عذرا زهور كرام المشهد كان موجعا..

أمينة غريب
عزيزتي زهور، كنت على وشك أن أكتب لك تهنئة بمناسبة تتويجك من قبل المؤتمر العربي، كواحدة من نساء التغيير بالعالم العربي.. لكن عذرا لم أكتب سوى البداية.. فقد طوحت بي الفيديوهات التي تناسلت على جداراتنا.. إلى تلك الربوع …نقلت إلينا أو الأصح نقلتنا إلى ذاك الوجع الذي عصف بي وأنا أمام تلك الصور وذلك الصراخ وذاك الوادي الذي ابتلع في رمشة عين من كانوا يحاولون فقط، ممارسة بعضا من الفرح بعضا من ممارسة الحياة.. وسط ركام النسيان ومساحات الهوامش …
كتبنا المرثيات كالعادة .. أعدنا الأسئلة نفسها.. وكالعادة لم نجد الإجابات سوى و و و و سوف سوف… ومسؤول يطمئن الساكنة على أنه سيتكفل بدفن المتوفين والله يكمل بالخير.. وكأنه يدعونا لنودعهم بالزغاريد والأفراح …
ثم بعدها ساد صمت.. إلا صدى يردد نفس الآه وماذا بعد؟؟؟ ..
السؤال المعلق كما هي معلقة مرثياتنا على جداريات عالم أوهامنا الذي نهرب إليه كلما حاصرنا الواقع وكشف عجزنا…
حاولت أن أعود إلى تدوينتي الأولى إلى التهنئة،، لكنني لم أستطع،، ولو أن فوزك زهور هو جزء من الحكاية إياها.. الكفاءات المنسية ..لأنها لا لون لها و لا انتماء ولا لوبيين…
من ألف امرأة ..فزت باسم وطن نعشقه إلى حد الهوس.. رغم كل السرداب من الحالبين لهذه الرقعة الذين يريدوننا نكفر بالشيء الوحيد الذي نملكه ولو جرفتنا كل سيوله.. سنظل هنا حاملين شعلة الأمل في أن للسرداب سقف يمكن أن ننفذ منه …
معذرة زهور كانت تهنئتي ستكون حاملة لفرح التتويج الذي لم يثر أيضا انتباه أي مسؤول.. لا عليك يكفي تصويت من آمنوا بك ..وفي تتويجك انتصار لروح من جرفهم التيار أمس فهم كذلك كانوا فقط يعلنون فرحهم في ملعب توهموا أن يخرجهم من يومياتهم المملة لكن هو الآخر خذلهم..