المغربية لطيفة بن زياتن مرشحة لجائزة نوبل للسلام
نشر موقع “تويتر”، قبل يومين حسابا يؤيد ترشيح المغربية / الفرنسة لطيفة بن زياتن لـ”جائزة نوبل للسلام” لعام 2018، وفي الساعات القليلة التي تلت النشر، ظهر تعاطف كبير مع هذه المرأة التي حولها حزنها وفقدانها لابنها في حادث إرهابي بفرنسا، إلى داعية للسلام والتسامح .وحصد الحساب الآلاف من تعليقات التأييد والإعجاب بهذه السيدة المغربية الأصل التي أصبحت تعد اليوم، رمزاً للتسامح ونبذ التطرف في فرنسا وفي العالم.
لطيفة هي والدة المظلي الفرنسي عماد زياتن الذي اغتاله الإرهابي محمد مراح في مدينة تولوز، جنوب فرنسا. ومنذ مصرع ولدها رفضت الانصياع لخطاب الكراهية، وظهرت في وسائل الإعلام داعية للتفاهم والمحبة، لا سيما في أوساط المهاجرين المغاربيين. فالقاتل مسلم والقتيل مسلم. لذلك حاولت أن تصحّح النظرة السلبية إلى الإسلام وبدأت تطوف المدن الفرنسية والتجمعات الشعبية لكي تشرح للأبناء المنحدرين من أجيال الهجرة أنّها تدين بعقيدة تعد البشر سواسية. وكرست حياتها، طوال السنوات الخمس الأخيرة، لمهمة وحيدة، هي محاولة تنبيه الشباب من خطر التطرف. فبعد فقدان ابنها، قرّرت الذهاب لزيارة المجمع السكني الشعبي الذي نشأ فيه القاتل محمد مراح، وهناك سألت الأولاد الموجودين في الشارع عنه فقالوا إنه بطل وقد تصرف كمسلم جيد. لكنّهم فوجئوا بالسيدة المحجبة التي تتحدث لغتهم تقول لهم إنّ مراح قتل ابنها، وهو مسلم أيضاً وبريء ولم يؤذ نملة. وكانت تلك المواجهة نقطة الانطلاق للطيفة التي أسّست جمعية تحمل اسم ولدها، وقامت بعشرات الزيارات للمساجد والمدارس والسجون والأحياء الشعبية، تدعو فيها لمحاربة التطرف وهدر الدماء. وكانت تردد، في تصريحاتها، أنّ قلبها اكتوى بمقتل ابنها عماد وهي لا تريد لأي أم أن تعيش لوعتها. وبفضل نشاطها السلمي نالت عدة تكريمات، من بينها “جائزة مؤسسة شيراك” عام 2015، وفي السنة نفسها حصلت على “جائزة التسامح” التي تمنحها “جمعية أصدقاء مارسيل رودلوف”، السياسي الفرنسي الراحل الذي كان عمدة لمدينة ستراسبورغ. كما حصلت على “الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة” من يد جون كيري، وزير خارجية الولايات المتحدة السابق. وفي ربيع 2016 في ذكرى اغتيال ابنها، قلدها الرئيس السابق فرنسوا هولاند “وسام الشرف الفرنسي” من رتبة “فارس”.
وقبل يومين، قامت الجمعية الفرنسية لوسبتاليتي دي أبراهام، المكرسة لنشر السلام من خلال الحوار بين الأديان، بترشيح لطيفة بن زياتن، لجائزة نوبل للسلام لعام 2018. وفتحت موقعا إلكترونيا، خاصا للتعريف بلطيفة، مسارها وأسباب ترشيحها لنيل الجائزة، وتتوخى الجمعية من الموقع أن يكون واجهة لحملتها العالمية لدعم لطيفة ابن زياتن.