“شمس الربيع” تحفة سينمائية مغربية

بسمة نسائية/ سينما/ طنجة
كما كان مبرمجا، وعقب تكريم المخرج الكبير لطيف لحلو، في حفل افتتاح الدورة 23 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، كانت لنا فرصة مشاهدة فيلمه “شمس الربيع” (انتاج 1969) في نسخته المرممة. فكان بحق وكما وصفه الناقد “فؤاد زويريق تحفة سينمائية مغربية. لكن، للأسف عرض الفيلم في قاعة بدون جمهور، حيث غادر الجميع مباشرة بعد انتهاء الحفل الرسمي، ولم يبق في القاعة سوى حراس الأمن وبعض التقنيين وأقل من 10 متفرجين، ظل إلى نهاية الفيلم 3 فقط منهم.
بقلم: الناقد فؤاد زويريق
في ورقة نشرها على صفحته بالفايسبوك، قال فؤاد زويريق، بأن عرض هذا فيلم “شمس الربيع” في حفل الافتتاح، يعتبر تكريما للمخرج لطيف لحلو الذي أغنى التجربة السينمائية المغربية بأعمال مهمة، هذا الفيلم هو عبارة عن تحفة سينمائية مغربية إذا ما قيّمناه داخل إطاره الزمني، وحسب الظروف الانتاجية والتقنية والفنية التي كانت سائدة في ذلك الوقت، وإذا ما قارناه أيضا بالإنتاجات المغربية التي عاصرته في ذات اللحظة، بتفاوت سنة قبل أو بعد، كفيلم” الحياة كفاح” لمحمد التازي بن عبد الواحد وأحمد المسناوي، وفيلم “عندما تنضج الثمار” لعبد العزيز الرمضاني والعربي بناني اللذان أنتجا سنة 1968 ، وفيلم” الكنز المرصود” لمحمد عصفور الذي أنتج سنة 1970، وقد أضعه شخصيا ضمن نفس المستوى الفني والابداعي لفيلم ” وشمة” للمخرج حميد بناني الذي أنتج سنة 1970، رغم التفاوت التقني والاحترافي في التصوير لفيلم وشمة ، لكن قوة فيلم “شمس الربيع” تبقى في التحدي الذي قام به مخرجه في تكثيف المشاهد الخارجية والخروج بالكاميرا الى الفضاءات المفتوحة والطبيعية والتجول داخل مدينة كبيرة كالدار البيضاء، مما أعطاه نفسا واقعيا نفتقدها اليوم للأسف، وهذا تحد كبير للمخرج فليس سهلا عليه الاعتماد على المشاهد الخارجية بهذا الزخم، وخصوصا في ذلك الوقت وكأنني أمام فيلم من أفلام محمد خان، ولا ننسى ان لطيف الحلو سبق خان بعشر سنوات على أول فيلم روائي طويل له.
لكن على كل حال أنا لا أقارن بقدر ما أقرب الصورة، كما أن تواجد الأديب الكبير الراحل عبد الكريم غلاب كمؤلف للقصة أعطاه روحا أدبية، ووزنا إبداعيا ملموسا يتجلى في سلاسة سرده.
فبغض النظر عن قيمته التاريخية المهمة فقصته ممتعة رغم ضعف معالجتها تقنيا للأسباب التي ذكرناها من قبل، والجميل فيه اعتباره وثيقة تستخلص بالمباشر الحياة الاجتماعية التي كان تميز المدينة أواخر الستينات وبداية السبعينات، والإرهاصات المهنية والمادية والطبقية التي كان يعاني منها الموظف البسيط، وبداية انفتاح المرأة المغربية على سوق العمل وكذا هاجس استقلالها المادي والاجتماعي التي كان يعتري المجتمع المحافظ في ذلك الوقت، الفيلم بكل اختصار وبساطة آلة زمن ممتعة تعود بها عقودا إلى الخلف وعملا يستحق أن ينصف تحليلا وقراءة وبحثا كما حدث ويحدث لأعمال أقل منه إبداعا.