أمينة غريب تتحدث عن “ميثاق المناصفة” بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة
انخراط اليونسكو معنا دليل على أن العرض الذي قدمناه عرض جدي ومقنع..
عزيزة حلاق
في إطار بلورة بنود ميثاق المناصفة المعلن عنه قبل أزيد من سنة، ومن أجل تقديم إستراتيجية وخطة عمل لجنة المناصفة واليقظة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، نظم لقاء تزامنا مع تخليد 8 مارس لهذه السنة، تحت شعار “لنتقدم سويا”، جرى خلاله تقييم الخطوات المهمة التي قطعتها اللجنة ضمن التزامها المعلن لحظة التأسيس في اتجاه إحقاق المناصفة وتكافئ الفرص داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. والتي حظيت بالمناسبة، بتنويه من قبل السيدة أمينة المريني رئيسة الهاكا التي تعتبر عرابة هذا المشروع وممثل اليونيسكو السيد ميكال وييلوورد، الذي أشاد بجدية عمل اللجنة ومنسقتها الرئيسية الإعلامية أمينة غريب.
” لنتقدم سويا” هو شعارنا لإنجاح هذا الورش الإعلامي المهم..
عن فكرة هذه المبادرة الرائدة وكيف تبلورت وهل كان الأمر سهلا، وأي دور تلعبه اليوم اللجنة داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة من أجل تنفيذ إجراءات واليات المتابعة والتقييم فيما يخص تطبيق مقتضيات هذا الميثاق؟ تقول أمينة غريب ل”بسمة ماغ:”..
شكرا أولا على اهتمام “بسمة ماغ”، بعمل لجنة المناصفة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وأظن إنكم تواكبون هذا الورش منذ بدايته، كمادة إخبارية وثانيا من باب التزامكم وانخراطكم في كل ماله علاقة بضمان أكبر لحقوق كل مكونات المجتمع.. بداية أود أن أشير إلى أننا بحاجة إلى مشروع مجتمعي يتعايش فيه كل مكوناته حتى الأقليات. وأنت تعرفين أن أصعب شيء هو أن تشتغل على تغيير العقليات.. خصوصا في الوقت الراهن، حيت يعيش العالم ونحن أيضا مخاضا وغليانا على أكثر من واجهة… وإعادة النقاش حول العديد من القضايا إلى نقطة الصفر. وطبعا المرأة كانت دائما ولا تزال الكائن الذي يكون محور كل التذبذبات . .ولأننا نعمل في مجال السمعي البصري، كان من الطبيعي أن ينصب اهتمامنا على محور صورة المرأة وانعكاسها في محتويات البرامج. وعندما أرى الخطوات التي قطعناها في سنة ونصف من العمل.. أشعر فعلا بأنه بالإمكان ربح الرهان. بالنسبة للفكرة وكيف تبلورت، فقد بدأت صغيرة، خرجت من رحم تدريب قمت به في إحدى المنتديات الدولية وكان مبني على التزامنا كمشاركات بالترافع من أجل صورة مشرفة للمرأة عبر المجال السمعي البصري.. وكان التزامي الشخصي هو بلورة ميثاق للمناصفة. وهكذا كان، لتتحول الفكرة الصغيرة إلى مشروع وورش أتشرف بتنسيقه مع مجموعة من الزملاء والزميلات الذين يشكلون لجنة المناصفة، والتي كان اختيارها انطلاقا من مقاربة إشراك كل القنوات والمديريات المعنية بهذا الورش. طبعا هناك حصيلة.. فميلاد ميثاق المناصفة هو في حد ذاته إنجاز وخطوة كبيرة، فأن تتبني هذا الميثاق مكونات الشركة يعكس بالأساس، إرادة في الانخراط في هذا الورش. واليوم أكاد أجزم بأن الكل واع بمعاني المناصفة وثقافة المساواة، فقط أنت تعرفين أن تنزيل ورش مثل هذا على أرض الواقع يتطلب جهدا مضاعفا لأننا نلامس ثقافة ومتخيلا وتراكما نختلف مجتمعيا حوله وبالتالي الاختلاف وارد في مجالنا الإعلامي، ويحتم عليك التفاعل مع جميع المقاربات والآراء والأفكار. وفي هذا الورش أيضا.. تجد شركاء في كثير من الأحيان لا يقاسمونك نفس النظرة أو المقاربة، ومن ثمة عليك إقناعهم لكي ينخرطوا هم أيضا..و دورنا أن نفتح النقاش مع هؤلاء الشركاء ومع كل مكونات المجتمع.
أظن لسنوات طويلة والحركة النسائية تناضل من أجل المزيد من الحقوق ومع ذلك لازال الطريق طويلا، فكيف عندما تشتغل على ورش يلامس المخيال الثقافي والمجتمعي. نحن سطرنا أهدافا وقدمنا في اللقاء الذي نظمناه يومي 6 و7 مارس الجري، خطة عمل بأهداف محددة ومؤشرات، ولدينا أجندة مسطرة نتمنى أن نحققها و النتائج لا يمكن ملامستها في هذا الظرف الوجيز، ومع ذلك أضيف و أقول بأن هذه المرحلة كانت مرحلة تعبئة وتحسيس وإشراك كل العاملين. وكمنسقة للجنة، كنت جد سعيدة وأنا أرى العديد من المسؤولين والعديد من المنتجين والصحافيين حاضرين في أول محترف للنقاش حول كيفية تنزيل خطة عملنا هاته على أرض الواقع . ولا بد من التذكير أننا اشتغلنا خلال هذه السنة على القانون الأساسي وعلى خطة عملنا وقبلها على الميثاق. وأنا أيضا فخورة اليوم، لأننا استطعنا من خلال عملنا هذا، إقناع شريك مهم في مجال السمعي البصري، وأقصد بذلك منظمة اليونسكو التي اشتغلنا معها على مؤشرات النوع لإخراج خطة عملنا بأهداف واقعية وعملية. وأظن أن انخراط اليونسكو معنا دليل على أن العرض الذي قدمناه عرض جدي و مقنع .
بالنسبة للمستقبل، سنواصل ما سطرناه وسنشتغل خطوة خطوة.. لأن هذا الورش من أصعب الأوراش، فليس سهلا أن تخلخل مرتكزات سوسيو ثقافية في رمشة عين. وأظن أننا ربحنا المحطة الأولى بكل تعقيداها وبكل مقارباتها، علما أن أي ورش لا يمكن أن يحقق إجماعا مطلقا وكليا، لذلك ومن أجل إنجاح هذا الورش رفعنا في هذه المرحلة شعار “لنتقدم سويا”.