انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

امحمد جبرون ل”بسمة نسائية”: لدى المغاربة مشكل حقيقي مع الثقافة التاريخية /فيديو

لقاء حصري حول مؤلفه الأخير "تاريخ المغرب الأقصى .. من الفتح الإسلامي إلى الاحتلال.

بسمة نسائية: عزيزة حلاق

تصوير وفيديو : محمد بلميلود

 

لكل من يبتغي الإطلاع ومعرفة تاريخ المغرب، بأسلوب شيق وسلس وغير تقليدي، سيجد ضالته في الكتاب الذي أصدره مؤخرا، امحمد جبرون الباحث المتخصص بقضايا التاريخ والفكر السياسي تحت عنوان ” “تاريخ المغرب الأقصى .. من الفتح الإسلامي إلى الاحتلال”، إذ يقدم الكاتب حبكة سردية شاملة لتاريخ المغرب.

عن هذا الإصدار الجديد وقيمته العلمية والتاريخية، كانت لنا جلسة مع الأستاذ جبرون ببيته ووسط أسرته الصغيرة.

طلبت منه “بسمة نسائية” في البداية تقديم هذا العمل ولمن يوجهه بالخصوص؟ فيديو

أعتبر أن هذا الكتاب مادة علمية موثقة من جهة، وتحمل رؤية منهجية واحدة يتألف من 600 صفحة،  لكن حاولت تقديمه بأسلوب جديد ومبسط. هو كتاب أعتبره مفيد من الناحية العلمية للباحثين وللشباب ولكل من يسعى لمعرفة تاريخ المغرب.

 هل يحمل هذا العمل تصحيحا لبعض المغالطات التاريخية؟

لم يكن هاجسي تصحيح أخطاء البعض، بقدر ما كان هو تقديم سرد تاريخي وقصة مبسطة أصحح من خلالها ضمنيا تاريخ المغرب.  لأنه عندما أقدم وجهة نظري مثلا فيما يتعلق بتشيع المغاربة أو فيما يتعلق باللغة والثقافة، أقدمها وفق الفترة التي اشتغلت عليها، أي العصر الوسيط الذي يبدأ في المغرب، حسب رؤيتي، بدخول الإسلام وينتهي بالاحتلال الفرنسي. في الوقت الذي يعتبر آخرون أن المغرب دخل العصر الحديث في القرن 15 م، مع عهد السعديين. وهذا من وجهة نظري مجرد زعم، لأن المغرب لم يتغير في شيء خلال هذه الفترة. ولم  يعرف تحولا في بنياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية إلا مع الاحتلال والحماية الفرنسية.

طبعا في القرن 15 ، احتلت ثغور وحرر بعضها وكانت دائما هذه الدينامية، لكن بقي المغرب على نفس البنيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية مثلما بدأت في الفتح الإسلامي واستمرت إلى حين مجيء الاحتلال.

من وجهة نظرك دائما وحسب الرؤية التي اشتغلت عليها أي دور كان للمرأة في تاريخ المغرب؟

أعتبر كباحث وبشكل موضوعي أن حضورها كان متواضعا، إنما هذا لا ينفي بروز أسماء لنساء كان لهن تأثير مهم في التاريخ المغربي، مثل زينب النفزاوية واغناثة بنت البكار والسيدة الحرة ..لكن هي نماذج فقط واستثناءات تؤكد القاعدة بأن المرأة لم تكن في واجهة قومها، أوفي وضع يسمح لها احتلال مناصب قيادية سياسية اجتماعية أو ثقافية… نجد أسماء فقيهات ومتصوفات في كتب التراجيم، ولكن تبقى أسماء قليلة لا يمكن تجاهلها وتجاهل الأدوار التي قامت بها.. فهذه أسماء طبعت تاريخ المغرب ولا أحد يمكنه إنكار ذلك. ولكن بالنسبة لي لا يمكن تضخيم هذه الأدوار ولا ينبغي من باب الموضوعية التاريخية ذكر أمور بسيطة وتضخيمها وأيضا المرور على أحداث ضخمة وتبسيطها.

وعموما يمكن القول أن دور المرأة في تاريخ المغرب من الناحية التاريخية كان متواضعا.

كيف ترى علاقة المغاربة بتاريخ المغرب؟

المغاربة لديهم مشكل حقيقي على مستوى الثقافة التاريخية، وهذا أمر يمكن استنتاجه من خلال الممارسة. فالناس أين قرأت التاريخ؟ قرأته في الكتاب المدرسي وانتهى الأمر. ولأنه ليست لدينا مراجع ميسرة في متناول الجميع، اكتفوا بما وجدوه في الكتب المدرسية، وبالتالي من السهل أن يقعوا في أخطاء ومغالطات. ومنهم أناس يمارسون الفن وأقصد السينما وينجزون أعمالا تاريخية. لكن للأسف تقدم بشكل مغلوط لأنها تبنى على روايات شاذة.

هل من أمثلة على هذا المستوى؟

فمثلا وجدت صفحة على “الفايس بوك” باسم شخص يشتغل في مجال السينما، نشر لقطات من فيلم حول أحداث الريف المعروفة التي وقعت في  1958 ، ويعتمد فيها على بعض الروايات الشاذة في التاريخ، وليست لها مصداقية، ويبني عليها الحبكة كلها، وهي روايات تعارض كل الروايات المتواترة ويبني عليها الحبكة “ديالو” السينمائية والبطولية. للأسف يرصد الأحداث ويروج لروايات فيها مغالطات. فنجده فيما يخص أحداث 58 يحمل الصراع والمسؤولية للملك الراحل الحسن الثاني بشكل كبير، داخل إطار المؤامرة.

ويقدم قصة أخرى بالنسبة لمولاي إدريس الذي جاء للمغرب، حسب روايته، في إطار نشر المذهب الشيعي وإقامة دولة شيعية، والانطلاق من المغرب في اتجاه المشرق، لتوسيع هذه الدولة الشيعية. بالنسبة لي، ربما قد كانت لدى مولاي ادريس، هذه النية في الأول، لكن الواقع هو أن مولاي ادريس وهو من المتمردين على العلويين، نجا بنفسه والتحق بالمغرب. لكن هذا الشخص صاحب صفحة الفايسبوك، يقول أنه أتى أصلا إلى المغرب بهذه النية، وهذه رواية شاذة لا يعتد بها.

 هل هناك كتاب تاريخي رسمي مدعوم من الدولة؟

للأسف، لا يوجد، وإصدارات المعهد الملكي للتاريخ الذي كان وراء إحداثه احمد توفيق محدودة. ورغم أن لهذا المعهد إمكانيات لانجاز ذلك ويتمتع بحرية كبيرة فيما يدونه ويراقبه، وإن كانت هناك مراقبة فهي ذاتية وليست مفروضة. فهذه المؤسسة لها إمكانيات لإنتاج كتب مهمة لكن لحد الآن منشوراته محدودة. وحتى هذه المنشورات التي تصدر لا نجدها أعمالا تطلبت مجهودا وبحثا.

حين يطرح عليك سؤال من من يرغب في معرفة تاريخ المغرب ما هي الكتب التي تنصحه بقراءتها؟

هذا هو السؤال الذي جعلني أشتغل على هذا العمل، لأنه دائما يواجهنا هذا السؤال خاصة من الذين يشتغلون على التاريخ. وعند ما يطلب مني المصادر، أجد نفسي أذكر كتابين، إما كتب ابراهيم حركات وهي مطولات مكونة من 5 أو 6 مجلدات وهذا أمر صعب. أو أحيلهم على “مجمل تاريخ” للعروي وهو موجه للمؤرخين، وليس في متناول الجميع،  حيث لا يقدم رواية أو قصة بل دخل في سجال ونقاش مع “الكوليانيين” والاستعماريين وأطروحتهم. وفي هذه الحالة كنا دائما نقدم جواب هكذا وهذه من الدوافع التي جعلتني اشتغل على هذا العمل التاريخي، وبهذه الطريقة التي ذكرت في البداية..

كم تطلب هذا العمل من الوقت؟

تطلب ثلاث سنوات من العمل المتواصل والمرهق.

عمل مرهق من أجل أن تقدم للقارئ عمل لا يرهقه.. معادلة صعبة؟

تماما كان هذا هو الهاجس الأساسي بالنسبة لي، هو أن أقدم للقراء عمل مبسط يحببهم في قراءة التاريخ.

هل تعتبر أنك توفقت في تحقيق هذه المعادلة؟

قبل نشره أعطيته لبعض الأصدقاء من أجل لقراءته وإبداء رأيهم فيه، فكان رد الفعل ايجابي، وتأكد لي ذلك بعد صدوره وتوقيعه في معرض الكتاب المنظم مؤخرا، حيث وجدت أن هذا ما يطلبه الشباب الذين يرغبون في معرفة تاريخ المغرب.

هو موجه للشباب إذن؟

هو موجه للشباب و أيضا للنخبة السياسية التي لا تعرف شيئا عن تاريخ المغرب.  فحين تسألهم مثلا عن ما هي الدول التي حكمت المغرب ومتى دخل الإسلام للمغرب، لا تجد جوابا عند الكثيرين منهم. هو موجه للشباب بالدرجة الأولى، فعندما تجد شباب يتنكرون لمغربيتهم ويتكلمون عن بلدهم باحتقار فلأنهم لا يعرفون تاريخه. والحال أن المغرب بلد عظيم في ماضيه وحاضره ومستقبله. لكن الإحساس بالعظمة لا يمكن أن يمتلكه إلا من يعرف تاريخه.

ألا تعتبر أن هؤلاء الشباب هم ضحايا ولا يمكن تحميلهم المسؤولية؟

أكيد هي مسؤولية الدولة أولا والمدرسة والإعلام الذي للأسف نراه يسير اليوم في اتجاه الرداءة وترميز التافهين الذين يحتفى بهم وتعظيمهم. وهذا له تأثير خطير على الشباب. ومن يقاوم الرداءة قلة قليلة..

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا