ايمان أغوتان سفيرة لحملة “ستيلوك مع النسا/ ضد العنف”
من أجل إعلام شريك في بناء مجتمع المساواة والانصاف..

على الإعلام أن يكون مع انصاف الضحايا في مواجهة الجناة..
بسمة نسائية/ أصواتهن/
عزيزة حلاق
كثيرة هي الحملات التحسيسية والتوعوية التي تطلق وطنيا ودوليا، للتنديد بظاهرة العنف الممارس ضد النساء، سواء من قبل الجهات الرسمية أو من قبل منظمات المجتمع المدني. وكثيرة هي الشعارات التي ترافق هذه الحملات وترفع سنويا بمناسبة اليوم العالمي ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي. لكن، هذا العام، جرى إطلاق حملة رقمية/تواصلية من نوع آخر، موجهة للصحفيين والصحافيات عبر إنجاز دليل تحت عنوان ” ستيلوك مع النسا/ ضد العنف”.
الجهات المنظمة لهذه الحملة الأولى من نوعها، انتدبت الإعلامية المغربية ايمان أغوتان، كسفيرة لهذه الحملة. وهذا ما أعلنت عنه ايمان، عبر وصلات وفيديوهات، نشرتها على صفحاتها الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي.
للتقرب أكثر من هذه الحملة، وخلفيتها وأهدافها، تواصلنا مع الزميلة الإعلامية، ايمان أغوتان، فكان هذا الحوار:
**الدليل يتضمن الممارسات الجيدة للتغطيات الإعلامية لوقائع العنف ضد النساء
– نريد أن نعرف بداية، ما هي الجهة أو الجهات التي كانت وراء هذه الحملة؟ وما الهدف منها؟
*سأبدأ بالإجابة عن الشق الثاني من سؤالك، وأقول، بأن الهدف من هذه الحملة التواصلية الرقمية، هو التواصل والتعريف بمضامين دليل يتضمن الممارسات الفضلى للتغطيات الإعلامية لوقائع العنف ضد النساء.
وهذه الحملة والدليل، من إعداد منظمتين، منظمة أمريكية، هي “شبكات من أجل التغيير”، ومنظمة أخرى مقرها الرباط وتشتغل مع بلدان شمال افريقيا وهي “منظمة للتعبئة حول الحقوق”، معروفة اختصارا باسم “مرا”، وانخرط معهما في العمل وإنجاز هذا الدليل، عدد من جمعيات المجتمع المدني المغربي.
-على ماذا اعتمدوا في انجاز هذا الدليل؟
* لقد اعتمدوا على العديد من الاستبيانات، وقاموا باستخلاص مخرجات ونتائج هذه الاستمارات والاستبيانات، دونت ووضعت في هذا الدليل.
– هو دليل موجه للصحفيين والصحفيات، كيف؟
*نعم، هو دليل يؤطر الصحفيين والصحفيات عند اشتغالهم على تيمة العنف ضد النساء، بشكل مهني يخدم القضية ويدعم جهود مناهضة ظاهرة العنف المبني على أساس النوع ويخترم أخلاقيات المهنة.
– نريد أن نعرف أيضا كيف تم انتدابك سفيرة لهذه الحملة وماذا يعني لك ذلك؟
*بعد إعداد هذا الكتيب، الذي يجمع مضامين مهمة وغنية جدا، كان لزاما التواصل حوله والتعريف به، في الوسط الإعلامي المغربي، وخاصة بالنسبة للمنابر التي تشتغل باستمرار على قضايا النساء بشكل عام، وقضايا العنف بشكل خاص. وانتدابي كسفيرة لهذه الحملة، جاء في هذا الإطار، يعني من أجل التواصل والتعريف بهذا الدليل. وجرى إخباري باختياري لأكون واحدة من سفراء هذه الحملة، من قبل إعلامية سورية هي زينة رحيم، التي تشتغل مع المنظمة الامريكية التي كانت وراء هذه المبادرة كما ذكرت سابقا.
واتفقنا على الاشتغال بشكل متواصل منذ أول اتصال بيننا، كان ذلك في بداية شهر نونبر المنصرم. وفي 25 نونبر، الذي يصادف – كما هو معلوم – اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، يومها وضعت أول منشور لي على صفحات حساباتي الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، للتعريف بهذه الحملة، والتي اتفق على أن تستمر لمدة 5 أشهر أي إلى حدود شهر مارس المقبل، لكن، قررت ان أستمر في نشر مضامين هذا الدليل، إلى ما بعد ذلك.
**سعيدة بانتدابي سفيرة للحملة وأشتغل وفق قناعاتي:
– ماذا يعني لك انتدابك واختيارك كسفيرة لهذه الحملة؟
* انتدابي كسفيرة لهذه الحملة، مسالة اسعدتني. واعتبرت ان في ذلك ربما، تنويه وإشادة بطريقة اشتغالي على قضايا العنف ضد النساء. والتي سبق وتطرقت إليها في مجموعة من البرامج الحوارية التي قدمتها والأخرى التي قمت بأعدادها وتقديمها. وبالتالي أعتقد أن هذه المنظمات اعتبرت أنه من الممكن أن أساهم من موقعي كإعلامية، في التواصل حول حملة ” ستيلوك مع النسا ..ضد العنف…..”.
– لوعدنا إلى جوهر الحملة ومحتوى ومضامين الدليل ما هي قراءتك لها؟
* الحملة تنطلق من فكرة جوهرية، وهي أننا نحن كصحفيات وصحفيين، عندما نشتغل على موضوع العنف ضد النساء، قد لا ننصف ضحايا العنف، من حيث لا ندري ولا نعي. طبعا عن غير قصد، وقد لا ندين في المقابل، الجناة بما يكفي..وهذا ما حاول الدليل توضيحه والتنبيه إليه.
**إذا حضر الحياد في قضايا العنف ضد النساء غالبا يكون حيادا سلبيا:
– هل يعني أن الدليل يقدم أسلوبا وآليات بديلة للتناول الصحفي مع قضايا العنف وكيفية التحاور والتعامل مع الضحايا؟ ألا يمس ذلك، بمبدأ الحياد المطلوب في العمل الصحفي؟
*هذا هو جوهر النقاش حول موضوع العنف ضد النساء؟ ففي هذه القضايا إذا حضر الحياد فسيكون حيادا سلبيا، فالإعلام هنا مفروض فيه أن يكون واضحا وموقفه فيه انصاف ودفاع عن الضحايا في مواجهة الجناة.
– نريد أمثلة إن أمكن على هذا المستوى؟
*طيب، مثلا، أحيانا، في نقل حادث عنف ممارس ضد امرأة، نستخدم عبارات ربما تسيئ للضحية المعنفة، بل وتتضمن أحيانا نوعا من تبرير فعل المتهم بالتعنيف، او أحيانا حينما نستجوب الضحية لا نأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الأمور. يمكن أن تطرح عليهن ( أي على الضحايا) أسئلة محرجة بصيغة الاتهام.، قد تجعل الرأي العام عوض التعاطف مع الضحية يتهمها. ولنا في ذلك، أمثلة كثيرة عرفها المجتمع المغربي. مثلا ضحية الاغتصاب توجه لها مؤاخذات، من خلال الأسئلة التي يطرحها الصحفي ( فتواجه الضحية من قبل الرأي العام بأسئلة من قبيل ( ايوا علاش خرجات أصلا في وقت متأخر وعلاش مشات لداك المكان.. في ذاك الوقت …خاصة حين تسأل من قبل الصحفي: واش انتي هضري معاه واش نتي مشيتي عندو وعلاش وكيفاش ..وقس على ذلك..). وهنا يتم التحامل على الضحية وتوجه لها مؤاخذات بخصوص شكل لباسها أو ماكياجها أوووو..
**احترام هوية ضحية العنف وأخلاقيات المهنة من أهم مضامين الحملة:
فالخطير هنا هو كشف من قبل الصحفي عن هوية الضحية ونشر صورها، وهذه أمور تطرح العديد من الإشكالات المهنية والأخلاقية، هل نوجه هؤلاء النسوة وتوعيتهن، بأنه ليس من الضروري أن يكشفن عن هوياتهن وهي عناصر ومعلومات شخصية توظفها للأسف بعض المنابر والمواقع لتحقيق السبق و”البوز”، وهو أمر يضر بالضحية التي يجب أن ترفض التشهير بهويتها وصورها، وهي الممارسات تمس بأخلاقيات المهنة ويعاقب عليها قانون الصحافة.
فالهدف من نقل الخبر أو الحدث، هو فضح فعل العنف والحالة وليس الكشف عن الشخص، او الهوية، مع الإشارة أن لذلك تداعيات كبيرة على هؤلاء الضحايا، فيما بعد، فقد تتعرضن للانتقام او الوصم من قبل المجتمع والنبذ من قبل أسرهن…
وهذه هي الأشياء التي جاء بها الدليل مفصلا، والموجهة للصحفي: استعمل هذه العبارة ولا تستعمل هاته..وأمور أخرى اعتبرتها شخصيا مهمة ودقيقة وموجهة جدا.
باختصار هذا هو التوجه العام لهذه الحملة التي تحمل شعار:” ستيلوك مع النسا ضد العنف”.
– بالنسبة للهاشتاغ.. كيف قرأت توظيف الستيلو في صياغة شعار الحملة؟
*أعتقد أنه استعمل بذكاء كبير، فالستيلو يشير إلى القلم، لكن، ليس وحده، بل هناك أدوات أخرى تستعمل اليوم في نقل الخبر، كاميرتك مع النسا ضد العنف مكروفونك، آلة تصويرك، بمعنى كل الأدوات التي تشتغل بها الصحافة والإعلام يجب ان توظف ضد العنف. وتدعم بها النساء المعنفات وتدين بها فعل العنف.
– سؤالي الأخير، ما هو رهان هذه الحملة وهذا الدليل الموجه للعاملين في مجال الإعلام والصحافة؟
* هذا الدليل يجعلنا في اعتقادي نربح سنوات ضوئية على مستوى دعم الاعلام لقضايا النساء، وندعم به أيضا الجمعيات في نصرتها لحقوق النساء. ويمكننا ربما من تغيير العقليات والمضي قدما في اتجاه مجتمع المساواة والانصاف. وهذا اعتراف من قبل الجمعيات التي تشتغل على الصعيد العالمي بدور الاعلام كشريك في مناهضة العنف ضد النساء عن طريق ان يكون داعما عبر التغطيات الإعلامية. ولا تظل التغطيات مناسباتية في محطات أو قضايا معينة تترصد الاثارة أو بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء. وانما يجب أن تكون تغطيات إعلامية متواصلة للقضية والتعريف بها والتحسيس بخطورتها وتأثيرها وانعكاساتها على المجتمع ككل. لذلك أقول إنني فخورة جدا بهذا الانتداب للمشاركة في هذا المجهود وهذا العمل الذي تعهدت بأن انخرط فيه بشكل كلي، تماشيا مع قناعاتي ودوري كمنتسبة للجسم الإعلامي بوصفه شريك أساسي في النهوض والرقى بمجتمعنا المغربي.
**شكرا لكل من انخرط معنا في هذه الحملة:
ختاما أشكرك، وأشكر موقعكم ” بسمة نسائية” على الاهتمام بقضايا النساء و أشكركم على انخراطكم معنا في هذه الحملة، من خلال هذا الحوار ومن خلال مقالات اخرى ومن خلال تدويناتكم ونشر على صعيد واسع هذا الهاشتاغ” والمعني به أساسا هم الصحفيات والصحفيين، لأنهم هم من سينقلون مضامين الدليل والتعريف برؤيته وتطبيقها من خلال اشتغالهم على قضايا العنف، وهم يتبنون هاشتاغ ” ستيلوك مع النسا..ضد العنف”.
والشكر موصول لكل من انخرط معنا في هذه الحملة.