كوكاس عن معنينو: من صحفي السلطان إلى سلطان الصحافة

بسمة نسائية/ ثقافة وفنون
عزيزة حلاق/ خريبكة
أمسية ماتعة، احتضنها مسرح الخزانة الوسائطية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، تمثلت في الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة لملتقى الثقافة العربية بخريبكة، التي تنظم هذه السنة تحت شعار “دور الوسائط الجديدة في الديبلوماسية الموازية والدفاع عن القضايا الوطنية في إطار تخليد بلادنا للذكرى 48 للمسيرة الخضراء.
انطلقت فعاليات هذا الملتقى الثقافي العربي، المنظم من قبل منتدى الآفاق للثقافة والتنمية بخريبكة، برئاسة الأستاذة ياسمين الحاج، بتكريم خمس أسماء ثقافية وإعلامية، الإعلامية فاطمة التواتي والكاتب والناقد الدكتور سعيد يقطين، والأستاذ مخلص مبارك صاحب مزكر تدريب بلندن، والإعلامي ( اليوتوبرز) الجزائري وليد كبير و المصري (اليوتوبر) عماد فواز، فيما خصص احتفاء خاص بالإعلامي والكاتب الكبير محمد الصديق معنينو الذي حملت هذه الدورة اسمه.
*هذا وقد برمج المنظمون يوم غد الأحد رحلة إلى “أوزود” سيتخللها لقاء مفتوح مع الأستاذ سعيد يقطين والإعلامية فاطمة التواتي.
كوكاس عن معنينو: تحول من صحفي السلطان إلى سلطان الصحافة
في هذه الورقة، سنركز بالأساس على فقرة التكريم التي خصصت للمحتفى به الأول، محمد الصديق معنينو، الذي استطاع على مدار أزيد من ساعة، شد انتباه الحضور وهو يحكي عن كواليس سبقت قرار تنظيم المسيرة الخضراء من قبل المرحوم الحسن الثاني، والسرية التي أحيطت بهذا الملف، وروى أحداثا تاريخية ومفاوضات سياسية طبعت المرحلة، وحكا كيف تدرجت القضية في محكمة العدل الدولية…والكثير من التفاصيل الأخرى…
الإعلامي والكاتب عبد العزيز كوكاس، عبر عن هذه الحالة التي سادت وسط القاعة، وهي تتابع الحكي الممتع للصديق معنينو عن المسيرة الخضراء، في كلمة ألقاها بالمناسبة في حق المحتفى به، حين قال موجها كلامه للحضور: “أحسستكم حين أخدكم ورحل بكم في مسارات وأنتم مستسلمون حالمون تتوقعون ماذا سيقول وقد حول التاريخ إلى حكاية أحداث كبرى، بصمت تاريخ المغرب المعاصر بكل انكساراتها وانتصاراتها بكل آلامها وبكل آمالها إلى لحظة حكي جميل.
لقد سرق الدمعة منا وهو يحكي عن أشياء كان حاضرا في قلبها. كان يكتب عن تاريخ المغرب من خلال مرحلة أساسية وجوهرية شكلت انعطافا كبيرا في مسار المملكة.
إنه شاهد على العصر وعلى القصر.
تحول من صحفي السلطان إلى سلطان الصحافة. لماذا؟ لصدقه لأنه بحكم تجربته الإعلامية الكبيرة تعلم كيف ينظر من زاوية الكاميرا المتعددة التي تلتقط الحدث، وبذلك جعل من ذكرياته، أن نعيش الحدث مرتين. مرة للذين قدر لهم ان يعيشوه بالأحداث التي شملتها مذكراته ومرة أخرى من خلال الأحداث كما وقعت..
من زاوية انه منصت لها، موجود في قلبها بالكاميرا أو بحضوره الجسدي الفيزيقي أو من خلال الصداقات والعلاقات التي كانت له بحكم وضيفته آنذاك..
انه كاتب امتلك حسه النقدي، وظل يكتب ذاته فيما هو يكتب ذاكرة جماعية للشخصيات والاحداث والوقائع والمشاعر أيضا، لتصنع ما يشبه الفرجة. حتى أننا نستسلم له ونحن طائعين، لكي يؤخذنا معه في كل حواراته ولقاءته التي يحيكها، نحس بأن ذ.معنينو كان يعلم بان هذا الذي يحدث وهو في قلب الحدث، سيحيكه يوما.
لذلك لا اتعجب بأنه دائما في مذكراته، تحدث الوثيقة ويحدث التاريخ المرهون بالزمن، فذاكرته ما زالت (فريش) طرية، مازالت تتذكر التفاصيل واللباس والوقائع التي لم نكن نحكيها نحن.
استمعنا الى المسيرة الخضراء، وجاءتنا المسيرة الخضراء عبر صوته أولا، عبر ذلك البكاء الذي لازلت اتذكره وأنا إبن التسع سنوات آنذاك، جاءني صوته حزينا دافئا شغوفا حول الكلمات إلى صور وجعلك كما لو أنك الفرد الواحد بعد ال 350 الفا.