بسمة نسائية/ أخبار
صور: زليخة
تمهيدا للمنتدى العالمي الثالث لحقوق الإنسان الذي ستحتضنه العاصمة الأرجنتينية، “بوينوس آيريس”، شهر مارس القادم، نظم المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بتعاون مع المركز الدولي للنهوض بحقوق الإنسان-اليونسكو، يومي (الجمعة والسبت 17 و18 فبراير الجاري)، لقاء دوليا سمي ب”منتدى الرباط لحقوق الإنسان”.
اللقاء حضره مسؤولون وأكاديميون وخبراء وممثلون عن منظمات وطنية ودولية لحقوق الإنسان. وشكلت العدالة الانتقالية والذاكرة، والهجرة والتغيرات المناخية، أهم المحاور التي ناقشها المنتدى، وهي المحاور ذاتها التي ستطرح على طاولة المناقشات في بوينوس آيريس، شهر مارس المقبل.
وبالمناسبة، بادرت أمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إلى تكريم شخصيات ومدافعات ومدافعين عن حقوق الإنسان، من المغرب وسياقات وطنية ودولية، تقديرا لإسهاماتهن/م في إغناء المسارات الوطنية والإقليمية والدولية وتكريسا لثقافة الاعتراف.
ومن الأسماء الوطنية، التي جرى تكريمها:
-المناضلة والسياسية والحقوقية لطيفة جبابدي
تعتبر لطيفة الجبابدي، أيقونة النضال النسائي بالمغرب، ومن رائدات الحركة النسائية، مدافعة شرسة عن حقوق الإنسان والمرأة بشكل خاص. كانت في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، من أبرز الفعاليات وراء إطلاق حملة عريضة جمع “مليون توقيع” للمطالبة بتغيير مدونة الأحوال الشخصية.
لطيفة الجبابدي هي أول رئيسة للإطار النسائي الذي انبثق عن منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، “اتحاد العمل النسائي”.
ناضلت في الإتحاد الوطني لطلبة المغرب (أ.و.ط.م.) وفي النقابتين العماليتين الإتحاد المغربي للشغل (إ.م.ش.) والكونفدرالية الديموقراطية للشغل (كدش) والنقابة الوطنية للتعليم العالي (ن.و.ت.ع.). كما كانت عضوا بمنظمة 23 مارس منذ بداية السبعينات. واعتقلت عام 1977 وأمضت سنتين ونصف بالسجن.
أصدرت لطيفة رفقة رفيقات أخريات، جريدة 8 مارس لتكون منذ 1984 نقطة ارتكاز للقضية النسائية، وسعيا وراء خلق “رأي عام متضامن حول وعي نسائي جديد”، لكن اضطرت الجريدة بين يونيو 1989 ومارس 1990 للتوقف عن الصدور لا بفعل المصاعب المالية فحسب، بل لتقلص توزيعها المعرقل إلى النصف، بعد أن أعتُبرت الجريدة صيحة خطيرة: انتقاد المدونة باستمرار وبارتكاز على الحجج في اتجاه الاجتهاد ومحاولة للمختصين كالأساتذة مولاي رشيد والخمليشي ودراسة الحالات الملموسة انطلاقا من مراسلات غزيرة والمطالبة بأجرة مساوية لعمل مساو وبحقوق الأمومة والنضال من أجل التمدرس ولإلغاء التمييز خاصة في الكتب المدرسية..
عرف الخط التحريري لجريدة 8 مارس، كيف يجلب جمهور نساء واسع منحدر من الأوساط المحرومة: الطالبات والعاملات بالتعليم والصحة والموظفات. وقد أتاحت لجان دعم الجريدة أرضية للمنظمة التي ستؤسسها م.ع.د.ش، ونقصد اتحاد العمل النسائي.، الذي سطر ضمن برنامجه منذ تأسيسه، توحيد حركات النساء بالمغرب والمساواة الفعلية بين الجنسين والمشاركة في الحياة السياسية والنقابية والثقافية.
تقلدت لطيفة الجبابدي عدة مناصب، وحظيت بوسام ملكي، فهي عضو سابق بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وبهيئة الإنصاف والمصالحة. وعضو مؤسس في العديد من المنظمات الحقوقية.
عينت سنة 1998 سفيرة للمجتمع المدني لدى لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ثم منسقة للمسيرة العالمية للنساء في المغرب والعالم العربي. منسقة المجلس الوطني لإصلاح مدونة الأحوال الشخصية سنة 1992.
ولعل الجميل في مسار هذه المناضلة الشامخة شموخ الجبال، أنها ظلت، رغم تقلدها العديد من المناصب السياسية والحقوقية والشرفية وطنيا ودوليا، ظلت كما كانت، المرأة الإنسانة المتواضعة الوفية لمبادئها وقناعاتها، القريبة من هموم النساء وقضاياهن، تجدها اليوم رغم مشاكلها الصحية، في مقدمة كل وقفة احتجاج نضالي أو مسيرة نسائية تجدد التزامها بالدفاع عن حقوق الإنسان والمرأة قضيتها الأولى.
لطيفة الجبابدي، صديقة اصدقائها، مؤخرا، وكعادتها في المناسبات المؤلمة، كانت من بين الرفاق والأصدقاء الذين حضروا لتقديم العزاء للكاتبة والروائية ربيعة ريحان، زوجة الفقيد عبد القادر أزريع، والذي كان هو أيضا ضمن المكرمين في منتدى الرباط لحقوق الإنسان.
*الفقيد عبد القادر أزريع
هذا المناضل الذي رحل عن دنيانا، مؤخرا، مطلع هذا الشهر (فبراير 2023)، والذي يعتبر أحد المساهمين في تركزي العمل النقابي والانتقال الديمقراطي والفعل المدني ببلدنا.
عمل رئيسا لوحدة الوساطة والعلاقات مع البرلمان لدى رئاسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وهو عضو سابق بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرباط القنيطرة. برلماني سابق بمجلس المستشارين، نقابي وحقوقي وفاعل اجتماعي مغربي ومغاربي بارز.
