اصواتهن

نحن لا نريد ورودا ولا هدايا…

كريمة رشدي

في اليوم الذي تحتفل به نساء العالم بما حققن من إنجازات في مجالات مختلفة وبنفس الحظوظ التي تمنح للرجال، تتطلع نساؤنا إلى الحصول على وردة، أو هدية من المؤسسة يمنحها لها المشغل ويمنها عليها طوال السنة.

نحن لا نحتاج وردا ولا هداياولا نرغب في دخول السينما بالمجان في يومنا هذا، بل لا نريد هذا اليوم أصلا لأنه يذكرنا بخيباتنايذكرنا بمراتبنا في أسفل كل القوائم، يذكرنا بمعاناتنا في كل الأحوال، حين نحرم من حقنا في التمدرس لأننا ولدنا في قرية نائية، حين نرغم على الزواج، وحين نموت من أجل الأمومة، وحين يجب علينا قبول العنف للحفاظ على الأسرة، وحين نكون مصدرا للفتنة، وسببا في تعرضنا للتحرش والاغتصاب.

يذكرنا هذا اليوم بمدونة أسرة خرجت قبل 14 سنة لكنها لم تنصف النساء واطفالهن، ويذكرنا هذا العيد العالمي بحقنا في المناصفة الذي يضمنه لنا الدستور، لكنه يسرق منا، ونقبل بكوطا بليدة تأتي في شكل صدقة تسمى  اللائحة النسائية.

نحن لا نريد ورودا ولا هدايا

فحين خرجت النساء في نيو يورك قبل 162 سنة، للاحتجاج على اوضاعهن المزرية واللا إنسانية التي كن يجبرن على العمل فيها، كن واعيات بقيمة عملهن وتشبثن بحقهن في المساواة في العمل والأجر.

نريد أن نعيد صرخة نساء نيويورك، لأنه في سنة 2018 مازالت النساء في بلدي تعاني من الحيف في الأجور، وفي الوصول إلى مراكز المسؤولية، بل وأكثر من هذا هناك بعض الأصوات تنادي بعودة المرأة إلى البيت.

لا نريد قانونا مسطرا من أجل عيون التقارير الدولية، نريد تفعيلا عادلا ومنصفا لهذه القوانين

نريد إرسال بناتنا للدارسة في الخارج واستقبالهن وهن عائدات يحملن شهادات عليا، لكن رغم الحنين لكسكس يوم الجمعة وحمام يوم الأحد، لن تعود بناتنا من هناكهناك حيث تتنفسن الحرية بمسؤولية، وتتنافسن بالكفاءة

نحن لا نريد ورودا ولا هدايا

دعونا فقط نربي أبناءنا بحب، دعونا نخلصهم من وهم الرجولة، ومن مفاهيم خاطئة تجعلهم تعساء طوال حياتهم

دعونا نقول لأبنائنا الذكور إنهم متساوون مع البنات في كل شيء، وأن ذكورتهم ليست امتيازا ولن تكون كذلكلقدتغيركلشيء

نحن لا نريد ورودا ولا هدايا  نحتاج لسنوات طويلة كي نتخلص من كل هذه الأوهام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى