عرفت الأبحاث الطبية تطورا مهما خلال السنة التي ودعناها، وستمكن هذه الإنجازات الكبيرة سواء على المستوى الأكاديمي والعلمي من التوصل إلى أنواع مختلفة من العلاجات، التي ستحسن حياة آلاف المرضى في العالم. وهذه أهم الأحداث الطبية التي شهدتها سنة 2017.
دم صناعي
على الرغم من أن الفكرة تبدو خيالية ومستحيلة فإنها لم تعد كذلك، إذ تمكن العلماء من التوصل إلى إنتاج دم صناعي من الخلايا الجذعية في المختبرات، وستتم تجربته على مجموعة صغيرة من المتطوعين تحت إشراف هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا.
ويقول العلماء إنه في حالة نجاح التجارب وتقبل الجسم للدم الصناعي وعدم حدوث تفاعلات مناعية، فان الهدف الحالي هو خلق كريات دم حمراء قادرة على علاج أمراض الدم المتعددة مثل أنيميا الخلايا المنجلية. وأن الهدف على المدى البعيد علاج الأمراض النادرة المتعلقة بالدم مثل اللوكيميا أو الأمراض المناعية.
الزهايمر
أجرى العلماء هذه السنة تجارب علاجية على المصابين بمرض الزهايمر باستخدام الموجات الصوتية. ويلاحظ أن الموجات الصوتية قادرة على إذابة تجمعات البروتين الموجود حول الخلايا العصبية في المخ والمميزة لمرض الزهايمر، إذ أثبتت التجارب على الفئران تحسنا بنسبة 75 في المائة عند اجتياز اختبارات معينة متعلقة بالذاكرة، وهو الأمر الذي يثبت تحسنها واستعادتها لذاكرتها.
وفى حالة نجاح هذه التجارب على الإنسان ستحقق إنجازا كبيرا لأن هناك واحدا من كل 3 أشخاص كبار السن سوف يصاب بالمرض حسب جمعية مرض الزهايمر، كما أن العلاج بالموجات الصوتية يعتبر رخيصا جدا مقارنة بالأدوية الأخرى.
أمراض السرطان
وافقت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية هذه السنة على طريقة حديثة لعلاج أشهر أمراض السرطان التي تصيب الأطفال وهو اللوكيميا، وهذه الطريقة تعتمد بشكل أساسي على الخلايا المناعية «ت» الموجودة في الجسم بعد عمل ما يشبه إعادة برمجتها باستخدام العلاج الجيني لكي تكون قادرة على إنتاج نوع معين من البروتين على سطحها.
وهذه المستقبلات غير موجودة في الخلايا العادية، وذلك ما يجعلها قادرة على التعرف ومحاربة الخلايا السرطانية بشكل أكثر كفاءة من خلال مولدات المضادات الموجودة على سطح الخلايا السرطانية ودون تدخل علاجي خارجي.
وتتميز هذه الطريقة عن بقية أنواع العلاج الإشعاعي والكيميائي بأنها تكون لمرة واحدة فقط حيث إن الخلايا الطبيعية تنقسم داخل الجسم وتتعامل مع المرض بشكل طبيعي كما لو كان عدوى عادية ميكروبية أو فيروسية. وفاقت نسبة نجاح هذه الطريقة 80 في المائة في التجارب الإكلينيكية وينتظر أن تغير شكل علاج اللوكيميا مستقبلا.
خريطة للخلايا البشرية
شهد هذا العام البداية الرسمية للمشروع العلمي الطموح الذي يستهدف عمل خريطة للخلايا البشرية كامل، والذي سيستغرق عدة سنوات ويتشارك فيه علماء من جميع أنحاء العالم وجميع التخصصات العلمية من علماء الخلايا والأطباء والباحثين ومهندسي التكنولوجيا.
ولكي نعرف ضخامة المشروع يكفي أن نعلم أن عدد الخلايا البشرية يقارب 37 تريليون خلية، ويأمل العلماء في الانتهاء من هذه الخريطة في غضون أعوام قليلة على غرار خريطة الجينات البشرية التي استغرق عملها 20 سنة.