ذات ليلة ظلماء..

بسمة نسائية/ أصواتهن
بقلم: فاطمة العزيزي
***
ما الزلزال يا خالة؟..
هي فقط أمنا الأرض
هزت مهدنا
اخبرتنا أن في اعماقها
روح دافئة
تزأر احيانا
ترعد، تغني…
***
هي أمنا الأرض..
ترسل الغيث زهرا
توقظ النار حمما..
ذات ليلة
جلست تأرجح أحلامنا كالعادة..
غفت عيناها..
طارت الارجوحة
وسقط المهد في الغدير
حاولت النهوض
خانتها قدماها
وخرت فالمخاض عسير.
لا عليك صغيري
فحتى الأمهات
قد تخطئ التقدير..
***
خالة يا خالة
اصرت وحدي..
بعد ان استوطن الحجر
حضن أمي؟..
وأخفى الغبار ملامح ابي.
لست وحيدا صغيري
أمك نجمة في السماء
تملأ الكون ضياء
تنير لك دروب الوطن
أرض الحب والعطاء
أرض الجود والصفاء.
لست وحيدا صغيري
عيون أبيك
من الشمال الطيب ترعاك
ومن الجنوب
أياديه الكريمة ترقاك
وقلبه من الشرق الشامخ
تحميك …
وغرب الوطن بدمه يفديك.
لست وحيدا صغيري
قلبنا مثلك حزين
دمعنا كلهيب الجمر يسيل
كل شريان
ينبض خوفا عليك…
كل خلية تحمل
رغيفا، حليبا
وكثير من التفاصيل
الكبيرة والصغيرة
آتية ترجو رضاك.
فهلا صغيري
وضعت يدك في يدي..
ننسى تلك الليلة الظلماء
نحلم بحقل الياسمين
وهديل الحمام
ببيوت في قرية حمراء
أسوارها شامخة للعلاء
وسقفها الأخضر
يتحدى الشمس والعراء.
هلا صغيري
وضعت يدك في يدي
لأحس أن العالم لازال بخير
وأن اناملك على صغرها
قادرة على تحدي الجبال
وأن الغد لا محالة
أجمل بكثير من الخيال…