450 ألف حالة سنويا بالمغرب، تمثل النساء فيها نسبة 70 في المائة من المصابات بنوع من الأمراض المنقولة جنسيا

اتفاقية بين وزارة الصحة والمنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا لضمان الوقاية من الأمراض الجنسية
مونيا السعيدي
وقَّع وزير الصحة، أناس الدكالي ورئيسة المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا، نادية بزاد، اليوم الجمعة بالرباط، اتفاقية شراكة تروم تنسيق الجهود في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، وتتوخى ضمان الوقاية والتكفل بالأمراض جنسيا.
ترمي هذه الاتفاقية التي تعد ثمرة شراكة بين القطاع الوصي ومنظمة غير حكومية، تحسين مستوى الوعي بأهمية الصحة الإنجابية والعمل على تقليص نسبة الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا والسيدا، إضافة إلى ضمان الولوج إلى المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة، والقيام بالأنشطة المبرمجة وفق الإمكانيات المتوفرة.
كما تهدف إلى تمكين المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا، من خلال فروعها بمختلف عمالات وأقاليم المغرب، من إرساء برامج ترتبط بالتوعية والتكفل الطبي والنفسي والاجتماعي والقانوني، والتي تتسق مع البرامج الوطنية لوزارة الصحة حتى تحقق أهدافها، وبالمقابل، تكوين الموارد البشرية للمنظمة، ممثلين في الأطر الطبية وشبه الطبية من أجل تنفيذ البرامج المستهدفة للفئات النوعية الهشة، وذلك حسب إمكاناتها المتوفرة.
ترمي الاتفاقية، أيضا، إلى إحداث فضاءات مشتركة للتفكير في مجال الصحة الإنجابية والسيدا وتقوية التجربة الوطنية في هذا المجال، تستهدف بالأساس، الشباب والنساء والمهاجرين.
وفي كلمة على هامش حفل التوقيع، قال وزير الصحة، أنس الدكالي، إن المغرب تعبأ منذ ثلاثة عقود لمحاربة السيدا، بفضل الالتزام الراسخ لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي عضد المخطط الاستراتيجي الوطني لمحاربة السيدا، مشيرا إلى أن رجاحة المخطط، والشراكات التي تم نسجها مع قطاعات متعددة، ومجتمع مدني نشط، جعلت من المغرب أول بلد بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط يحظى بدعم دولي منذ إطلاق أولى المساعدات سنة 2003.
وشدد الدكالي على أن الاستراتيجيات المتعاقبة عملت على تحسين القيام بالتشخيص والولوج إلى العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، مؤكدا بالطبع محورية احترام حقوق الأشخاص المتعايشين مع فيروس السيدا، والساكنة الأكثر عرضة للإصابة بالداء، بالإضافة إلى ضمان الولوج المتكافئ للعلاجات.
وأوضح الوزير أن المخطط الاستراتيجي الوطني لمحاربة السيدا 2017-2021، الذي يندرج في إطار مخطط الصحة 2025، والرامي إلى أجرأة الأهداف العشرة للإعلان السياسي لمنظمة الأمم المتحدة حول الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا لسنة 2016، يتغي الولوج الشامل إلى خدمات الوقاية والعلاج والدعم.
وعلى صعيد آخر أضاف أن المخطط الاستراتيجي الوطني لمحاربة السيدا يفرد حيزا هاما للصحة الإنجابية، لاسيما فيما يتصل بمحاربة الأمراض المنقولة جنسيا، بالخصوص لدى المرأة، مشيرا إلى تسجيل 450 ألف حالة سنويا بالمغرب، تمثل النساء فيها نسبة 70 في المائة من المصابات بنوع من الأمراض المنقولة جنسيا.
وبدورها، أكدت الدكتورة نادية بزاد، رئيسة فرع المغرب للمنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، إن هيئتها تتبنى مقاربات مختلفة تتناغم مع الفئات المستهدفة، مشيرة في السياق ذاته إلى أن أدوات اشتغال المنظمة تتسق مع مبادئ الكرامة الإنسانية وحقوق الأشخاص، مبرزة أن المنظمة راكمت خمسة وعشرين سنة من العمل الميداني، وأن الهيئة تضطلع بالأساس بمهام توفير التربية الجنسية لفائدة الشباب، حتى يتلافوا علاقات جنسية مبكرة وغير مؤطرة، وبالحث على إجراء التخطيط العائلي، إضافة إلى التشخيص المبكر للسرطانات الناجمة عن السيدا مثل سرطان الجلد، وسرطان الأوعية الدموية.
كما جددت الدكتورة التأكيد على انخراط كل القوى الحية في المجتمع في استراتيجية الأمم المتحدة الداعية إلى تعزيز جهود مكافحة الإيدز، من أجل القضاء عليه بحلول 2030، منوهة بجهود مختلف الشركاء الذين يمثلون منظمات دولية من قبيل منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة.