“المرأة في المشهد الفني والثقافي”

بسمة نسائية/ ثقافة وفنون
متابعة: عزيزة حلاق
صور: زليخة
لطيفة أحرار وكنزة بن جلون ومريم الصحراوي وآن مريم عبد الخالق، أسماء نسائية تنتمي لعالم الثقافة والفن والابداع، اجتمعن في لقاء أداره الكاتب مليم لعروسي، للتداول حول موضوع ” المرأة في المشهد الفني والثقافي”، يوم أمس الخميس 29 فبراير بمقهى “لاسين” بسينما النهضة بالرباط.
اللقاء شكل لحظة بوح وصرخة من قبل المشاركات، كل من موقعها وصفتها ومجال اشتغالها، ومن خلال تجربتها الشخصية، ومسارها لواقع المرأة في المشهد الفني والثقافي والتحديات التي تواجهها النساء المبدعات والتي ترتطم أساسا بالعقليات المتحجرة التي لازالت تعيق حرية التعبير والفن والابداع.
فكرة التحديات استحضرتها بنبرة حزينة، لطيفة أحرار، وهي تتحدث عن المعاناة التي عاشتها وعانت منها، بعد مسرحية ” كفر ناعوم”، المستوحاة كما نعرف – وكما أشارت إلى ذلك من قبل – من قصة تراجيدية حقيقة، هي موت والدها، جعلتها تطرح الأسئلة الحارقة حول الموت والحياة، والحزن، والروح، والجسد. فكان تجسيدها في لقطة الموت بجسد شبه عار، وفق ما يتطلبه السياق الفني طبعا، هو ما أثار الكثير من الجدل وجر عليها الويلات وصلت حد “التهديد بالقتل”.
وقالت بالمناسبة، إن اشتغال الفنانة خاصة، والفنان بشكل عام، على الجسد، مازالت من المواضيع المسكوت عنها أو “طابو” إلى اليوم. مشيرة إلى أن هناك من “يوقظ الشياطين أحيانا”، حين يتم “إخراج الأمر عن سياقه، فيُقتطع، مثلا، مشهد عرض بمسرح مغلق ولو كان فضاء عموميا، ويوضع في عنوان الصفحة الأولى لجريدة. ونتيجة لهذا التهور ولا مهنية لبعض الصحفيين، تعرضت لهجومات إعلامية ورقمية، بسبب صور ومشاهد من مسرحية عرضت قبل أزيد من عقد. ف “كانت لحظة صعبة عليّ كامرأة، لكنها مكنتني من التفكير فنيا في هذه الأصوات التي أرادت موتي فنيا، وجسديا أيضا، لأني كنت موضوع دعوات للقتل في صفحات فيسبوكية”.
وتابعت أحرار بثقة المرأة الحرة المبدعة: “أقول لطلبتي (اليوم) ينبغي أن تكون لديكم أدوات الدفاع عن رؤيتكم للعالم (…) وما حدث لي أعطاني فكرة (…) والمغرب الذي أحمله تقدميٌّ، وبلدي في حاجة لصوتي ورؤيتي، وهي رؤية عليّ أن أفرضها لا بالتكرار، بل عن طريق خلق فضاءات للحديث، والنقاش، واللقاء (…) والبحث عن صوت الفن كسلاح للمقاومة والاستدامة”.
وتحدثت من جانبها التشكيلية كنزة بنجلون، زوجة الكاتب مليم العروسي، عن “القبلة” التي أثارت الكثير من الجدل وقتها، والتي كانت مبادرة شخصية منها، وثقتها وطلبت من زوجها نشرها على صفحته بالفايسبوك، ردا على واقعة قبلة فيلم “سبيدرمان” التي احتج عليها نواب من حزب العدالة والتنمية في الطائرة التي أقلتهم، من العاصمة المصرية القاهرة إلى الدار البيضاء. ( كان ذلك سنة 2013).
وزادت بنجلون وهي تتحدث في لقاء أمس: “استوعبت الأبوية مع قدوم حزب العدالة والتنمية للحكومة، ومسألة القوانين الدستورية، وكنت أخاف أن يُفرض عليّ كنموذج وحيد، ويحد من حرياتي، فخرجت من التشكيل الصامت إلى عالم متحدث بصور وأداءات للتعبير. فبالنسبة لي، الفنون التشكيلية “وسيلة أيضا للنضال (…) في لوحتي نضال، وأحس معها بما يخرج من داخلي بأريحية، وهذه مقاومة” ورفض لما يصنف الفن النظيف و غير النضيف.
لطيفة أحرار مديرة المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي “ليزاداك”، ختمت اللقاء بكلمة قالت فيها:” إذا كنا نلاحظ اليوم تطورا ملموسا وحضورا قويا للنساء في المشهد السينمائي والثقافي والسياسي والاجتماعي، فوراء ذلك نساء جاهدن وناضلن في مختلف المجالات من أجل هذه التمثيلية القوية”.
بقي أن نشير، إلى أن لقاء أمس، نظم بتعاون بين المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي والمعهد الهولندي بالمغرب. ( NIMAR)، و يأتي حسب تصريح لمديره ليون بوسكينز، في إطار إبراز التطور الذي تشهده الفنون والثقافة في المغرب.