فلسطين وأركان العدوان
حسن السوسي
يواجه الشعب الفلسطيني عدوانا مركبا، أركانه:
أولا، إسرائيل التي لم تترك، في السابق، ولا يبدو أنها ستترك، في المستقبل، أي وسيلة عدوانية إلا ومارستها، استيطانا واعتقالا تعسفيا وقتلا واغتيالا لأبناء شعب ذنبه الوحيد عدم التفريط في حقوقه الوطنية وعدم الاستسلام للقوة العسكرية الغاشمة.
ثانيا، تناحر فلسطيني فلسطيني شكل، دوما، فرصة سانحة لإسرائيل لمواصلة عدوانها دون أن يبرز في الأفق ما يفيد أن مكونات الحركة السياسية الفلسطينية ستشكل جبهة واحدة لردع الاحتلال وعدم تمكينه من تنفيذ مشاريعه لتصفية القضية الفلسطينية
ثالثا، وضع عربي مفكك وهش على جميع المستويات خاصة بعد ظهور قوى رسمية تشهر تحالفها مع اسرائيل وتبحث له عن مبررات إضافية للتغطية على عدوانه، الأمر الذي يعني انتقالها من رصيد ممكن للشعب الفلسطيني، في نضاله المشروع في مواجهة الاحتلال، إلى رصيد لهذا الأخير.
رابعا، مجتمع دولي هو أول من تنكر لقراراته الرسمية ذات الصِّلة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العام للأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية المهتمة بحقوق الشعوب من الناحية المبدئية والتي لم تعد تلتفت إلى معاناة الشعب الفلطسيني تحت ظل الاحتلال.
وأمام هذا الواقع الأليم والمعقد يظل الخيار الوحيد أمام الشعب الفلسطيني مواصلة نضاله بالأساليب الجماهيرية المتاحة او الممكنة وفِي قلبها الاحتجاج الدائم على العدوان بمختلف أركانه، لعل وعسى.