فاطنة إكرام المغربية التي تحمل رسالة “شباب من أجل مناخ المغرب”..
تعديل مدونة الأسرة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار تطلعات المجتمع وتحولاته ويضمن حقوق الجميع دون تمييز..
بسمة نسائية/ أصواتهن
عزيزة حلاق
صور: زليخة
فاطنة إكرام الفن، شابة مغربية مهندسة في مجال البيئة. تتابع دراستها حاليا كطالبة وباحثة في الهندسة البيئية بجامعة “سوتشو للعلوم والتكنولوجيا في الصين”.
هي فاعلة في مجال البيئة والمناخ وأحد مؤسسي المنظمة غير الحكومية (شباب من أجل مناخ المغرب)، التي تهتم بتعزيز الوعي وتمكين الشباب من أجل مستقبل مستدام. هي أيضا محاضرة في اللقاءات الترافعية من أجل التعاون بين الفاعلين الأكاديميين والصناعيين وأصحاب القرار السياسي لمكافحة التغيرات المناخية وحماية كوكب الأرض.
من منطلق هذه الخلفية الأكاديمية والحقوقية في الدفاع عن البيئة، شاركت فاطنة إكرام الفن، في أشغال المناظرة الدولية التي نظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان يومي 7 و8 دجنبر الجاري. وقدمت مداخلة باللغة الإنجليزية بعنوان” قادة من أجل مستقبل مستدام: التحديات والإجراءات”، حظيت بتنويه الحضور والمشاركين المغاربة والأجانب.
ومع انتهاء الجلسة أجرت “بسمة نسائية” مع الأستاذة فاطنة إكرام الفن هذا الحوار:
*بداية نود أن نقربك من قراء “بسمة نسائية”، كيف تقدمين نفسك؟ أو بصيغة أخرى، من تكون فاطنة إكرام الفن؟
فاطنة إكرام الفن هي شابة مغربية من مواليد 1999 حاصلة على درجة الماجستير في هندسة المياه والبيئة من جامعة محمد الخامس في المغرب، وحاليا تتابع دراستها في الهندسة البيئية في جامعة سوتشو للعلوم والتكنولوجيا في الصين.
لدي اهتمام عميق بالبيئة ودافع قوي لتحقيق تأثير إيجابي، ومن أجل ذلك سعيت بنشاط لاكتساب المعرفة والخبرة العلمية والعملية في مواجهة تغيرات المناخ والتحديات البيئية.
وبعيدًا عن مساري الأكاديمي، أشتغل كناشطة مناخية، تدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة أزمة المناخ وحماية الكوكب. وقد قادني انخراطي مع مجموعة من الشباب إلى إنشاء منظمة غير حكومية تسمى “حركة الشباب من أجل المناخ المغرب” التي تهدف إلى رفع الوعي ومشاركة المعرفة وتوفير الأدوات والاليات الازمة للشباب للدعوة والعمل لتحقيق تأثير إيجابي من أجل مستقبل مستدام.
في خلاصة، يمكن أن أقول، أنني أؤمن بقوة التعاون الهادف إلى بناء جسر بين الأكاديمية والصناعة وصنع السياسات للدفع انحو لتغيير الفعّال.”
*خلال متابعتنا لفعاليات المناظرة الدولية حول حقوق الإنسان، كانت لك مداخلة قيمة أثارت اعجاب الحضور. ما هي أهم النقط التي تناولتها في هذه الورقة؟
اختياري للدراسة في الصين نابعًا من العديد من العوامل. أولا من خلال اول زيارة لي لهذا البلد سنة 2018 من خلال برنامج تبادل ثقافي، حيث اعجبت بالثقافة الصينية والتطور التكنولوجي، كما أن السمعة القوية للصين في مجالات معينة مثل الهندسة البيئية وتحديداً في التكنولوجيا البيئية، جعلت من الصين محط اهتماماتي. أيضا البرامج الدراسية المتقدمة التي توفرها الجامعات في الصين، وفرص التعلم من خبرات متنوعة أو للمشاركة في بحوث مبتكرة في مجال البيئة
*ما دوافع اختارك للدراسة في الصين وكيف جاء اهتمامك أو تخصصك بالبيئة وما هي رسالتك للحفاظ على البيئة؟
أما بالنسبة للاهتمام بالبيئة وتخصص في الهندسة البيئية، فقد نشأ هذا الاهتمام من متابعتي للعمل الذي تقوم به اختي الكبرى وكذلك نابع من وعي شخصي بأهمية الحفاظ على البيئة والتحديات التي تواجهها. كما أن تأثير الأحداث البيئية المدمرة وحتى الاهتمام بالاستدامة وحماية الموارد الطبيعية من العوامل التي دفعتني إلى اختيار هذا المجال.
أما بالنسبة لوقع حماية البيئة، فإن العمل في مجال الهندسة البيئية والنشاط البيئي له تأثير كبير على البيئة. من خلال تطوير تقنيات وحلول مستدامة، يمكن للمهندسين البيئيين أن يساهموا في تقليل التأثير السلبي على البيئة. على سبيل المثال، تصميم أنظمة معالجة المياه أو الطاقة المتجددة يمكن أن يقلل من استخدام الموارد والتلوث. ومن خلال النشاط البيئي والتوعية، يمكن للأفراد أيضًا أن يسهموا في تغيير السلوكيات والعادات لصالح البيئة.
*كيف ترين واقع حماية البيئة والحفاظ عليها ببلادنا المغرب؟
حماية البيئة والحفاظ عليها ليست مسؤولية فردية فحسب، بل هي تحدي يتطلب تعاونًا وجهودًا مشتركة من المجتمع بأسره. إن تغيير السلوكيات وتبني الأساليب المستدامة في الاستهلاك والإنتاج يمكن أن يحدّ من تأثيرنا البيئي. من خلال التوعية وتعزيز الحلول البيئية المستدامة، يمكننا الحفاظ على التنوع البيولوجي، وحماية الموارد الطبيعية مثل المياه والهواء، والحفاظ على النظم البيئية الطبيعية.
* وأنا أتصفح الأنترنيت قرأت خبر فوزك أنت وعبد الصادق أغرينان بالرتبة الثانية بأفضل مشروع مبتكر للمعسكر التدريبي الإفريقي للمناخ بمدينة الغردقة بجمهورية مصر العربية. حديثنا عن هذا المشروع وماذا يمثل لك هذا الفوز؟
بالنسبة لمشاركتي مع صديقي في مسابقة Africlimate حيث فزنا بالمركز الثاني كأفضل مشروع مبتكر. كان مشروعنا يحمل اسم PGPR technologies، حيث حاولنا التركيز على مشكلتين بيئيتين رئيسيتين. الأولى هي استعمال الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية والهرمونات ومحفزات النمو الكيميائية في الزراعة التي لها تأثيرات سلبية على البيئة وعلى الإنسان (فمثلاً، تساهم الأسمدة في تدهور التربة وتلوث المياه الجوفية). ومن ناحية أخرى، لدينا مشاكل كبيرة في مجال النفايات خاصة النفايات العضوية التي تسهم في نسبة ضئيلة من الغازات الدفيئة. منتجنا هو سماد يعتمد على البكتيريا يُعرف علميًا باسم PGPR، والذي يعني بكتيريا تعزيز نمو النباتات في الجذور وتطوير هذه البكتيريا وتكاثرها في مفاعلات حيوية بكميات كافية عن طريق استعمال نفايات الحليب.
*ماذا يمثل لك هذا الفوز؟
الفوز بالرتبة الثانية في هذا المشروع يمثل إشادة بالجهود التي بذلناها وكذا دعماً لهذه الفكرة التي تعتبر خطوة إيجابية نحو الاستدامة البيئية وتقديم حلول مبتكرة لتحديات التغير المناخي التي تواجه القارة الإفريقية والعالم بأسره.
*أستأذنك في سؤال شخصي، مرتبط بتدخل والدك ( الله يخليه ليك) الذي كان حاضرا في القاعة، وتابع مداخلتك، وحين أثارت الكاتبة الصحفية نسرين السلاوي في مداخلتها قضية المساواة في الإرث في ظل وضعية حقوق المرأة المغربية وفي ظل النقاش الجاري حاليا حول مراجعة مدونة الأسرة، وقف وعبر عن فخره بك وبشقيقتيك وقال ” لدي ثلاث بنات أفتخر بهن، لكن أشعر بالأسى جراء ما قد يحدث لهن بشأن موضوع الإرث، وأخشى من تدخل عناصر خارج أسرتي ( سواء الأعمام أو ابناءهم) والاستفادة من الإرث، الأمر الذي أعتبره شخصيا حيفا في حق بناتي؟
– لاحظنا تأثرك لكلامه، وهذا أمر طبيعي، سأسألك أولا هل تتابعين النقاش الجاري حول مراجعة المدونة وما هو رأيك بخصوص موضوع الإرث الذي طرحه والدك؟
بالطبع اتابع هذا الموضوع لكن ليس بشكل دقيق! قضية المساواة في الميراث وتعديلات مدونة الأسرة هي موضوعات مهمة وحساسة تحمل أهمية كبيرة في تقدم المجتمعات نحو المساواة والعدالة. تتطلب هذه النقاشات توازنا دقيقا بين الحفاظ على قيم الأسرة وضمان حقوق الأفراد.
القضية التي طرحها والدي متعلقة بقلقه بشأن استفادة عناصر خارجية من حقوق البنات، وهو موضوع حساس يتطلب تشريعات وآليات لحماية حقوق الأسرة وتجنب التدخلات غير المشروعة في إرث الأسرة وما ينتج عن ذلك من حيف وظلم في حق البنات.
على أي أعتقد في هذا السياق، ضرورة تحقيق التوازن بين الجوانب الدينية والاجتماعية وبين حقوق الأفراد، وهذا أمر يعد تحديًا معقدًا.
فتعديل مدونة الأسرة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار تطلعات المجتمع و تحولاته ويضمن حقوق الجميع دون تمييز. ويمكن أن يكون تقديم حلول لمسألة الميراث تحت إطار يحقق العدالة والحفاظ على استقرار الأسرة، مثل وضع آليات لمنع الاستيلاء غير المشروع على الميراث وضمان توزيعه بطريقة عادلة وشفافة.