“فيلدان اتاسيفير”نجمة مهرجان تطوان جمال وثقافة..
"إذا شعر الإنسان بالألم، فهو حي، وإذا شعر بآلام الآخرين، فهو إنسان".

بسمة نسائية/ ثقافة وفنون
تطوان/ عزيزة حلاق
“كوني جميلة ولا تصمتي” ينطبق شعار “بسمة نسائية” الذي رفعناه منذ تأسيس مجلتنا، قبل سنوات، بشكل كبير، على الممثلة التركية ” فيلدان اتاسيفير” التي كانت ضمن المحتفى بهن، في الدورة 19 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط.
تعرفنا على هذه الممثلة، كوجه من الوجوه الجميلة، من خلال عدد من المسلسلات التركية، لعل أهمها مسلسل “حريم السلطان” حيث أدت دور السلطانة “هوماشاه”.
لكن، اكتشفنا من خلال الكلمة التي ألقتها في حفل الافتتاح عند تكريمها، وأيضا حين حلت ضيفة في أول لقاء مفتوح مع الصحافة، يوم أمس الأحد، أنها ممثلة من العيار الثقيل، مثقفة، رزينة في أجوبتها، تتميز بحضور ملفت، تمتلك كاريزما وعمق في التفكير، لها حس إنساني تلمسه من خلال كلامها، تحمل هم قضايا المجتمع ومعاناة الشعوب، إذ قالت إن لم تكن ممثلة، لكانت طبيبة نفسانية، وأبدت وإن بشكل ضمني تضامنها ودعمها لآهل غزة وفلسطين.
على منصة الافتتاح، عبرت عن سعادتها بتكريمها في مهرجان تطوان السينمائي، وتواجدها في المغرب الذي تزوره لأول مرة، موضحة، أن حضورها لتطوان كان من المفروض أن تأتي السنة الماضية، لكن تعذر عليها ذلك، بسبب الزلزال الذي ضرب تركيا، من جهة، وأيضا بسبب الزلزال الذي عرفه المغرب خلال السنة نفسها.
وهنا استحضرت مقولة حكيمة لتولستوي يقول فيها:” إذا شعر الانسان بالألم، فذاك يعني أنه حي، وإذا شعر بآلام الآخرين، فإنه إنسان”.
وظهرت أكثر عمقا، وحضورا وثقافة، في لقائها المفتوح مع المنابر الإعلامية، الذي احتضنه فضاء المركز الثقافي بتطوان، فكان بالفعل لقاء ثقافيا، حيث تبين للحاضرين أن الأمر يتعلق بممثلة مثقفة، وبقارئة نهمة للأدب العالمي، بما في ذاك روائع الأدب العربي والأوروبي وأدب أمريكا اللاتينية.
وحكت فيلدان عن بداياتها التي كانت على خشبة المسرح على غرار كبار الممثلين العالميين. معتبرة أن المسرح هو مدرسة أي فنان، فله دور أساسي في تكوين الممثل وتأهيله وصقل موهبته.
فلدان أتاسيفير، وبهذه المؤهلات والخلفية الثقافية، ليست ممثلة جيدة فحسب، بل هي عضوة في لجنة انتقاء السيناريوهات التي تطرحها وزارة الثقافة التركية، من أجل تشجيع المخرجين الشباب، ما يجعلها واحدة من المساهمين في النهوض بالسينما التركية. ومن المؤتمنين على مستقبل هذه السينما. ولتصبح بذلك، ضمن المنظومة الثقافية والفنية، المنخرطة فيما أسمته بالمدرسة أو الصناعة السينمائية التركية الواعدة.
مسارها في سطور
تعتبر فلدان، كواحدة من ألمع نجوم الدراما التركية وأحد أعمدة الفن الحديث، عرفت لدى الجمهور التركي كنجمة سينمائية قبل أن تشتهر كنجمة تلفزيون، ولكن الجمهور العربي تعرف عليها من خلال دورها في المسلسل التاريخي ” حريم السلطان”، في موسمه الأول حيث أدت دور السلطانة “هوماشاه” ابنة السلطان مراد والسلطانة صفية، عمة السلطان احمد.
ولدت فيلدان في 26 يوليو 1981 وهي من مواليد مدينة التاريخ بورصة ، وهي ابنة من ضمن خمسة أبناء لعائلتها، أكملت دراستها الابتدائية والثانوية في مدينتها بورصة، قبل أن تنتقل للدراسة الجامعية في إسطنبول. دخلت عالم الفن والتمثيل كهاوية في بداية صباها، ولم يتجاوز عمرها 15 سنة. كانت بدايتها وانطلاقتها الحقيقية سنة 2001 حيث اشتركت في المسلسل التركي “تساقط الزهور Güz Gülleri “وقد كانت انطلاقتها الأولى لتشترك بعدها في واحد من اشهر المسلسلات التركية مسلسل “وادي الذئاب Kurtlar Vadisi “بين سنتي 2003-2004 ، وقد عملت في عدة اعمال قبل ان تدخل الى عالم السينما مع الفيلم السينمائي “المصير Kader “سنة 2006، وقد لعبت عشرات الدوار الأخرى في مسريتها الفنية .وحصلت على العديد من الجوائز.