عبد الكريم الجويطي: أنا أكتب للمغاربة وهواجس المغاربة/فيديو
الثورة الحقيقية هي التي تغير النسق القيمي والفكري
خاص/ بسمة نسائية
صور وفيديو:
محمد بلميلود
نادرا ما تصادف متحدثا يجعلك تتابع باهتمام بالغ كل ما يقوله، بدون ملل أو كلل، حتى لو امتد الحديث به لأكثر من ساعتين دون توقف. إنها حالة الكاتب المبدع و الروائي المغربي عبد الكريم جويطي، الذي نجد في كل مرة نلتقيه، متعة في حديثه وفي طريقة حكيه و زخم معرفي لا يتوانى جويطي في اقتسامه مع الحضور.
يتحدث جويطي ويمتع ولا يسكت عن الكلام إلا حين يدركه الوقت ليعود إلى عالمه الأبدي بمدينته بني ملال.
يشدك جويطي بأسلوبه الساخر/ الجاد وقوة لغته السردية، وجمالية الحكي و ثقافته الواسعة.
كان ذلك في أمسية أدبية وفكرية دافئة، نظمتها “جمعية المقهى الثقافي” بمقهى “كازانوفا” بمدينة تمارة، تحت عنوان “الرواية والتاريخ”، و دشنت لأول لقاء مفتوح لجويطي بعد صدور روايته التحفة الجديدة التي أغنت المشهد الأدبي ببلادنا ” ثورة الأيام الأربعة”.
عن روايته “ثورة الأيام الأربعة” التي تعتمد في خلفيتها على ثورة مسلحة وقعت في المغرب سنة 1973، قال جويطي، هي فقط الجزء الأول من أصل أربعة، سينشرها تباعا على مدى السنوات الثلاث القادمة، مشيرا أنه يعتبر هذه الرباعية مشروع العمر.
النقاش المفتوح مع الحضور، طرح سؤال ضعف المقروئية في المغرب، وكيف أن رواياته خاصة رواية المغاربة التي صدرت سنة 2016، زعزعت هذا المعطى، فكان رد جويطي، مفاجئا، حيث ربط التحول الذي عرفه المجتمع والمكانة المتميزة للمرأة فيه، وشغفها بالقراءة واقتسامها لهذا الشغف مع أخريات وآخرين، ساهم في الرفع من نسبة المقروئية، ونوه أيضا بالدور الذي تقوم به شبكات القراءة، و أعطى مثلا بنفاد 3000 نسخة طبعت من الجزء الأول لروايته الجديدة “ثورة الأيام الأربعة” خلال أيام معدودة، وفقط بين الرباط والدار البيضاء، وهو ما جعل الناشر يطبع نسخا أخرى.
وقال كذلك، إنه يكتب الرواية للمغاربة وعن المغاربة، وليس لجهة أخرى، وقد رفض مرة أن يضع إحالات في إحدى رواياته كما طلب منه ذلك كاتب مشرقي. وعن مفهموم الثورة قال:” الثورة الحقيقية هي الثورة التي تغير النسق القيمي والفكري”.
بعد تدخل ذ. سعيد يقطين الذي أشاد بإبداعية الروائي عبد الكريم جويطي، وكيف أنه يستعمل التاريخ بشكل إيجابي في رواياته، ذكر جويطي معلومة قال إنه لأول مرة يثيرها، وهي أنه لما طلب من ذ. محمد برادة أن يشرف على رسالته في الدراسات المعمقة حول موضوع ” السخرية في الرواية المغاربية”، أعجب برادة بعمله، و قال له “إنت موهوب، وهناك فراغا في كتابة الرواية، وطلب منه أن يتخلى عن هذا البحث، ليتفرغ لكتابة الرواية”، فكان رد جويطي بالدارجة المغربية: “هي اللي ما تعاود”. فتخلى عن شهادة الدكتوراه والمناصب الإدارية والأكاديمية التي تمنحها هذه الشواهد وعانق عوالم الأدب والإبداع.
فكانت تلك بداية مسار جويطي في عالم الكتابة، أوصلته اليوم ليكون الأديب والمبدع
رقم واحد في المغرب، عرف كيف يوظف التاريخ في السرد الروائي بلغة انتشاء وأسلوب متفرد، وألقى الضوء في كل أعماله، على أحداث منسية ميزت تاريخ المغرب، لأنه يؤمن بأن على الأدب أن يدفعنا للانخراط في النقاش العمومي.
كتابات جويطي، تورط القارئ معه من خلال استفزازه وجعله يفكر ويسأل لماذا حدث الشيء هكذا.؟… بينما كان يجب أن يحدث بشكل آخر؟ لماذا تسقط الأشياء بينما كان عليها أن ترتفع؟….هو كما يقول، يكتب للمغاربة وعن هواجس المغاربة.
في توطئة لهذا اللقاء، قال الدكتور يوسف توفيق عن جويطي، إنه روائي حقيقي و أديب استثنائي له ثقافة تاريخية واسعة، انتقل من حقل الأدب على حقل التاريخ، وعندما تجمعنا الرواية فتلك هي الرواية المغربية، وذلك هو عبد الكريم جويطي.
فيديو يوثق للحظات جميلة من هطا اللقاء بمقهى كازانوفا بمدينة تمارة
https://www.youtube.com/watch?v=aTBAd8EN7oE