“العنف مدان إعلاميا ومجتمعيا” عنوان رفعته “الشركة الوطنية لإذاعة والتلفزة” لمناهضة العنف ضد النساء

اتخذت في السنوات الأخيرة، ظاهرة العنف الممارس ضد النساء في بلدنا أبعادا مقلقة، حيث باتت تسجل أرقاما صادمة للنساء المعنفات، ويكفي أن نشير إلى آخر رقم رسمي جرى رصده على هذا المستوى، من قبل المندوبية السامية للتخطيط والتي كشفت عن أن حوالي 8 مليون امرأة من أصل 4،13 تعرضن لنوع من أنواع العنف، وهو ما يمثل 57 في المائة من مجموع النساء المغربيات.
وللأسف فقد تفاقمت ظاهرة العنف ضد النساء في ظل جائحة كوفيد 19 التي ضربت العالم وفي ظل تداعياتها الاجتماعية والاقتصادية التي عرفها ويعرفها المغرب.
حيث انضم إلى دائرة العنف، عدد كبير من معنفات جديدات، وفقا لما رصدته مراكز الاستماع ومقرات الجمعيات النسائية، والمؤسسات العمومية، مما زاد الوضع سوءا.
وتصاعدت بالموازاة تحذيرات طبية من انعكاس آثار العنف الممارس ضد النساء خلال الجائحة، على الاضطرابات النفسية والانحرافات السلوكية.
وأفاد تقرير لمنظمة الصحة العالمية، بعنوان “كوفيد-19 والعنف ضد المرأة ” أن هناك زيادة في حالات العنف خلال الجائحة في المنطقة العربية بنسبة تتراوح من 50% إلى 60% .

أمام هذا الوضع الصادم، تحركت الجهات الرسمية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، في إطار حملة وطنية للتحسيس بمخاطر الظاهرة ودق ناقوس الخطر لمواجهتها كل من جانب مسؤوليته واختصاصاته.
في هذا الإطار، وأمام هذه المعضلة التي لم تعد مرتبطة فقط بالعنف الجسدي بل هناك أشكال أخرى تتجسد في العنف اللغوي والعنف الاقتصادي والعنف الجنسي والتحرش وعنف الإقصاء وعدم تكافؤ الفرص، وأمام صمت النساء مكرهات بدافع الخوف أو لأسباب اجتماعية أو اقتصادية، تمنعهن من التبليغ عن هذا العنف أو البوح بمعانتهن، يأتي دور الإعلام في فضح هذه الممارسات وتمكين النساء من البوح.
من هنا كان انخراط الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بكل قنواتها التلفزية والإذاعية المركزية والجهوية، في هذه الحملة غير المسبوقة من قبل الإعلام الرسمي، والتي اتخذت شكل مبادرة مواطنة، كانت وراءها لجنة المناصفة التابعة لهذه المؤسسة، وبمشاركة جميع مديريات ومحطات الشركة، وكل المهنيين العاملين بأقسام التحرير والإنتاج.
المبادرة التواصلية هاته، والتي سطرت تحت عنوان”العنف مدان إعلاميا ومجتمعيا”، تمظهرت أساسا في فتح نقاش على أوسع نطاق، حول العنف ضد النساء، والتحسيس بتداعيات الظاهرة ومخاطرها، وتمحيص مفاصلها القانونية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. فكانت تأكيدا على انفتاح الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على كل المبادرات المواطنة التي تسعى إلى النهوض بحقوق المرأة والطفل، وبأوضاع الفئات الاجتماعية التي تعاني الفاقة والضعف وغيرها من المجالات التي من شأنها الرفع من مستوى الوعي الجماعي و تعزيز الرقي الاجتماعي والتماسك المجتمعي.