“علي صوتك “

بقلم: سميرة مغداد
عشت أمس على إيقاع إيجابي يستفز الأمل بعد مشاهدة فيلم “علي صوتك” لنبيل عيوش..ذكرني الفيلم بالأجواء الحماسية التي كانت تغمرنا ونحن نتتبع مسلسلا أمريكيا شهيرا في الثمانينات بعنوان “فيميز”، الذي كان يحكي قصصا إنسانية صعبة أحيانا يبددها عشق الرقص الرياضي وسط جمهور من شباب أمريكا المتنوع والمتلون..
كنا آنذاك نشعر نحن بالفرح ونحن نتتبع الحركات الرشيقة لأبطال المسلسل البارعين في الرقص بأجسامهم الرياضية المفتولة على إيقاعات موسيقية مليئة بالحيوية وصخب الحياة
كنا نترقب مشاهدة المسلسل بشغف …
أحيانا كان الخطاب مباشرا في فيلم عيوش، لحث الشباب على الإيجابية؛ لكني أحببت الروح الشبابية ولوحات الاستعراض الفنية التي قدمها الشباب بين التعبير الجسدي والفني لواقع مغربي يعج بالتناقضات، ويحكي انبثاق جيل جديد يفسح لنفسه حرية اختياراته بكثير من الوعي والمسؤولية..
“علي صوتك “عبارة تتمرد على قيم سادت بين أجيال أخرى تقول لا ترفع صوتك ولا تجادل خاصة في ظل سلطة الآباء…
كنا في الفيلم أمام جيل جديد يخرج من واقع صعب ويعبر عن ألامه وأحلامه من خلال الفن خاصة الراب وما يتبعه؛ كما كان لحضور المرأة حيز مهم كشريك في هذا الفن الذي ينظر له بنوع من الاستخفاف من طرف المجتمع، واقع الشباب عامر بالخيبات ويلخص الفيلم أو يسلط عبر مشاهد قصيرة من حياة أسر الشباب واقعا مرا لم يقف عنده المخرج بكثير من الإمعان والتذمر، ربما لأنه أراد أن يبقى في جو ايجابي ولا يسقط في عتمة التهميش والفقر الذي أصبح واقعا قاسيا، لكنه يستدعي حسب فلسفة الفيلم تجاوزه من خلال الفن والتعبير عن أحلام تسكن هذه الفئة من الشباب التي تطمح الانعتاق وتؤمن بالأمل في غد أفضل..
نحتاج أفلاما لنحلم وتتيح تصورات أخرى تبيح فرص الأمل أمام شباب تجاوزوا الصور النمطية وهم يعبرون إلى عوالم أخرى قد لا يفقه فيها الآباء وحتى المجتمع..
نحن نعيش مع جيل يختلف عنا وقد يخالفنا، لكن الأهم احترام هذا الاختلاف ودعوة الجيل القديم إلى فهم التغيير والانفتاح أكثر على أبنائهم الذين يتطلعون نحو آفاق أرحب وأوسع، مع الحفاظ على قيم المجتمع التي ستتأرجح دوما بين رفع الصوت للجهر بالحق والتعبير عن الذات، وبين خفضه وقت اللزوم لإظهار الود والاحترام وحسن الإنصات لجيل خبر الحياة في أمور لا يمكن للشباب إدراكها إلا مع مرور الزمن…
تحية عالية للشباب في فيلم “علي صوتك” وتحية لنبيل عيوش الذي قدم لنا هذه اللمة من شبابنا المغربي، الذين حتى وإن اختلفنا عنهم فنحن نحبهم لأنهم منا وإلينا..