نساء تركن أثرا في حياتنا ..رحلن في 2017
بصمة مميزة ومسيرة نضالية طويلة وحافلة، خلفتها أيقونة الحركة النسائية السودانية والعربية فاطمة ابراهيم، التي رحلت عنا هذا العام 2017.
فاطمة ابراهيم هي المرأة العربية التي سيحتفظ التاريخ بأنها أول امرأة تنتخب عضوة للبرلمان في الشرق الأوسط وفي القارة الأفريقية.
كان وعيها مبكرا بالقضية النسائية، قادت أولى التظاهرات وهي في مرحلة الدراسة الإعدادية، احتجاجا على إلغاء إدارة المدرسة للمواد العلمية والتعويض عنها بمواد الطبخ والتطريز فاعتبرتها انتقاص لكرامة المرأة وامتهان لحقوقها في التعليم.
وكانت فاطمة أحمد إبراهيم رمزاً للمرأة الشجاعة التي ناضلت من أجل مستقبل حر وحياة كريمة ليس للمرأة السودانية فحسب بل لكل نساء العالم.
وبالمغرب افتقدنا امرأة عُرفت أكثر في الوسط الثقافي، الراحلة زهرة الزيراوي، التي كانت من النساء القلائل اللواتي جعلن من بيتهن صالوناً أدبياً، إذ سخرت بيتها منذ 1990، لتنظيم اللقاءات والأنشطة المفتوحة وتنظيم الأمسيات الشعرية، ولقاءات التكريم للأدباء والكتّاب المغاربة ولغيرهم من المثقفين والكتاب العرب والأجانب، كما عرفت بطيبوبتها النادرة، وبكرمها الحاتمي، وبدعمها اللافت للأدباء الشباب، وأيضاً بدفاعها المستميت عن النبوغ المغربي. خلفت الراحلة العديد من الأعمال الأدبية في القصة والرواية والشعر والمقالة الأدبية، ولها العديد من الإصدارات. كما عُرفت بممارستها فن التشكيل، ولها مشاركات في معارض جماعية داخل المغرب وخارجه، عدا اهتمامها بكتابة النقد الفني.
شهادة في حقها كتبها الشاعر والناقد محمد العناز: “كانت امرأة مغربية حقيقية بصيغة منتهى الجموع، حملت إنسانيتها في قلب الكوني غير عابئة بكل المتاريس التي فرضت علينا خلسة، كيف لا وهي التي أحبت جين آير وبرونتي. تتركنا اليوم بعدما منحتنا جميعاً سر الأمل في أن يتم تجسير المعنى بين الأجيال بعيداً عن مقولات القتل الرمزي الخرساء”.
وجه فني طبع أجيالا، وأحبته أجيال، نجمة الشاشة العربية، شادية رحلت هي أيضا هذا العام، واشتهرت بدور الفتاة المدللة حتى أطلق عليها لقب (دلوعة السينما)، إلا أنها تخلت عن الغناء في عدد من أفلامها لتثبت أنها ممثلة متمكنة، وليست مجرد فنانة خفيفة الظل أو نجمة غنائية. وقدمت على مدى مشوارها، أكثر من 100 فيلم للسينما. وسعت شادية عبر تاريخها إلى كل ما هو جديد، والأهم أنها لم تتعامل معه باعتباره موضة، لكن بإصرار على أن تسبق عصرها بهذا الجديد، كانت فتوش وهو الاسم الذي أطلقه عليها الأصدقاء من الوسط الفني والمقربين،ا لم تتجاوز الأعوام الثمانية من عمرها عندما كانت تقف أمام مرآتها لساعات تحاول تقليد المطربة ذائعة الصيت آنذاك ليلى مراد، والتى رأتها فى أول فيلم شاهدته لها وهو فيلم “ليلى” حيث تمنت “فتوش” أن تصبح فى يوم من الأيام النسخة الحديثة من ليلى مراد.