اخبار بسمةالسلايدر

التراث الشفوي المغربي تراث إنساني..

موضوع نوقش في ندوة المهرجان الدولي للفنون الشعبية بمراكش

في إطار فعاليات الدورة 49 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش، التي نظمت ما بين 03 إلى 07 يوليوز الجاري، عقدت ندوة علمية، حول موضوع “الأغاني والموسيقى الإفريقية المتوسطية، التأثيرات والمؤثرات، من القارية إلى العالمية”، سلطت الضوء بالأساس على ضرورة تثمين وتحصين الموروث الثقافي الوطني عبر توثيقه، والسعي إلى إدراجه تراثا إنسانيا.

وقدمت بالمناسبة مداخلات هامة من قبل أساتذة باحثين ومختصين في التراث الشعبي، من المغرب وفرنسا، أثنوا جميعهم، على أهمية هذه الندوة العلمية، التي  شكلت أيضا، فرصة لوضع خارطة طريق ترسم ملامح الدورة المقبلة لهذا المهرجان، الأقدم في المغرب، والذي ستحتفل بمرور نصف قرن”  سنة 50 ” على تأسيسه. وبهذه المناسبة، أوضح المدير الجهوي للثقافة مراكش-آسفي السيد عز الدين كارا، أن هذه الندوة، التي تناولت موضوع جدير بالاهتمام يتمحور حول الفنون الشعبية على المستوى المحلي ومنفتح على الضفة المتوسطية، سيمكن من استيعاب واكتشاف “أصولنا والأوجه الخفية لممارستنا وفنون العيش ومواجهتنا يوميا لتحديات الحياة”.

وأعرب السيد عز الدين كارا، عن أمله في أن تتمخض عن أشغال هذه الندوة، أفكار وتوصيات من شأنها إنجاز نشرة على شكل وثيقة فعلية، وتقديمها كوثيقة أساسية خلال الدورة ال50 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، داعيا كل الفاعلين إلى الانخراط من أجل المساهمة في إشعاع هذه التظاهرة الفنية الشعبية محليا ودوليا وإعطائها المكانة التي تستحقها.

 

ومن جانبه، أكد رئيس جمعية الأطلس الكبير ومدير المهرجان، السيد محمد الكنديري، على الأهمية التي يكتسيها موضوع الندوة الذي يركز على الفن في الحوض المتوسطي، وهي منطقة وفضاء لتلاقح الثقافات وازدهار الحضارات عبر العالم.

وبعد أن أكد على ضرورة اعتبار المهرجان الوطني للفنون الشعبية موروثا عالميا لاماديا، قال:” إن الوزارة الوصية وجمعية الأطلس الكبير ستنخرطان بشكل فعلي لإدراج هذا المهرجان ضمن اللائحة العالمية للتراث اللامادي من طرف اليونيسكو”.

وعبر السيد الكنديري، عن ارتياحه لكون التراث الشفوي المغربي يعتبر من بين أغنى التراث الإنساني، بتنوعه وغنى فنونه ورقصاته وموسيقاه وإيقاعاته، داعيا جميع الفاعلين إلى الانخراط للحفاظ على هذا الموروث والعمل بكيفية مشتركة، لضمان استمرارية المهرجان الوطني للفنون الشعبية.

أما المدير العلمي للمهرجان السيد عبد الحي صديق، فأبرز من جهته، ضرورة ايلاء أهمية وتخصيص فقرة علمية خاصة بالمهرجان عبر تنظيم هذه الندوة التي تشكل فرصة لإعادة إحياء وإرساء خارطة طريق بالنسبة للدورة المقبلة لهذه التظاهرة الثقافية. وأضاف السيد صديق، أن هذا اللقاء العلمي، الذي يعالج مسألة الغناء والموسيقى الإفريقية والمتوسطية خاصة في مقاربتهما القارية والعالمية، يشكل فرصة لإبراز التأثيرات والمؤثرات، سواء منها الموسيقية أو الفرجوية بين ما يقدمه المغرب وما تقدمه إفريقيا للمغرب والعكس صحيح، مضيفا أن هذه الندوة تستدعي خبراء وأساتذة جامعيين وباحثين من المغرب والخارج في محاولة منهم الإجابة على إشكالية العلاقة بين مسألة العالمية والقارية في الأغاني والرقصات، معربا عن أمله في أن تتوج أشغال هذه الندوة بإصدار نشرة خاصة بالمساهمات المحلية والوطنية والدولية في هذا الشأن.

وتناول المشاركون في هذه الندوة محاور تهم بالخصوص ” الموسيقى المغربية بين التأثيرات الإفريقية والاورو-متوسطية” و”علم الغناء  في الأغنية الفرنسية بالحوض المتوسطي ” و ” التأثيرات الإفريقية والمتوسطية على الحركة الغيوانية” وهو المحور الذي ساهم به الأستاذ حسن البحراوي. .

وتعد الدورة ال 49 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حدثا ثقافيا مهما في التاريخ المغربي المعاصر، وسبق له أن أعلن أحد روائع التراث الشفهي اللامادي الإنساني من طرف اليونيسكو سنة 2005، لكونه يعبر عن مبادئ الإخاء والسلم والأصالة الثقافية.

وعرفت هذه التظاهرة الثقافية والفنية، المنظمة من قبل وزارة الثقافة والاتصال وجمعية الأطلس الكبير والتي تحتضن عروضها الرئيسية قصر البديع، مشاركة فرق فولكلورية تمثل عدد من المدن، كالدقة المراكشية، عبيدات الرما، والعيطة، ورقصة الركبة من زاكورة، وفرقة أحواش من ورزازات، فرقة قلعة مكونة، روايس سوس، ألحان الحساني، رقصة الكدرة.

كما شاركت في هذه الدورة، التي تستقبل بعض فقراتها فضاءات أخرى بالمدينة كساحة جامع الفنا والحارثي وساحة باب دكالة، مشاركة فرق أجنبية تمثل بلدان الكوت ديفوار ومالي والصين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى