كاترين دونوف و"حجابي عفتي"
حكيم عنكر
فاجأت النجمة الفرنسية الشهيرة كاترين دونوف، الأوساط الإعلامية والفنية أمس الثلاثاء، رفقة عدد من الناشطات النسائيات، بتوقيع عريضة تضم مائة شخصية فرنسية، تدعو إلى حق الرجال في “ممارسة قليل من التحرش”، بعد ساعات فقط من حفل جوائر غولدن غلوب، حيث ارتدت شهيرات هوليوود الفساتين السوداء، كتعبير عن إدانتهن للاستغلال الجنسي والتحرش والاغتصاب، وكل أوجه المعاملة الحاطة من كرامة النساء في السينما والإدارة والشارع.
النجمة الفرنسية صاحبة “الباع الطويل” والمسار الصاخب، صرحت أكثر من ذلك، أن زميلاتها في المهنة من “بنات هوليوود”، نساء “متزمتات”(هكذا)، وأن حملتهن، تخدم من حيث لا يدرين، الأوساط المحافظة والمتزمتة في المجتمعات الغربية وغير الغربية.
…..
إلى هنا الكلام واضح، وقد تجد الحملة المضادة التي أطلقتها “دونوف”، الجميلة ذات زمان، وقد عمّر جمالها طويلا، للحقيقة، قد تجد هذه الحملة المضادة هوى في نفوس رجال ونساء كثيرين، ولعل الحلف المناصر سيكون دون شك من عالمنا العربي، حيث ما زلنا نتعلم أبجديات حقوق الإنسان، وحيث يعتبر الرجل العربي أن “التحرش حق مشروع ومكتسب”.. فكل البنات “غير شريفات إلا أمي” كما يقول المثل الفرنسي نفسه.
…..
والمتمعن في تصريح “دونوف”، سيلمس كيف أن الفنانة الشهيرة والجميلة ذات ردح من الزمن، قد سددت بدقة وعرفت كيف تصيب أهدافها. وليس صدفة أن تصف الفنانات الهوليوديات، وأصحاب وصاحبات حملة “#MeToo ” ضد انتهاكات منتج هوليود هارفي وينستين، والذي وصلت حالات الاغتصاب التي سجلها في حق ممثلات، منهن شهيرات الآن، العشرات، ليس صدفة أن تصف زميلاتها في المهنة بـ”المتزمتات” اللواتي يخدمن أجندات قوى المحافظة في المجتمعات، دون وعي، لتذكرنا بالسجالات العربية الجوفاء بين حلف التحرر وحلف “حجابي عفتي”، علما أن الحجاب اختيار مشروع مثله مثل من اختارت لباسا آخر يناسبها، يدخل في إطار الحرية الشخصية.
….
فما الذي يدفع ممثلة “قديرة” إلى تزعم هذه الحملة، هل هو الهوى الفرنسي والمزاج الباريسي الذي يسمح بقبلة خاطفة في حفل عشاء أو وضع اليد على ركبة جميلة وباذخة تلمع في سهرة، أو حتى الحديث عن الأشياء الحميمية، في لقاء مع نساء.
قبل يومين أقدمت رئيسة تحرير في قناة بي بي سي على تقديم استقالتها، لأنها لا تنال نفس الأجر الذي يناله زميلاها.. وقبل مدة، قدم وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون استقالته، لأنه اعترف بكونه وضع يده على ركبة صحافية كانت تجري معه مقابلة… وحوادث أخرى..
…..
ماذا عن هنا؟؟
وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح!