بسمة نسائية/ إعلام
تنظم الجمعية المغربية للناشرات والإعلاميات والمركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، بتعاون ودعم من كلية علوم التربية، ندوة وطنية حول موضوع:” التربية على وسائل الاعلام والاتصال رؤى متقاطعة”، وذلك يوم الأربعاء 27 يناير 2024 بمقر الكلية بالرباط.
تأتي هذه المبادرة بعد العريضة التي كنا أطلقناها في 10 أكتوبر 2022 تحت شعار “توقفوا عن تحويل التافهين إلى قدوة ونجوم”، والتي لقيت تجاوبا قويا من قبل المواطنين، والإعلاميين والمثقفين ومختلف فئات المجتمع. وزاد الاهتمام بالموضوع والتفاعل معه، بعد الندوة التي احتضنها المعهد العالي للإعلام والاتصال تحت عنوان:” محتويات منصات التواصل وحدود التماس بين حرية التعبير والتفاهة”، يوم 10 نونبر 2022، تزامنا وتخليدا لليوم الوطني للإعلام.
وكان السؤال الحارق والمحور الأساس الذي أطر أول ندوة تنظم في الموضوع، هو ” كيف يمكن مواجهة التفاهة، وبأي آليات؟” وقد جاء هذا اللقاء في سياقات متداخلة ومعقدة، لعل أهمها تصدر الإعلام الجديد للمشهد الإعلامي، أو ما بات يعرف بالميديا الشعبية، وانتشار التفاهة بحثا عن الشهرة الاجتماعية أو “البوز”، ومسؤولية بعض القنوات أو ما يسمى بالإعلام الحر في هذه الديناميكية، وتشجيع لما بات يعرف ب”المؤثرين”، وهو ما أفضى إلى إغراق الويب المغربي بالابتذال والتفاهة، ضدا على أخلاقيات مهنة الصحافة وقواعدها.
تعميم التربية على وسائل الاعلام في المناهج التربوية والتعليمية
وكان من مخرجات وتوصيات هذه الندوة، دعوة وسائل الاعلام العمومية بالخصوص، لفتح أفق جديد في التعامل مع ظاهرة التفاهة، وفق ما هو متعارف عليه عالميا، ووفق مقاربة تربوية وإعلامية والاجتهاد في إنتاج محتويات ومضامين مضادة، خاصة بالإعلام العمومي السمعي البصري المطالب بالارتقاء بمنتوجه، لتجنيب المجتمع المغربي من الانزلاق في تتبع وادمان المضامين التافهة، من خلال تعميم التربية على وسائل الاعلام في المناهج التربوية والتعليمية، ومن أجل انتاج جيل يكتسب مناعة ثقافية تمكنه من تبيان الفرق بين المضامين التافهة والجادة.
حيث رأى المشاركون في هذه المضامين خطرا على الأجيال الشابة، وعلى الوضع التعليمي والقيمي بالبلاد، من طرف مستعملين لوسائل التواصل الاجتماعي غايتهم “جني الربح المادي السريع والشهرة المصطنعة”، وهو ما دعاهم إلى دق ناقوس “الطوارئ المجتمعية” من أجل التكاتف لوقف دعم هذه التعبيرات، عبر إبراز خطورتها عن طريق الإعلام العمومي، وتجفيف منابع تكاثرها تربويا..
من هنا تأتي مبادرة الجمعية المغربية للناشرات والإعلاميات والمركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال بتعاون ودعم من كلية علوم التربية مشكورة، بتنظيم الندوة الوطنية الثانية حول موضوع:” التربية على وسائل الاعلام والاتصال رؤى متقاطعة “، لتكون فرصة ثانية لتبادل الرأي بين باحثين في الشأن التربوي والإعلامي المنشغلين بقضايا الصحافة والاعلام ودورهما في التنشئة الاجتماعية، وتدارس إشكاليات التربية الإعلامية في ظل التحولات التي يعرفها مجتمع المعرفة والاعلام..
ويشارك في هذه الندوة عدد من الأساتذة الباحثين والصحفيين والإعلاميين، يقاربون فيها بالخصوص، الدور الذي يمكن أن تضطلع به وسائل الاعلام والتواصل في المرحلة الراهنة، في مجال التربية على قيم المواطنة، وتحويلها إلى أداة إيجابية تستثمر ما توفره التكنولوجيات الحديثة من فرص لتحقيق التنمية المستدامة..
وسنعلن عن أسماء المشاركين في بلاغ لاحق.