في عالم الملاكمة، حيث القوة والسرعة والانضباط تصنع الأبطال، برز اسم وداد برطال كواحدة من أكثر الرياضيات المغربيات تألقًا وإصرارًا على تحقيق المجد. ابنة مدينة كرسيف، التي وُلدت في 31 أغسطس 1999، لم تكن مجرد ملاكمة عادية، بل كانت محاربة فوق الحلبة، تحمل في قبضتها حلم أمة، وتسطر بأدائها تاريخًا جديدًا للملاكمة النسائية المغربية.
الطريق إلى الذهب
في بطولة العالم للملاكمة النسائية 2025 بمدينة نيش الصربية، وقفت وداد برطال في النزال النهائي أمام التركية خديجة أكباش، صاحبة الفضية في أولمبياد باريس 2024 وبطلة العالم السابقة في 2022. لم يكن الأمر سهلًا، فالمواجهة كانت أشبه بمعركة بين عملاقتين في الوزن 54 كلغ، حيث تبادلت اللكمات مع خصمتها القوية، قبل أن تحسم الفوز بنتيجة 5-2، وتحقق الذهب العالمي الأول في مسيرتها.
حلم نحو الأولمبياد 2028
لم يكن هذا الإنجاز مجرد لقب عالمي يُضاف إلى سجل وداد برطال، بل كان حافزًا أكبر نحو الأولمبياد. في تصريح صحفي عقب وصولها إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، أكدت أن هذا التتويج سيكون دافعًا لها لتحقيق إنجاز أولمبي كبير في لوس أنجلس 2028. كلماتها كانت مليئة بالإصرار، تعكس روح المقاتلة التي لا تكتفي بالمجد، بل تسعى للمزيد.
رحلة التألق.. إنجازات لا تتوقف
بدأت وداد برطال رحلتها مع الملاكمة قبل عشر سنوات، ولم تتوقف عن حصد الألقاب، حيث كانت كل بطولة تمثل خطوة نحو القمة. من إفريقيا إلى العالم، تركت بصمتها في المحافل الدولية، محققة إنجازات لافتة:
بطلة إفريقيا مرتين (2023 و2024).
ذهبية الألعاب الإفريقية 2023 في أكرا، غانا.
ذهبية دورة الألعاب العربية 2023 بالجزائر العاصمة.
رسالة فخر واعتزاز
بروح وطنية عالية، أهدت برطال تتويجها العالمي إلى الملك محمد السادس وإلى الشعب المغربي، معبرة عن امتنانها لكل من دعمها في رحلتها. كانت كلماتها تحمل صدق المقاتلين الذين يعرفون أن المجد ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج تعب، تضحيات، ونضال مستمر.
وداد برطال ليست مجرد بطلة عالمية، بل ملهمة لجيل جديد من الملاكمات المغربيات. بقبضتها الذهبية، رسمت طريقًا للأحلام الكبيرة، حيث لا شيء مستحيل أمام الإرادة الحديدية، هي اليوم مثالاً يُحتذى به في المثابرة والتفاني، وقد ساهمت إنجازاتها في تعزيز مكانة المغرب في رياضة الملاكمة النسائية على المستويين القاري والدولي.
وبمناسبة هذا التتويج العالمي، بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى البطلة العالمية وداد برطال.
ومما جاء في برقية جلالة الملك “وإننا إذ نشاطرك بكل ابتهاج مشاعر الفخر بهذا الفوز المستحق الذي كلل مثابرتك وطموحك لحمل راية وطنك عاليا على منصات التتويج، وصقل اسمك في سجل الأبطال، لندعو الله أن يوفقك للمزيد من التألق والنجاح في القادم من المنافسات”.
