مارسيل خليفة: هل نحمل همومنا الى الأقاصي؟
كم هو قاسي وناقص هذا الوطن حتى يشتهي أبناؤه ان يكونوا لسواه .

مارسيل خليفة
حضرة رئيس الجمهوريّة
كيف هي صحتّك ؟
هل أنت بخير ؟
الحمد لله !
هل أنت مرتاح لأخبار البلد ، أو أنهم لا يبلغونك إيّاها ؟
حضرة الرئيس
هل تصلك الأخبار والخطابات الغرائزيّة والمذهبيّة التي تثير العصبيّات والمنفلتة من عقال المنطق ؟
كان يمكن للإنتخابات أن تشكّل فرصة صغيرة ليحدث تغييراً في الطبقة السياسية لحفظ سيادة الوطن ومقومات وجوده في الحد الأدنى على الأقل . ولكن كيف يمكن ذلك في ظلّ قانون هجين دون منطق أو معيار سوى مصلحة البعض للوصول الى المجلس وحفظ البعض الآخر لحصصهم ومقاعدهم .
ولا ننسى النائب المشتري لمقعده بفضل قانون شراء الأصوات .
هناك أصدقاء مرشحين من خارج السرب يواجهون حيتان السلطة وحتى لو نجح أحدهم ودخل الندوة البرلمانية فلن يستطيع شيئاً في هذا المسلخ الانتخابي .
حضرة الرئيس
في مثل اوضاع هذه البلاد المباحة للتفاهة والثقالة والطغيان وسيادة الزعرنة والسطو والسرقة والمتاجرة باللحم الحيْ سنقاطع الانتخابات كي لا نعطي شرعية لانتخابات مغشوشة وغير نزيهة . انها انتخابات مزورّة تمهّد الطريق لتفسّخ البلد اكثر فاكثر وتمهّد لحرب أهلية جديدة .
حضرة الرئيس
هل نحمل همومنا الى الأقاصي ؟ وكم هو قاسي وناقص هذا الوطن حتى يشتهي أبناؤه ان يكونوا لسواه .
حضرة الرئيس
لا ينفع في وجه هذا القبح غير العصيان .
حضرة الرئيس
ندعوك الى العصيان
حضرة الرئيس
تصبح على وطن