
بسمة نسائية/ ثقافة
صور: محمد بلدي
الرباط: عزيزة حلاق
بحضور نوعي ووازن، جرى أمس بالمكتبة الوطنية بالرباط، حفل التوقيع على اتفاقية هبة وتسليم خزانة “الأستاذ ادريس الضحاك” لفائدة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية.
عرف الحفل حضور مجموعة من الشخصيات المنتمية لعالم القضاء والسياسة والفكر والإعلام وممثلي وفود أجنبية، ورؤساء مجالس الدولة في الحسابات ورئيس النيابة العامة ورؤساء مجالس علمية، بالإضافة إلى عدد من المدعوين من أصدقاء الأستاذ إدريس الضحاك، حضروا للوقوف تكريما واعترافا لهذا الرجل الذي يعتبر أحد صناع الزمن الفكري والثقافي التنويري والحداثي ببلادنا.
الشاعرة وداد بنموسى التي توفقت بحسها الأدبي والمعرفي، في تنشيط هذا اللقاء الباذخ والمتميز، استهلته بمقولة أبي العباس السبتي:” جودوا فبالجود ينفعل الوجود”، وها هي بفضل جود وكرم أستاذنا ادريس الضحاك، استقبلت المكتبة الوطنية أزيد من 5000 كتاب هبة أصبحت في مكان أمن هنا، بعد أن خصص لها السيد محمد الفران بمعية فريق عمله جناحا يليق بهذه الذخيرة التي عمل الضحاك على جمعها منذ وعيه الأول بضرورة وقيمة وجدوة الكتاب.
وتتضمن هذه الهبة السخية كتب ودوريات ووثائق سمعية- بصرية موزعة على الشكل التالي:
5672 عنوانا من الكتب تتضمن: 749 عنوانا من الكتب الخاصة والكتب المهداة إلى ذ.ادريس الضحاك. و1357 عنوانا من المجلات بالإضافة الى أرشيفه الأدبي الذي يضم عددا كبيرا من الوثائق الورقية وأزيد من 129 عنوانا من الوثائق السمعية البصرية.
وهنا يمكن بحق الحديث عن صدقة جارية وعلم ينتفع به.
وداد بنموسى استحضرت مسيرة الأستاذ الضحاك، والتي من خلالها، كان خادما وفيا للوطن مناضلا، شجاع الرأي، استشرافيا لقضايا المجتمع، عالما حصيفا في علوم البحار، ديبلوماسيا وحقوقيا وباحثا وكاتبا في العديد من القضايا والمواضيع الهامة العميقة.
بعد هذه التوطئة الشاملة، تركت وداد الكلمة لثلة من رفاق الضحاك، تناوبوا على المنصة، وتحدثوا عن خصال هذا الهرم الفكري الذي يعد أحد ركائز النخبة الفكرية بالمغرب.
ومن المتدخلين محمد الفران مدير المكتبة الوطنية والسيد رئيس السلطة القضائية محمد عبد النبوي ورئيس النيابة العامة الحسن الداكي وعضو المجلس العلمي الأعلى مصطفى بنحمزة وغيرهم من الشخصيات الأخرى. فكانت اللحظة بحق لحظة ثقافية وفكرية رفيعة، انتهت بالتوقيع على اتفاقية تسليم الخزانة والأرشيف الادبي للأستاذ ادريس الضحاك لفائدة المكتبة الوطنية، وهي الهبة التي قال عنها الفران، بأنها ستسد لا محال ثغرة كبيرة للعديد من الباحثين كما ستعزز ترسانة الخزانة الوطنية لاحتوائها على مخطوطات فكرية وكتب ومجلات نادرة بلغات أجنبية، كما ستشكل الهبة في شكل خزانة زخما فكريا سيعزز ترسانة المؤسسة في المجال العلوم القانونية.