لطيفة باقا: أكتب لكي لا أصرخ!!
لطيفة باقا: سيدة القصة القصيرة، بين التفاصيل اليومية وسحر الكتابة

ضيفة بسمة/ عزيزة حلاق
المرأة عندما تكتب فهي بالضرورة تكسّر الصمت الذي يحيط بها وتعلن عن نفسها وعن وجهة نظرها فيما حدث ويحدث في عالم لم يكن أبدا منصفا لها ولا مهتما بسرديتها. أرى أن الكتابة حررتني من الخوف وساعدتني في تصريف غضبي كطفلة / امرأة اكتشفت ذات يوم أنّ العالم لا يحبّها بما يكفي..
***
تقديم:
لطيفة باقا، اسم لا يحتاج إلى مقدمات طويلة في المشهد الأدبي المغربي. ابنة مدينة سلا، التي حفرت اسمها في عالم القصة القصيرة بحساسية متفردة ورؤية عميقة للحياة وتفاصيلها اليومية. بثلاث مجموعات قصصية، وترجمات إلى لغات متعددة، وجوائز مستحقة، أكدت أن القصة ليست مجرد فن سردي، بل مرآة تعكس قلق الإنسان، توتراته، وأحلامه المسروقة.
بعد سنوات من العمل الإداري، اختارت لطيفة باقا التفرغ للكتابة، لتمنح الإبداع مكانته المركزية في حياتها. هي ليست مجرد كاتبة، بل امرأة عاشقة للحروف، تنسج في كل نص تفاصيل الواقع بحلوه ومره، وتروي قصصًا تغوص في عمق الحياة اليومية.
تُعد لطيفة باقا من الأصوات الأدبية التي تثري المشهد الثقافي المغربي، وتفتح بكتاباتها نوافذ جديدة لفهم واقع المرأة. في هذا الحوار، نقترب من عوالمها، نتجول بين شخوصها الهاربة من عادية الحياة إلى دهشة الحكي، ونغوص في رؤيتها للكتابة، المرأة، والمجتمع وأمور أخرى…
حوار بأسئلة غير تقليدية، نحاول من خلاله الكشف عن زوايا لم تُستكشف بعد في تجربة سيدة القصة القصيرة في المغرب، لطيفة باقا.
لو سألتك بداية: ما الذي تفعلينه في غرفة فرجينيا وولف منذ تلك الحياة؟
(تبتسم)، أفعل وأقترف ما بدأته منذ الدهشة الأولى وأنا أكتشف أن للحياة احتمالات أخرى أكثر جمالا: أكتب. الكتابة وقعت بالصدفة ثم تحوّلت إلى عادة جيّدة لتصريف التوتر. في البدء كانت القراءة ثم جاءت الكتابة فيما بعد، فشغف القراءة يؤدي أحيانا إلى الكتابة وهذا ما حصل معي. كقارئة قديمة لم يكن أمامي من سبيل آخر للتعبير عن انبهاري بعالم الكتب غير الكتابة.
سؤال: مع التفرغ للكتابة، هل أصبحتِ أخيرًا “موظفة رسمية” في عالم الخيال؟
الكتابة توجد حيث يغيب الرسمي. لديّ وعي اليوم أكثر من أيّ وقت مضى أنّ الوظيفة سحبتني من شغفي، الوظيفة تستهلكنا وتستهلك وقتنا وانتباهنا، لكن السؤال هو هل ينجح الكاتب بعد أن يتمّ “الإفراج” عنه من سجن الوظيفة أن يستعيد مزاج الكتابة بالزخم الذي كانت عليه في البدايات؟ هل تكفي مساحة الوقت للتفرغ للكتابة؟ أم أنّ عوامل أخرى تدخل على الخطّ وتفسد الرغبة أو على الأقل تؤجّلها وتميط عنها الجدوى؟ يبدو أنّ الكتابة بقدر ما هي فعل التزام وانضباط عند البعض، هي هروب و رُهاب عند البعض الآخر.
سؤال: يقال إن الأدباء يسرقون قصص من حولهم بمهارة لصوص محترفين، كم عدد الضحايا الذين نهبتِ حكاياتهم حتى الآن؟
كنتُ دائما “أعترف” أنّ من يحيطون بي قد يكونوا مهددين (وإن كان ذلك على مستوى ضيّق) بتسرب قصصهم أو أجزاء منها خصوصا تلك التي قد تبدو بلا أهمية بالنسبة لهم… داخل ما أكتب. هي عملية استثمار أدبيّ شديدة التمويه يكاد لا يكتشفها حتّى من استوحيت منه. أعتقد أنّ بعض العلاقات الإنسانية تمنحنا الرغبة في الكتابة وبعضها يثبط هذه الرغبة ويخنقها… نفس الخاصية تملكها الموسيقى والكتب والأحداث والفضاء الذي نوجد فيه، يبدو أنّ كلّ التفاصيل التي تحيط بنا وبوجودنا في العالم تفعل بشكل مباشر أو غير مباشر في “استفزاز” الكتابة أو في تثبيطها. ذات يوم كنت أقرأ رسائل أنسي الحاج لغادة السمان وأنا أستغرب الاستنفار الحادّ الذي أحدثته هذه المراسلات بين القراء معتبرين أنّها رسائل شخصية ما كان على الكاتبة أن تنشرها. استغربت كيف استطاع هؤلاء أن ينظروا إلى الجانب الأخلاقي أمام هذا الجمال والروعة التي منحتنا إيّاها رسائل أنسي الحاج العاشق. الأدب قيمة فوق كلّ القيم وعذر فوق كلّ الأعذار.
سؤال: أنت من محترفي جنس القصة القصيرة، ألم يحن الوقت بعد، لتكبر القصة القصيرة وتنضج وتصبح رواية؟
القصة جنس أدبي كامل الأهلية مستقل بذاته وكبير رغم قصر قامته. ربما يعتقد البعض أن القصة مجرد “تسخين” أولي سابق على كتابة الرواية، لكن الوضع ليس كذلك. بالنسبة لي القصة من أصعب الأجناس الأدبية وهي ليست متاحة لجميع من يدخل غمارها. القصاصون الحقيقيون قلة أمّا المتطفلون عليها فكثر. القِصر في القصة يجعلها أمام تحدي قد لا تعرفه كتابة الرواية التي تفسح أمام الكاتب مساحة أرحب. هذا التحدي هو النجاح في قول كلّ الحكاية في حيّز ضيّق ومحدود، الأمر الذي يدفع إلى اعتماد التكثيف كتقنية جمالية في الحكي.
سؤال: هل الكتابة عندك فعل حرية، أم مجرد طريقة راقية للتنفيس عن الغضب أو عن لحظة ألم، عملا بمن يقول إن الابداع يولد من رحم المعاناة؟
الكتابة فعل يولد من رحم المعاناة على الأقل بالنسبة لي، كنتُ وما زلت أظنّ أنني أكتب لكي لا أصرخ، يبدو أنّ العويل الذي كان في أعماقي قد انخفض مع مرور الوقت وأصبحت الكتابة انخراط واعٍ يفكر في نفسه وفي العالم المحيط به. أتذكر أنّ نصوصي الأولى كانت مرعبة من شدة قربها من الحافة حتى أنني نادرا ما كنت أعود لقراءتها. نصوصي الأولى لم يكن ممكنا تأجيلها، شيء يكاد يشبه زفرة الحياة (أو زفرة الموت)… مع التقدم في التجربة والسن ودخول الدربة والخبرة على الخط، أصبحت الكتابة قريبة أكثر من الوعي، لهذا السبب أقول دائما إنّ الكتابة ترافقنا في مسارنا وكما تفعل فينا نفعل فيها تحررنا ولكن أيضا تفرض علينا قيودها الخاصة التي علينا تدبيرها والتحكم فيها.
سؤال: زوجك سعيد الباز، شاعر ومثقف معروف، ألا يتحول الحوار بيتكما أحيانا إلى مناظرة شعرية تنتهي بسوء تفاهم بسبب استعارة مفرطة؟
الزواج من شاعر فيه شاعرية خاصة بالتأكيد لكنها شاعرية تتقاطع مع الحياة في كل تفاصيلها التي لا تتنكر لليومي الذي لا يختلف عن يومي الناس الآخرين باعتبارنا ثنائي اختار أن يعيش معا. الانتماء للأدب هو البعد الإضافي لعلاقتي بزوجي فهو قارئي الأول وأنا قارئته الأولى وبيننا نقاش لا يتوقف ليس فقط كزوجين، بل أيضا كصديقين. أعتقد أنّ الزواج الذي لا ينجح في أن يكون أيضا صداقة حقيقية يفقد أحد أهم عناصر استمراره. الاهتمامات المشتركة تكوّن لحمة إضافية بين الرجل والمرأة.
سؤال: لديكَ ولدان في الجامعة، شادي وغسان… من منهما ورث جينات “التفلسف” الأدبي أكثر؟ ومن يشبهكِ في قدرتكِ على تفكيك الواقع إلى جمل سردية؟ أم أنهما قررا النجاة من هذا القدر الأدبي؟
الأبناء امتداد عضوي للآباء والأمهات حتى وإن كان خيارهم ومسارهم بعيدا عن خيارات آبائهم وأمهاتهم. هي كائنات مستقلة بذاتها في نهاية التحليل، ودورنا نحن يوجد أساسا في عملية التربية والتوجيه والمصاحبة حتّى يصلوا إلى بر الأمان. شادي يحب الموسيقى وغسان يحب الرسم بمعنى أنهما لم يبتعدا كثيرا عن عالمنا أنا وسعيد ونحن سعيدين بهما ونعتبر أننا نجحنا في أن نجعلهما شابين واثقين من نفسهما يمتلكان رؤية واضحة لمستقبلهما وما يريدان تحقيقه.
سؤال: في أعمالك، نجد شخصيات أنثوية تعيش في مناطق الظل. هل هذا امتداد لواقع المرأة في المجتمع أم جزء من رؤيتك الإبداعية؟
مناطق الظلّ ومناطق الضوء داخل نصوصي، هي من صميم سعيي لبث الحرارة اللازمة في شخوص هي من كلمات لتتحوّل إلى شخصيات فعلية تشبه الناس الذين يتحركون حولي وأعرفهم أو لا أعرفهم. لهذا السبب النساء والرجال على السواء في نصوصي كائنات حية بكلّ ما يعكسه ذلك من هشاشة وقوة، من طيبة وخبث لا أضعهم أبدا في قفص الاتّهام ولا أسمح للقارئ أن يزايد عليهم أخلاقيا أو إنسانيا. الواقع الذي تنطلق منه فكرة القصة التي سأكتبها معقد بما يكفي ليتجاوز في غالب الأحيان أي خيال ممكن.
سؤال: هل الكتابة بالنسبة إليك، فعل حرية أم نوع من الأسر؟ وهل هناك ثمن تدفعه المرأة حين تكتب بلا قيود؟
الحرية هي المحرّك الأساسي لفعل الكتابة، وشخصيا لا أحترم الكتّاب الذين يمارسون رقابة ذاتية على نصوصهم، الواقعين تحت نير التقاليد أو المعتقلين داخل المناصب أو المكبّلين بقيود المصالح الشخصية ليسوا كتابا أو هم كتاب “أقل”. لديّ قناعة أنّ الكاتب، بشكل خاص والفنان بشكل عام، هو الشخص الوحيد الذي لا يمثل سوى نفسه ويتحمل مسؤولية هذا التمثيل، لأنّ الفن تعبير ذاتي محض، تفاعل عميق مع الخارج مجسّدا في الطبيعة وفي الثقافة… الخارج الذي يدرك الكائن أنّه جزء منه. المرأة عندما تكتب فهي بالضرورة تكسّر الصمت الذي يحيط بها وتعلن عن نفسها وعن وجهة نظرها فيما حدث ويحدث في عالم لم يكن أبدا منصفا لها ولا مهتما بسرديتها. أرى أن الكتابة حررتني من الخوف وساعدتني في تصريف غضبي كطفلة / امرأة اكتشفت ذات يوم أنّ العالم لا يحبّها بما يكفي.
سؤال: ما الذي يزعجك أكثر في المشهد الأدبي المغربي: المجاملات، الشللية، أم التصنيفات الجاهزة؟ أم هناك أشياء أخرى؟
كلّ ما ذكرت موجود في المشهد الأدبي المغربي لكن ما يزعجني أكثر هو انتشار ظاهرة تحدد قيمة الأديب بمدى قربه أو بعده عن السلطة، هذه السلطة التي قد تأخذ شكل منصب رسمي أو منبر إعلامي أو علاقة بدوائر ثقافية خارجية عربية كانت أو أجنبية… يؤسفني أيضا منطق تكريس المكرّس وتضييق الدائرة بحيث لا يسمح بفتحها في وجه الأقلام الجديدة والموهوبة. لهذا السبب سأظل أحترم الأدباء المتوارين عن الأنظار المنشغلين بنصوصهم المراهنين على حرقة الكتابة. يبدو أنّ الهوس بالأضواء الخارجية يطفئ الشمعة التي بداخلنا.
سؤال: هل تؤمنين أن الأدب يمكن أن يغيّر شيئًا في هذا العالم، أم أنه مجرد عزاء شخصي نبحث عنه وسط الفوضى؟
هو بالأحرى ملاذ عندما تغيب الحلول الأخرى الجاهزة. كنت دائما أقول إنّ صدفة ما دفعتني للكتابة عندما اكتشفت أنّ المكان والزمان الذي خصص لي داخل هذا العالم لم يكن وثيرا ولا مريحا ولا شبيها بما خصص للآخرين. اكتشفت أنني أنتمي للطبقة الوسطى وأنني أقرأ الكتب وأنني امرأة ثم عرفت الظلم والحيف والتهميش… فقررت أن أكتب حتّى لا أفعل أمرا آخر أندم عليه.
سؤال: قررت ان اكتب حتى لا افعل أمرا اخر اندم عليه؟ جواب قوي، ماذا تخفين وراءه؟
بالتأكيد صاحبة “ما الذي نفعله؟ ليس لديها جواب لديها فقط أسئلة وأكثرها تظل بلا أجوبة، لكن يمكن أن أقول أن الكتابة أنقدتني من التشابه الذي ينفي التميز ومن غيبوبة الجماعة التي تعطل وعي الفرد لنفسه، ومن الاستسلام للنموذج السائد الذي لا يًسمح بالتمرد عليه. أشعر أحيانا أن بعض الناس أضاعوا فرصة انتشال أرواحم المعذبة من تحت ثقل الحشود الجاثمة عليها…
سؤال: هناك أسماء نتوقف عندها، عندما نعيد شريط مسارنا المهني أو الشخصي، ممتنين لها أو غاضبين منها..
من تستحضرين أنت من هؤلاء الأشخاص، وتأثيرهم على كتابتك ورؤيتك للحياة؟ وعلى علاقاتك الاجتماعية؟
أتذكر أبي رحمه الله بصلعته المحببة وابتسامته الطفولية وبارتفاع حس المسؤولية لديه أبي الذي علمني أن أحترم نفسي… أتذكر أمي رحمة الله عليها بنظرتها الحنونة وهي تودعني مرددة دعاءها المحبب الذي لا زال يرافقني صداه إلى اليوم. أتذكر أستاذي علي تيزيلكاد الذي قرأ أول نص كتبته وكنت في سن السادسة عشر حين قال لي: ” اكتبي يا لطيفة لا تتوقفي عن الكتابة… الكتابة حياة موازية وبالنسبة لك كامرأة الكتابة فعل تحرر”.
أتذكر أخي الأكبر عبد الإله رحمه الله الذي آمن بي من قبل حتى أن أومن بنفسي… وأنسى كل الذين أساؤوا إلي يوما ما بقصد أو بغير قصد وأسامحهم وإن كنت لا أغفر لهم فقد “فاتني أن أكون ملاكا” كما كان يقول الكاتب الكبير محمد شكري.
أسماء في كلمات …
*زهور العلوي المدغري
أمّي الروحية المرأة التي علمتني أن أتصالح مع جسدي وعقلي.
*أحمد بوزفور
شيخ القصة المغربية نصوص هادئة تغطّي صخبا إبداعيا كبيرا.
*الشاعر سعيد الباز
زوجي وصديقي وتوازني النفسي والعين التي ترعاني في حضوري وفي غيابي.
ألوم صور يرصد لحظات من حياة القاصة المغربية لطيفة باقا، خاص بموقع “بسمة . الفيديو من توضيب: مراقب الموقع جمال الحزازي.
الرابط على قناة: basmamagmaroc
https://www.youtube.com/watch?v=8Ii9xfp45nE
نبذة عن الأستاذة لطيفة باقا
كاتبة مغربية من مواليد مدينة سلا
أستاذة مادة التواصل
عضو اتحاد كتاب المغرب.
فاعلة جمعوية، نسائية وحقوقية
أشرفت على تسيير ورشات للقراءة والكتابة لفائدة الصغار والكبار.
نشرت بعدد من الجرائد والمجلات العربية والدولية.
ترجمت نصوصها متفرقة إلى عدد من اللغات (الفرنسية، الألمانية، الإسبانية، الإنجليزية، الإيطالية، العبرية، التركية ولغات أخرى..)
مثلت المغرب في مشروع ” مداد” للتبادل الثقافي العربي الألماني بيوميات عن مدينة برلين أكتوبر 2004 (نشر الكتاب من طرف معهد غوته الألماني).
شاركت في “قافلة الكتاب الفلاندر والمغاربة” بروكسيل/الرباط 2009
كاتبة عمود رأي ببعض الصحف والمجلات المغربية والعربية
كاتبة سيناريو
عضوة سابقة بلجنة دعم الأفلام بالمركز السينمائي المغربي
عضوة بلجن تحكيم عدد من المهرجانات السينمائية المغربية.
عضوة بلجنة تحكيم المهرجان الوطني للفيلم سنة 2024 بطنجة
مشرفة ومنسقة لملتقى “المبدعين الشباب” وملتقى “شغف القراءة” اللذان تنظمهما مؤسسة الفقيه التطواني بسلا.
إصدارات:
“ما الذي نفعله؟” مجموعة قصصية. منشورات اتحاد كتاب المغرب 1992
“.. منذ تلك الحياة” مجموعة قصصية. منشورات وزارة الثقافة المغربية سنة2005
” غرفة فيرجينيا وولف” مجموعة قصصية. منشورات توبقال 2014
الطبعة الثانية من المجموعة القصصية “غرفة فرجينيا وولف” توبقال 2018
جوائز:
جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب صنف القصة عن المجموعة القصصية “ما الذي نفعله ” سنة 1992.
جائزة الكتاب المغربي عن المجموعة القصصية “غرفة فرجينيا وولف” كأحسن مجموعة قصصية مغربية (شبكة القراءة بالمغرب) 2018.