انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

حتى لا يتحول قانون “جواز التلقيح” إلى عبث

عبد الله الدامون

 

الطوابير أمام مراكز التلقيح تثير الاستغراب… إنها تعطي الانطباع أن عملية التلقيح بدأت للتو، وأن كل ما قيل، من قبل، حول ملايين المواطنين الذين تلقحوا مجرد أوهام.. هذا انطباع قد يكون خاطئا، لكن من له تفسير آخر فليقدمه لنا.

ومنذ أشهر خلت، حين كانت عملية التلقيح في أوجها، لم نشهد طوابير مماثلة، بل بالعكس، كان الأطباء والممرضون يتعبون في انتظار من يأتي للتلقيح، وكانت السلطات تساعد في هذا الاتجاه عبر تجييش أعوان السلطة بمختلف فئاتهم لترغيب الناس في التلقيح، ويكون الاحتفاء واضحا بالملقحين الذين تتم استضافتهم في مراكز التلقيح بكل الحفاوة اللازمة، وأحيانا مع العصير والمرطبات.. وكأنهم عرسان.

اليوم، يبدو الوضع مختلفا تماما، فمنذ الساعات الأولى لفرض قانون جواز التلقيح، يبدو الوضع فوضويا جدا، فالراغبون في التلقيح يتلاصقون أمام المراكز المخصصة لذلك، وليس هناك موعد مسبق يحدد أصحاب الجرعات، واختلط أصحاب الجرعات الثانية مع أصحاب الثالثة مع أصحاب الأولى، وكل واحد يزعم لنفسه السبق، لكنهم جميعا مجبرون على المسارعة إلى التلقيح حتى يستعيدوا حياتهم شبه العادية.

الفوضى تجلت، أيضا، من خلال تنصيص القانون على منع غير الحاملين للجواز من دخول عدد كبير من المرافق العمومية، من بينها المقاهي والمطاعم، وهذا إشكال كبير جدا، لأن السلطة الحقيقية تخلت عن جزء من سلطتها لأناس عاديين، ليس من مهمتهم ضبط ومحاسبة الناس وكشف أسرارهم.

نتائج هذا العبث بدأت بسرعة، عبر حوادث متفرقة في عدد من المدن المغربية، حين طالب عمال مقاهي ومطاعم الزبناء بالإدلاء بجواز التلقيح قبل الولوج، فكان حتميا وقوع الصدام.

وتداولت مواقع التواصل مؤخرا فيديو يظهر فيه زبون مقهى وهو يعنف عامل مقهى بالصفع والدفع، بعد أن طلب منه الإدلاء بجواز التلقيح، وهو ما أوصل القضية إلى مخفر الأمن، بينما تدخلت نقابة أصحاب المقاهي لتدين ما حدث، وأيضا لتعتبر نفسها غير ملزمة بالقيام بما يجب أن تقوم به السلطة الرسمية أصلا.

قرار إجبارية جواز التلقيح يشبه راكب البغل الذي خرج من الخيمة مائلا. فقد كان من اللازم القيام بحملة توعية وتذكير قبل وقت كاف، كما كان من اللازم تطبيقه بمرونة في البداية، ولم يكن يجب أبدا منح صلاحيات “التفتيش” لأناس لا دخل لهم في ذلك، مثل أصحاب وعمال المقاهي والمطاعم والحمامات وغيرها.

ويقول خبير مغربي إنه من الخطر منح السلطة لأناس عاديين لتطبيقها على أناس مثلهم، فالسلطة لا يتم تفويتها بهذه السهولة، لأنها ستنتج الفوضى، والفوضى تنتج الخراب..

الناس ينتظرون أن يتم تقويم كل هذا الاعوجاج في الأيام القليلة المقبلة، لأنه، بعد شهور طويلة من المعاناة والضغط المادي والنفسي، لا يحتمل الناس المزيد من العبث.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا