ال”فار VAR “..نجم المونديال
تقنية التحكيم الجديدة التي حرمت المنتخب المغربي من التأهل.....
خليل عبد العزيز
بعد إقصاء منتخبنا برسم الجولة الثانية من منافسات نهائيات العالم في مباراة البرتغال بسبب الفار، وبعد تفوقه في تقديم أداء جيد أمام الفريق الاسباني، ونجح في تسجيل هدف التقدم ، الذي تعادل بهدف جرى احتسابة مرة أخرى عبر تقنية الفار، كثر الحديث عن هذه التقنية، وتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي كأسلوب حيف واضح وفاضح،أنهى حلم المغاربة من التأهل، كان لا بد أن نبحث عن معنى هذا “الفار” الذي وصفه المحللون الرياضيون بنجم المونديال، ونفهم خلفياته وتداعياته. فكانت هذه الورقة التي أعدها خليل عبد العزيز.
VAR و هي اختصار لجملة Vidéo assistance referee, و تعني تقنية التحكيم بالفيديو، و التي تقضي بإضافة حكم خامس يسمى حكم الفيديو، الذي يشاهد المباراة من على شاشات تحكيمية خصصت لهدا الغرض، من أجل رصد الاخطاء التحكيمية و تصحيحها والتأكد من ضربات الجزاء وصحة البطاقات الحمراء المباشرة، و يتم التواصل بين هذا الحكم وحكم المقابلة عبر جهاز تواصل خصص لهدا الغرض.
و قد اعتمدت الفيفا هذه التقنية بشكل رسمي في كأس العالم الحالي بروسيا في جميع المباريات، و قد أظهرت هذه التقنية أهميتها و فائدتها، بحيث انصفت العديد من المنتخبات سواء بمنح ضربات الجزاء المستحقة او إلغاء الأهداف الغير الصحيحة، إلا أن طريقة استعمالها من طرف الحكام خلفت ضجة واسعة في جميع الأوساط الرياضية في مختلف أنحاء العالم عموما وخصوصا الجماهير العربية، بحيث شهدت مباريات هده المنتخبات العربية تحيزا واضحا من طرف الحكام في استعمال هده التقنية لصالح المنتخبات الغربية عموما و الكبيرة منها خصوصا.
و بعدها كانت مباراة المنتخب المغربي مع البرتغال النقطة التي أفاضت الكاس، بكثرة الأخطاء التحكيمية التي ساهمت بشكل رئيسي في خروجه من الكأس العالمية، و خصوصا رفض الحكم استعمال تقنية الفيديو للتأكد من صحة الهدف الغير الصحيح للبرتغال الذي احتسب لهم، و كذلك رفض استعمالها للتأكد من وجود ضربات جزاء لصالح المنتخب المغربي. و اعقبت هذه المباراة ضجة كبيرة تنديدا بأخطاء الحكم وتحيزه لصالح البرتغال لينتقل اللوم إلى الفيفا عقب المباراة التي جمعت منتخبنا بنظيره الاسباني والتي تكررت فيها الأخطاء التحكيمية نفسها.
و هكذا أجمع الكل سواء جماهير أو رياضيين أو محللين، على أن هذا التحيز ما هو إلا رغبة من الفيفا في مساعدة المنتخبات الكبيرة للصعود للأدوار المقبلة، لارتباط أسمائها بعالم المال و الأعمال و الشركات العملاقة في مجال الرياضة، وما تمنحه لهذه الكأس العالمية من بريق إضافي.
و قد أعربت الجماهير العربية عن عدم رضاها عن الفيفا، و أكدت للجميع أن الرياضة العالمية أيضا لا تخلو من حسابات “البزنس” والقوة و لغة المصالح والعلاقات الدولية. ة تأسف الجميع على أن تكون هذه التقنية هي الأداة التي تستعمل في المباريات العالمية من أجل توظيف هذا الأسلوب البعيد عن كرة القدم وقيمها، خاصة وأن هذه الرياضة ظلت متنفسا لجميع الشعوب و مصدرا لسعادتها.
و جدير بالذكر أن تحيز الحكام و استعمال هذه التقنية لصالح المنتخبات الكبيرة فضحه كبار الرياضين في العالم أمثال زلاتان إبراهيموفيتش و كبار محللي القنوات الرياضية. وذهب البعض إلى حد الإعراب عن أن “فار ” الكأس العالمية أريد لها أن تؤدي هذا الدور و أوجدت لضرب الصغار. وهو ما ترك البعض يعتبر أن دورة كأس العالم 2018 اختزلت للعالم وعكست ما يعيشه هذا العالم اليوم من صراعات و نزاعات و مصالح، ونقل ذلك إلى ملاعب كرة القدم.