وسيرا على التقليد الجميل الذي نهجه مهرجان “صيف الأوداية” تم منح الميدالية الذهبية لكل من السادة محمد بنعمر مصمم ومنتج برامج إذاعية بنيونس البحكاني منتج ومخرج أفلام وثائقية، خديجة معقول صحافية وناقدة فنية، رشيد الشرايبي ناشر، خليل الرايس صحافي مسؤول عن االصفحة الثقافية في جريدة لوبينيون، هروان ريد موسيقي، فنان تشكيلي، كاتب و مخرج، والذي نظم له معرض فني برواق باب الكبير سيستمر إلى 6 غشت 2018.
يشار إلى أن مهرجان “صيف الأوداية” تنظمه سنويا وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة، بتعاون مع المجلس الوطني للموسيقى العضو في المجلس الدولي للموسيقى والشريك الرسمي لليونسكو.