انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
ثقافة وفنون

سينما فريدة بليزيد:بين الذاكرة والبحث عن الهوية

بسمة نسائية/ الدار البيضاء

“سينما فريدة بليزيد: هوية، نضال وتعبير بصري مغاير “

في اختيار يحمل الكثير من الرمزية والدلالة والاعتراف، حملت الدورة الأولى لـ”مهرجان السينما والمساواة” اسم المخرجة المغربية فريدة بليزيد، أيقونة السينما النسائية المغربية، وصاحبة مشروع ثقافي سينمائي يسائل المجتمع بلغة شاعرية وهادئة، دون شعارات أو صخب.

ليست فريدة مجرد صانعة أفلام، بل صوت نسائي بصري فريد، دافع عن التعدد الثقافي والهوياتي للمغرب، وأعاد للمرأة حضورها في السينما بصيغ مختلفة وجريئة.

وسط جمهور نوعي ونخبة من ضيوف المهرجان، جلست فريدة بليزيد تنصت وتتابع بشموخ وتواضع الكبار مجريات ندوة نقدية حملت عنوان: “سينما فريدة بليزيد: هوية، نضال وتعبير بصري مغاير”. أدارت الندوة الصحافية فاطمة أبو ناجي، وشارك فيها نخبة من النقاد والأساتذة: خليل الدمون، محمد اشويكة، عبد الكريم واكريم، سليمان الحقيوي، وعبد الله الصرداوي.

تناولت المداخلات رؤيتها البصرية للمجتمع المغربي، وتقاطعاتها مع قضايا المرأة، مجمعين على أن فريدة بليزيد ليست مجرد مخرجة، بل مؤسسة لتيار سينمائي نسائي انساني مُلهم، فتح الطريق أمام أجيال من النساء المخرجات والكاتبات في المغرب.

في ندوة نقدية حول سينما فريدة بليزيد” جمالية التمرد في البحث عن الهوية

شكلت أعمال المخرجة فريدة بليزيد محور نقاش نقدي ثري، تركز على الأبعاد الجمالية والفكرية في سينماها، التي تنبش في قضايا المجتمع المغربي بين التقليدي والمعاصر، وتستلهم مرجعياته الثقافية العميقة.

مداخلات النقاد سلطت الضوء على ثلاث اعتبرت من أبرز أفلامها: “باب السما مفتوح”، “كيد النسا”، و”خوانيتا بنت طنجة”، حيث تلتقي هذه الأعمال في مقاربتها للأبعاد الروحية والداخلية للمرأة، وتصوير صراعها من أجل التحرر والانعتاق. شخصيات نسائية تقاوم بعناد، ليس فقط سلطة المجتمع، بل أيضًا تناقضاتها الداخلية، في رحلة بحث عن الذات والهوية من خلال أسئلة المقدس، لا من منظور ديني تقليدي، بل من زاوية تمرد وجودي عميق.

وتوقفت المداخلات عند فيلم “باب السما مفتوح” الحاضرة فيه مسألة الهوية، والبحث عن الهوية الفردية المفتقدة مقابل الهوية الجماعية التي فرضت على بطلات الفيلم.

فيما اعتُبر فيلم “كيد النسا” بمثابة احتفاء بالذاكرة الشعبية، من خلال توظيف الحكاية المغربية التقليدية، وتوظيف الجمالية الأنثوية الماكرة والساخرة والذكية في التحايل على السلطة الذكورية. مع استحضار مظاهر من الثقافة المحلية من فنون يدوية نسائية مثل التطريز، ولغة مستلهمة من الزجل والملحون، في فضاءات تربط بين المغرب والمشرق، وتحيل إلى أجواء قصص “ألف ليلة وليلة”.

تناولت المداخلات بشكل خاص، البعد الهوياتي في سينما بليزيد، وانخراطها النبيل في الدفاع عن قضايا المرأة، وقراءتها البصرية للواقع المغربي، بعين سينمائية جمعت بين التمرد والسلاسة، وبين البوح الفني والالتزام المجتمعي.

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا