انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

خبزنا حار ورغيفنا أسود 

كريمة رشدي
الخبز حار نسمع هذه الجملة حين نتحدث عن العمل
ومشاقه، وكيف نوفر رغيف يومنا بعرق الجبين…
إلى هنا كل شيء يبدو عاديا لأن العمل يتطلب الإتقان والتفاني، والتعب…
وحين لا نجد العمل ونغامر بل نقامر بحياتنا وحياة أبنائنا كل يوم بالنزول إلى آبار تنعدم فيها أدنى شروط السلامة كي نحفر بكل ما أوتينا من قوة وصبر كي نخرج بضع كيلوغرامات من الفحم تكاد تشتري لنا رغيفا أسودا
خارج آبار العار ينتظرنا مشتري سلعتنا، الذي يأخذها بالثمن الذي يحدده هو، ونبيعها له ونحن ذليلين صاغرين…
ثمن بيع بلون أسود قاتم، لا تتوفر فيه أدنى شروط أو قوانين البيع والشراء، طرف ضعيف حد الذل هو البائع وطرف قوي حد الظلم هو المشتري…
إلى هنا كل شيء يبدو عاديا، لأن شروط هذه التجارة ترسخت وأصبحت هي القاعدة، لكن حين نقبل بالخسارة المادية، وخسارة الكرامة، وتتوالى خساراتنا إلى أن تطال أرواح أبنائنا وفلذات أكبادنا، ونراهم يموتون كل يوم غرقا في آبار العار، ونريد أن ننتفض للتعبير عن حزننا، واستباحة كرامتنا نتلقى وعودا بتغيبر أوضاعنا، ويضرب بنا المثل في احتجاجنا الحضاري… تتوالى الأيام والشهور ولا شيء في الأفق يبشر بتغيير أوضاعنا…
خبزنا حار ورغيفنا أسود
انتظرنا وطال انتظارنا، لم نعد نحتمل خرجنا نصرخ غضبا، خرجنا نطلب حلا، خرجنا نبحث عن كرامة، فلم نجد لا حلا ولا كرامة وجدنا غضبا في انتظارنا، وجدنا العنف والموت هنا في السطح، خارج الآبار اللعينة…
خبرنا حار ورغيفنا أسود، سنقفل عائدين إلى آبارنا لعلها تكون أرحم من السطح، سنقدم لها ابنائنا قرابين كي تخفف من ابتلاعهم، وتمنحنا ما نسد به الرمق، سنبعث رسالة استعطاف إلى التاجر الرحيم كي يشتري سلعتنا بسعر أقل لأنها أصبحت ملطخة بالدم.
دعونا نخرج آخر مرة، ليس للاحتجاج، ولا للبحث عن الحلول ولا للصراخ غضبا، دعونا نخرج للصلاة كي تغفر لنا الآبار جحودنا وتطاولنا على نعمها لعلها تمدنا بخبزنا الحار .ورغيفنا الأسود
اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا