انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

مؤتمر النسوية وسؤال:” أي إصلاح لقانون الأسرة؟”

بسمة نسائية/ مجتمع/ أصواتهن

 

الرباط/ عزيزة حلاق

مداخلات قيمة ونقاشات ساخنة تناولت في العمق وبجرأة الإكراهات التي تعيق إصلاح حقيقي وشامل لمدونة الأسرة وكيفية تجاوزها لتحقيق مجتمع مساواتي يتمتع فيه النساء والرجال معا بنفس الحقوق، في سياق تطبعه المناهضة السياسية والمؤسساتية للتغيير والإصلاح.

كان ذلك هو المحور الذي جرى التداول حوله في النسخة الأولى من “مؤتمر النسوية”، الذي نظمته أمس بالرباط، جمعية “نشر ثقافة المساواة” تحت شعار ” أي إصلاح لقانون الأسرة؟”..

انطلق المؤتمر بكلمة افتتاحية لرئيسة “جمعية نشر ثقافة المساواة”، عائشة زعيمي صخري، التي قدمت تصورا عاما للحركة النسوية كتوطئة للمؤتمر، وتحدثت عن هدف الحركة المتمثل أساسا في معركة المساواة في الحقوق ومن أجل التمكين النسائي، داعية إلى نقل تاريخ النسوية للأجيال القادمة من أجل التعريف بالمنجزات والنضالات وما تم القيام به من قبل من سبقن النساء.

وأضافت زعيمي، إن المؤتمر تم تنظيمه من أجل إشاعة المساواة بين النساء، وتجميع جهود المناضلات الذين يترافعون في قضايا النساء، ولأجل تقييم الحصيلة المحرزة والمنجزات التي تم التوصل إليها في هذا الصدد، والخروج بأفكار نيرة تغني مدونة الأسرة يتم تجميعها في تقرير يوجه للمعنين.

فنضالات وأنشطة الحركة النسوية، تشير عائشة الزعيمي، تأتي انسجاما مع التوجيهات والدعوات التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، ضمن تعليمات 26 شتنبر 2023 بشأن خلق لجنة استشارية أوكل إليها الإشراف على مرجعة مدونة الأسرة.

مداخلة المناضلة الحقوقية والنسائية والباحثة في مكانة المرأة في السرديات التاريخية، لطيفة بوحسيني، جاءت مركزة ومهمة وأجابت لدعوة الزعيمي بنقل تاريخ النسوية للأجيال القادمة من أجل التعريف بالمنجزات والنضالات وما تم القيام به من قبل من سبقن النساء،  حيث استعرضت مسار تطور الحركة النسائية بالمغرب منذ سبعينات القرن الماضي وأشكال نضالها، ووقفت عند أهم المحطات التي ميزت هذا المسار، وأهم التحديات التي واجهتها والإنجازات التي حققتها.

البوحسيني قسمت تاريخ الحركة النسائية النضالية الطويلة إلى مراحل، ووقفت بالأساس عند المحطة التي ميزت أو طبعت مطلع التسعينيات، مع عريضة المليون توقيع من أجل تغيير “مدونة الأحوال الشخصية”، والتي كان وراءها اتحاد العمل النسائي بقيادة المناضلة والسياسية لطيفة الجبابدي، والتأمت حولها كل القوى الديمقراطية والحداثية من جمعيات وأحزاب.  تم جاءت مرحلة جديدة مع حكومة التناوب الذي عرفت نوعا من الانفراج السياسي، بما سمي وقتها بالخطة الوطنية لإدماج المرأة أطلقها الوزير السابق للأسرة سعيد السعدي، وهي الفترة التي عرفت مسيرة مليونية داعمة للخطة بالرباط، لكن واجهتها مسيرة مضادة ومحافظة بالدار البيضاء، لتأتي بعدها محطتين لإصلاح المدونة كان آخرها التعديل الذي طالها سنة 2004 .

لكن بالرغم من الأشياء الجديدة وما أتت به المدونة سنة 2004، حسب المتحدثة نفسها، إلا أنها لا تزال تعاني بعض القصور، معتبرة أن مسار تعزيز المساواة لا يزال طويلا ومستمرا وأن على الأجيال القادمة مواصلة المشوار، وأن على النساء الاستمرار في النضال على شتى الأصعدة واعتماد أشكال جديدة

لطيفة البوحسيني خلصت في مداخلتها إلى أن الحركة النسوانية تعيش اليوم لحظة تاريخية في سياق منعطف جديد لتغيير مدونة الأسرة، وهو أمر لن يكون سهلا، ولن يكون ممكنا إلا بربط العلاقة النسائية أو النسوانية بالسياسة والديموقراطية.

بقي أن نشير إلى أن النسخة الأولى من “مؤتمر النسوية” عرفت مشاركة أزيد من 20 متدخلة ومتدخل، تناوبوا عل المنصة ضمن نخب وتدخلات وتبادل وجهات النظر. ناقشوا المحاور التالية :

-التحولات الاجتماعية والديموغرافية والتكنولوجية التي عرفتها الاسرة المغربية.

 

-اية مدونة اسرة لضمان أكبر قدر من المساواة، والعدل والكرامة؟ تعديل أم تغيير النموذج؟

-تناول المحور الثالث  موضوع الإرث:

-كيف الوصول الى عدالة أكثر وحماية حقوق النساء، والذي طرحته الأستاذة ربيع الناصري في مرافعة من أجل المساواة في الإرث، من المواضيع الذي أثير حوله نقاش حاد يستحق العودة إليه في ورقة لاحقة..

النخبة الرابعة:

-الأشكال الجديدة للنخبة النسائية

النسخة الأولى لمؤتمر النسوية، التأم بحضور مكثف للجمعيات والمبادرات النسوية التقدمية بالمغرب وكذا الشخصيات المعروفة بأعمالها والتزاماتها النسوية كل في مجال اشتغاله.  لكن لوحظ غياب المناضلتين لطيفة الجبابدي وفوزية عسولي واللتين يعتبرين من الوجوه النسائية البارزة في الفعل الحقوقي ولهن بصمات واضحة في تاريخ نضالات الحركة النسائية ببلادنا.

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا