ملتقى القصيدة والقصة يحتفي بالشاعرة نجاة رجاح أم سناء

بسمة نسائية/ ثقافة
بعد توقفه لمدة ست سنوات كاملة بسبب داء كورونا من جهة، وغياب الدعم الكافي من جهة أخرى، عاد بيت المبدع بخريبكة هذه السنة لينظم على مدى ثلاثة أيام: 24 و25 و26 ماي 2024 الدورة الرابعة من ملتقى القصيدة والقصة؛ التي حملت – وفاء لشعاره: “مطرب الحي يطرب” – اسم الشاعرة ابنة المدينة أم سناء نجاة رجاح، بدعم من المجلس الجماعي لمدينة خريبكة، والمديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وبتنسيق وتعاون مع إدارة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، ومقهى Alvaro بخريبكة.
كما استضافت هاته الدورة الشاعر والإعلامي الكبير عبد اللطيف بنيحيى ضيفَ شرفٍ للقصيدة، فيما حال طاريء قاهر في آخر لحظة دون حضور الروائي المتميز عبد الكريم جويطي الذي كان سيكون ضيف شرفٍ للقصة.
اِلتأم فيها بعضُ مبدعي المدينة مع مبدعين حجوا من مدن بركان، والقنيطرة، والعرائش، وخنيفرة، والصويرة، والرباط، وبنسليمان.
وكالعادة في كل دورة، تنوعت فقرات البرنامج وتوزعت بين تنظيم ورشة في الكتابة القصصية لفائدة تلاميذ ثانوية الساقية الحمراء الإعدادية بالجماعة القروية أولاد عبدون، أطرها رئيس بيت المبدع ومدير الملتقى الشاعر والكاتب عبد الرحمان الوادي قبل يوم من الانطلاقة الفعلية لهذه التظاهرة الثقافية، وبين حفل الافتتاح والتكريم الذي احتضنه المدرج الرئيس للمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية مساء اليوم الأول، حيث استقبلت فرقة عبيدات الرما الزلاقة الضيوف بأهازيج وأغان من تراث المنطقة، بحضور كل من السيد إدريس كرام نائب رئيس المجلس الجماعي لمدينة خريبكة المكلف بالشؤون الثقافية والرياضية، والسيد مولاي الصادق قادري المدير المساعد للمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بخريبكة. حيث جسد الفنان علال الهمداني في مشهد مسرحي قصير إحدى قصائد الشاعرة المحتفى بها.
بعد تسليم المكرمين تذكارين عبارة عن لوحتين لصورتيهما، من إبداع الفنان محمد الرجاوي، اِستمتع الحضور بقراءاتهما الشعرية في أمسية خاصة، زادها جمالاً فنان الأغنية الملتزمة جمال بودويل القادم من مازغان.
بتجربتها التي لا يستهان بها في تنشيط البرامج التلفزية، والتظاهرات الثقافية، قدمت الشاعرة مليكة بنضهر هذا الحفل باقتدار كبير.
كما شهد هذا المدرج الأنيق والفسيح صباح اليوم الثاني إجراء مسابقة “الأقلام الواعدة”؛ التي أبانت الشابة حفصة اسرايدي عن علو كعبها أيضاً في تنشيطها. شارك فيها الطلبة المهندسون الذين يتابعون دراستهم بهذه المؤسسة، وبعض الشباب من داخل المدينة والإقليم.
وقد منحت لجنة تحكيمها المكونة من الشاعرة نجاة رجاح أم سناء، والشاعر عبد اللطيف بنيحيى، والناقد حميد ركاطة المرتبة الأولى لعمر فوزير من مدينة وادي زم، والمرتبة الثانية للطالبة المهندسة حفصة الشافعي، بينما آلت المرتبة الثالثة للطالبة المهندسة وئام واتيق.
سيحصل كل واحد منهم – في حفل افتتاح الملتقى القادم إن شاء الله – على عشر نسخ من كتاب الدورة الحالية؛ الذي سيتضمن بين ثناياه نصوصهم الفائزة، على غرار جميع المشاركين في الأمسية الشعرية القصصية والجلسة النقدية.
في عشية اليوم الثاني، تناوب على منصة الإلقاء والقراءة كل من القاصة حفصة اسرايدي الفائزة بالمرتبة الأولى في الملتقى الثالث، والشاعر محمد خليل الفائز بالمرتبة الثانية في الملتقى الثاني، من باب إعطاء الأولوية دائماً في بيت المبدع بخريبكة للشباب المبدع الواعد، ثم جاء دور القاص والروائي حسن الرموتي من مدينة الصويرة، والشاعر إدريس أشهبون من مدينة خنيفرة، والقاص والروائي محمد العتروس من مدينة بركان، والشاعرة خديجة بومهدي من مدينة خريبكة، والزجال صلاح ياسر من مدينة بنسليمان، والشاعرة مليكة بنضهر من مدينة الرباط، والشاعر عبد الفتاح الخياري ابن مدينة خريبكة القادم من إيطاليا، والقاص والروائي حميد ركاطة من مدينة خنيفرة، والشاعرة بديعة لفضايلي من مدينة القنيطرة، والقاص بوشعيب المسعودي ومترجمه إلى لغة شكسبير عبد الرحيم فشتال من مدينة خريبكة، وعانق الشاعر عبد اللطيف بنيحيى الشعر من جديد بقصيدة أهداها إلى شاعرة الدورة، ليختم الشاعر عبد الرحمان الوادي هذه الأمسية الباذخة.
وقد شنف الفنان محمد جرادي – الأستاذ الباحث بالمدرسة – أسماع الحضور بباقة مختارة بعناية من أجمل الأغاني العربية.
نشطت هذه الأمسية بخفة وبهاء الفراشات الشاعرة بديعة الفضايلي.
صباح اليوم الثالث، اِنتقل الركب المبارك إلى فضاء مقهى Alvaro لافتتاح مقهى بيت المبدع الثقافي فيه بجلسة نقدية، تكفل بتسييرها د. بوشعيب المسعودي، وتمحورت أشغالها حول شعر الشاعرة نجاة رجاح أم سناء. قدمت فيها الدكتورة بديعة لفضايلي ورقة تحت عنوان: “قتاد التباريح وبردة الإباء في قريض الشاعرة أم سناء”، والأستاذة فاطمة الفوراتي ورقة تحت عنوان: “صور القضية الفلسطينية في ديوان (قصائد تحت الاحتلال) للشاعرة نجاة رجاح.
وفي ختامها، تم إنشاء مكتبة صغيرة بإحدى أركان المقهى، ووضع الكتب التي تبرع بها مجموعة من الأصدقاء مشكورين على رفوفها.
إلى حين تجدد اللقاء بين القصيدة والقصة في الدورة الخامسة، لننتصر معاً للجمال في حربه الكونية ضد القبح.