فاسية المنشأ وأندلسية الهوى، عشقت الفن والموسيقى وهي طفلة، واحترفت الغناء وعمرها لا يتجاوز 16 سنة. صنعت لها اسما وسط نجوم جيلها رغم أنها اختارت طريقا غير الذي سلكوه. لا تغريها الأضواء ولا تلهث وراء الشهرة، بخطى ثابتة ومدروسة، تمكنت من أن تكون هي نبيلة معان الفنانة والإنسانة.
أحبها الجمهور وأحب اختياراتها الفنية، بدأت بالكتابة والتلحين، وعرفت كيف تقدم لونا غنائيا خاصا بها، استمدته من التراث الموسيقي المغربي والأندلسي. عمدت على إحياء مجموعة من الأغاني والقصائد التراثية القديمة، بتوزيع جديد وإيقاعات حديثة، كان آخرها “شمس العشية” التي حظيت بمتابعة قوية على الويب.
نجحت في تجديد واعادة بعض الأغاني التراثية، لماذا هذا الاختيار وما هو سبب تشبثك بهذا الأسلوب؟
هو ليس أسلوبا، لكنه مجموعة من المحطات في حياتي الموسيقية. فقد بدأت مساري الموسيقي بالتلحين و الكتابة، لكن نظرا لعشقي للموسيقى المغربية العريقة فإنه من الطبيعي أن أهتم بها. لدينا كنز موسيقي نحسد عليه، وتقديمه بشكل جديد نابع أولا، من حب قوي لهذا الكنز التراثي، ومحاولة تطويره بشكل يعتمد على بحث معمق يمكِّن من تقديم رؤيا جديدة تجعل موسيقانا تنفتح أكثر على العالم.
هل يمكن أن نرى نبيلة تؤدي أغاني بطريقة مختلفة؟
أحرص دائما أن يأتي كل مشروع موسيقي بشيء جديد. لهذا فإن كل ألبوم جديد يتسم بشيء مختلف. فمثلا ألبومي الثالث “عيش حياتك” مكون من أغاني كتبتها و لحنتها وأخرى لحنت و كتبت خصيصا لي و لا يشمل إعادة أغاني قديمة أما ألبومي الجديد الذي سيرى النور في الأسابيع القادمة فهو مجموعة أغاني قديمة من الملحون الطرب الأندلسي والطرب الغرناطي معاد توزيعها.
ألبوم جديد بنفس أسلوب نبيلة في الموسيقى والأداء… لماذا؟
لدي طابع خاص بي في الأداء، فطريقة غنائي شكلتها من المدارس التي مررت منها. وهو طابعاً مغربياً بتقنية الغناء الكلاسيكي الأوبرالي. حياتي الموسيقية كلها محطات من التعلم والبحث و طريقة غنائي ورؤيتي الموسيقية و طريقة إنتاجي ما هي إلا نتيجة لما تعلمته وأتعلمه باستمرار.
في نظرك ما هي الطريقة المثلى لتطوير الأغنية المغربية؟
ليس هناك طريقة مثلى. كل موسيقي يعمل بقناعاته و آلياته. المهم هو أن تكون النتيجة موسيقى تتسم بالجمالية وتحترم ذوق الجمهور وترقيه.
تشكلان أنت وطارق ثنائيا فنيا راقيا، هل هذا الاختيار صعب في ظل الطلب المتزايد على الأغاني الخفيفة؟
كما أقول دائما المهم في الموسيقى هو الجمالية. بالنسبة لي لا يهم أن تكون الموسيقى خفيفة أو العكس. حسب تجربتي فإن العمل حين يصدر من القلب و يكون قد أنتج عن دراية دقيقة في كل مراحل الإنتاج يصل إلى قلوب الناس. فنجاح قصيدة “الغزال فاطمة” التي تنمي لفن الملحون والتجاوب الكبير مع قصيدة “شمس العشية” المستمدة من التراث الأندلسي، أكبر دليل على أن الفنان ليس مجبرا على سلك الطريق السهل التي “تفرضها” قيود متطلبات “السوق”.
ماذا يمثل طارق هلال في حياة نبيلة الفنية والخاصة؟
هو نصف حياتي و نصف حياتي الفنية أيضاً.
من يطرب نبيلة، وما هي الأشياء التي تلهمك؟
هناك الكثير من الفنانين الذين يطربونني من مغاربة أو أجانب. أما بالنسبة لما يلهنمي فهو اكتشاف ثقافات موسيقية جديدة.