انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
منوعات

نتف من ذاكرة حومة “الحفرة” بمدينة سلا العتيقة

بقلم: محمد فؤاد قنديل

الغوص في أعماق ذاكرة حومة الحفرة، يبرز وفرة المعطيات، وغنى مادة النبش في مجالاتها المتنوعة، ويفرض على الباحثين تعميق البحث في الجوانب الخفية، لإماطة اللثام على تفاصيل حومة ظلت حتى الأمس القريب غير معلومة عند السلاويين. وقد اندهشت لوفرة مادة التنقيب، وتنوع الأحداث والشخصيات التي أثتت فضاء هذه الحومة. ما دفعني أقتصر على تسليط الضوء على الفضاء الممتد من الدوش بمدخل الحومة، إلى السور العتيق شمالا، مرورا بشارع الحفرة، المعبر الرئيس نحو الأزقة المتفرعة عنه وهي: غميرس، وبلحميدي، وبلحجوي، وبوغابة، والشافعي، والحاج علال، والبشير الهواري وجغالف والمسطس، ومنازل اشماعو، صاحب الفران المقابل للسور المرابطي.

وما سأتطرق  إليه يبقى مجرد نتف من ذاكرةً لا تحد، والغاية فتح نوافذ البحث، وتوفير مادة دسمة أمام المختصين في البحث التاريخيّ، للتعمق في الموضوع.

شيدت حومة الحفرة في منطقة، اعتبرت إلى ثلاثينيات القرن الماضي، أراضي فلاحية لسانية بوشنتوف وسانية بوغابة (1)، وهذا يبين أن الإعمار انطلق بهذه الحومة بعد هذه الحقبة، ليبلغ أوجه خلال نهاية الخمسينيات.

ويمدنا البحث في تقارير دورات اجتماعات المجالس البلدية المتعاقبة بإضاءات وأخبار عن حومة الحفرة، فمنذ  أن أحدثت السلطات الفرنسية سنة 1913، مجلسا بلديا، كواجهة لمشاركة صورية للأهالي، كانت أولى الإنجازات تهم البنية التحتية، حيث استصلحت الطرق داخل المدينة ووضعت لها أرصفة دون تعبيدها (6)، وتواصل بعد ذلك التوسع العمراني، ليلحق البناء في فترات لاحقة “السواني” التي كان عددها يبلغ 44 عند مطلع القرن العشرين،  تمتد على مساحة 35 هكتارا، من أصل 90 هكتارا التي تمثل المساحة الكلية للمدينة داخل الأسوار. وهذا يعني أن البساتين ” السواني ” كانت تغطي 38,88% من هذه المساحة (11).

وتفيدنا تقارير اجتماعات المجلس البلدي خلال فترة الستينيات، المحتفظ بها في الخزانة العلمية الصبيحية، بأخبار عن حومة الحفرة. من بينها وثيقة خاصة ترجع لسنة 1962، تخبر أن أعضاء المجلس لم يوافقوا على مشروع إحداث ساحة لوقوف السيارات ما بين بوطويل وسانية بوشنتوف، والمعروفة بالحفرة، نظرا لأنها أصبحت معمورة(2).

وتفيد وثيقة ثانية، أن من بين المشاريع التي أنجزها المجلس البلدي الأول بعد الاستقلال 1960-1963، في ميدان الأشغال البلدية، هو مد قنوات الماء الصالح للشرب، طولها  5682م، إلى بعض أزقة المدينة، ومن بينها سانية بوشنتوف وسانية بوغابة (3). وهذا يرجح أن البناء بهذه الحومة، قد بلغ أوجه في نهاية خمسينيات القرن الماضي.

وحسب بعض الروايا التاريخية، فإن سانية بوشنتوف لها حكاية تعود إلى فترة الصراع على الحكم بين السلطانين مولاي عبد العزيز ومولاي عبد الحفيظ، وكما ورد في كتاب “سـلا المدينـة المقفلـة الانفتـاح الحـذر عـلى الغـرب مـن القصـف إلى الاحتـلال 1912-1851م”، أن أبا بكر الشنتوفي المولود سنة 1881م، وهو من كبار أدباء وشعراء العدوتين، قد تم تتريكه بعد مبايعته للمولى عبد الحفيظ بمراكش. وإثرها صدرت أوامر مخزنيةً من الرباط، تستعجل الباشا الصبيحي الذهاب فورا لتتريك منزله، حيث أن وثيقة التتريك تشير إلى كل أملاكه بسلا، ومن بينها سانية قرب بوطويل (4). فهل يتعلق الأمر بسانية بوشنتوف؟. وقد ورد ضمن سيرة أبو بكر الشنتوفي في “معلمة المغرب”، أن مجالسه لا تخلو من علم ينقل، أو شعر يروى ويعقل(5). ويطول الحديث عن هذه الشخصية المتوفاة سنة 1936م. وباختصار، فإن المولى عبد العزيز أمر بإرجاع الأواني والأفرشة إلى دار الشنتوفي، بدعوى صغر سن أولاده، ما عدا الأملاك الأخرى(4).

ويُسجل أن الأحياء التي تحمل أسماء السانيات داخل المدينة القديمة بسلا، بنيت منازلها بهندسة عصرية تخالف نسبيا الأبنية التي شيدت قبلها. وتظهر جولة بسانية حصار، وسانية بوعلو، وسانية الباشا، وسانية بوعمرو فنيش، وسانية الحسناوي وسانية الطالبي وسانية المالقي مثلا، أننا أمام أحياء حديثة مقارنة بالأحياء القديمة.

وقد أخذت حومة الحفرة تسميتها من حفرة متوسطة المساحة، كانت توجد في الموقع الذي بني فيه الدوش، وكان يغمرها الماء. ولم تتفق الذاكرة السلاوية، على تحديد أسباب تواجد هذه الحفرة، فهناك رأي يقول بتواجدها في سانية قديمة، بغرض تجميع مياه الأمطار، للسقي وتوريد البهائم!. في حين يقول رأي ثان بأنها كانت استغل كمقلع للأحجار لبناء المنازل! بينما يرجح رأي ثالث، أنها مجرد آثار إهمال، نتيجة أعمال الحفر عند مد قنوات الماء الشروب من طرف مجلس بلدي سابق، وتركت على حالها هكذ!. غير أن المؤكد- كما روى لي شيخ المادحين بسلا الحاج أحد البوعزاوي، أمد الله في عمره (94 سنة)، أن الحاج امبارك الزعري هو من اشترى الأرض المذكورة وبنى فوقها دوشا، مع طابقين للسكنى، وثلاث كراجات ودكانا صغيرا(7). وقد اشترى الحاج المقاص البناية كلها بعد ذلك.

وقد شكل إحداث الحمامات العصرية “الدوش”، التي تحتوي على بيوت صغيرة، في جناحين أحدهما خاص بالرجال والثاني خاص بالنساء، تشتمل على أنبوبين للماء الساخن والبارد، منعطفا هاما في حياة أهل سلا. وقد أحدثت بعد إلحاح  السلاويين، وتوجيه رسالة إلى رئيس بلدية المدينة، أكدوا فيها رغبتهم الأكيدة على إحداث حمام عصري جامع لشروط الصحة والراحة (8).

وقد اشتغل خلال مدة طويلة بهذا الدوش الحاج أحمد البوعزاوي، السابق الذكر، المزداد سنة 1930م من أسرة البوعزاوي السلاوية. وهو من قيدومي فن المديح والسماع، حيث انضم سنة 1959 إلى مجموعة الحاج عبد الكبير الشرقاوي التي كانت تتكون من 63 مادحا، كما جايل كبار المنشدين في فن المديح والسماع، أمثال ومحمد سعيد القادري ومحمد المنصوري وأحمد القصباوي والحاج بوبكر العبدي…، وغيرهم من كبار المادحين.

وقد عرفت حومة الحفرة بسكنى شخصية وازنة في فن المديح والسماع، وهو الحاج العربي الشافعي، رفيق  درب الحاج أحمد البوعزاوي. والذي أسدى أخوه الحاج محمد، وهو رجل من أهل الخير والصلاح، عملا جليلا لسكان الحومة، حين وهب في سبيل الله، مسجدا للصلاة يحمل اسمه، وكان قد أخرجه من محل سكناه. وواصل صنوه توسعة المسجد والسهر على خدمته. وتروي الذاكرة أن سيدة فاضلة وهبت جزءا من منزلها المجاور من أجل توسعة هذا المسجد، ما يعكس روح المحبة والتضامن، والتسابق في نيل الأجر والتواب. وقد جايل العربي الشافعي في فن المديح من أهل الحفرة، سيدي محسن لكحيلي (الدكالي)، الذي كان مادحا ومقرئا متفننا للقرآن الكريم. وأما الحاج محمد، فقد كان فقيرا إلى الله وملازما لخدمة الزاوية التهامية. ومن المادِحيْن بنفس الحومة، وأذكر كذلك الحاج علال الميلودي مطيع.

والحديث عن المادحين الكبار، يأخذنا للحديث عن أحد أعمدة المديح والسماع، الحاج الصادق الجعفري، الذي سكنت  زوجته الحاجة فاطمة بوشعراء بحومة الحفرة (زنقة بلحميدي)، بعد وفاته. وهي والدة وارث سر أبيه المادح الشحرور الأصيل، الحاج عبد المجيد الجعفري.

وتتنسم الأجواء الروحانية بحومة الحفرة، بتواجد مسجد أبي الأنوار، الذي لم يدرج في الإحصاء الذي أجري في 18 فبراير 1862، الخاص بمساجد سلا. وقد تولى الإمامة فيه خلال العقود الأخيرة، الفقيه حسن البيجوني، وخلفه أخاه الفقيه امبارك، وتكلف بالآذان فيه أحمد القادري، و حلَّ بعده الفقيه أحمد البيرش(9). وكان الفقيه مولاي المكي العلوي يلقي به دروسا دينية يحضرها سكان الحفرة وبوطويل والأحياء المجاورة.

وقد تواجدت بحومة الحفرة كتاتيب قرآنية (المسيد) للأطفال، مساهمة في ترسيخ القيم والأخلاق الإسلامية. فبعد أن اكترى الحاج الحسين سيحيدة السوايني كراجا بجانب الدوش لوضع سيارته ليلا، جعله خلال النهار رهن إشارة الفقيه العبدي بالمجان، لتربية وتعليم الناشئة. وقد كان هذا الفقيه الورع مؤذنا بمسجد لبليدة. وتروي الذاكرة عن تواجد كتاب قرآني آخر أسفل منزل الهواري، دون إغفال تواجد كتاب قرآني ثالث للفقيه الجبلي بالقب من حومة الحفرة، مقابل السور العتيق بسانية بوعلو.

وبمناسبة الحديث عن الكتاتيب القرآنية، نستحضر الملحمة التاريخية التي وقعت على بعد خطوات من حومة الحفرة، حين تم طرد صبيان المسيد الملاصق للزاوية القادرية بحومة زناتة، عقب عزم المستعمر على فتح الخمارات بجانب المساجد، وخرج السلاويون صبيحة يوم عاشوراء الموافق ل 24 أبريل 1934، مسلحين بالعصي وأدوات الدفاع عن النفس، حيث ابتدأت حملة التطهير من الدكان المجاور للزاوية القادرية بحومة زناتة، والذي كان كتابا قرآنيا في ما قبل (10). وبعد نضال مستميت أصدرت الأوامر بإغلاق كل الخمارات بصفة نهائية.

ويتواجد بالحفرة “دراز” مولاي إدريس العلوي، ودراز العلمي، وهما  من الدرازات التي انقرضت بمدينة سلا، بعد أن كانت منتشرة في جل أحيائها. وتبين قائمة الدرازات (صنع الحصير) التي تعود للقرنين 18 و19 ، أن عددها كان يبلغ 16 منتشرة بين أحياء المدينة (15).

واشتهرت حومة الحفرة بالعلاقة الوطيدة والمحبة التي كانت تجمع بين سكانها. وهذه شهادة للأستاذة أمينة أوشلح، ابنة الحومة، تلخص هذه العلاقة فتقول:”كانت البداية من الحي حيث تسود علاقات الجوار وتنتفي الحواجز، ليشكل السكان أسرة واحدة. التكافل والتآزر والتآخي يمثل القاسم المشترك بينهم. أتذكر المرحوم الحاج اعمار، كان جدا لكل أبناء الحي”با سيدي”نحترمه ونهابه جميعا ونقبل يده، يوجهنا ويأمرنا فنطيع مع شيء من الرهبة. ولم أع أن لا قرابة للدم بيننا إلا عندما اشتد عودي”(12). وأمينة أوشلح بنت الحاج قاسم، سياسية وبرلمانية سابقة عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وفاعلة جمعوية بارزة. وهي أخت المناضل السياسي إبراهيم أوشلح وزوجة الزجال المغربي اللامع أحمد لمسيح.

ومن الوجوه البارزة من أبناء الحفرة الحاج نورالدين اشماعو، الذي انطلق مبكرا في بناء شخصيته كرجل حيوي مبادرفي منظومة الحياة اليومية في سلا، فنيا وثقافيا ورياضيا. وهو الرئيس التنفيذي لجمعية أبي رقراق. وعمل من سنة 1973 إلى غاية 2006، كملحق ثم مكلف بمهمة في إدارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، وتوج مساره الوظيفي بوسام العرش من درجة ضابط، إلى جانب حصوله على أوسمة دولية (13).

دون أن أنسى الصيدلاني والمناضل بحزب التقدم والاشتراكية، ونائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، الدكتور عبد الحفيظ ولعلو.

ومن الشخصيات المشرقة التي انتسبت لحومة الحفرة، الأستاذة الباحثة والمناضلة عائشة بلعربي، وزيرة الدولة للتعاون في أول حكومة للتناوب، والمهتمة في أبحاثها بمسألة حقوق المرأة والحوار بين الحضارات والثقافات والهجرة الدولية (14)، وهي شقيقة الإعلامي الراحل الطاهر بلعربي (مقدم النشرة)، أحد أبرز الإعلاميين المغاربة الذين وضعوا اللبنات الأولى في العمل المهني في التلفزين المغربي.

ومن سكان الحفرة، المؤرخ المعاصر لمدينة سلا، وأحد رموزها العلمية، الباحث الدكتور محمد السعديين، الذي له أفضال على الذاكرة السلاوية، بمؤلفاته وتدويناته التي تميط اللثام على جوانب خفية من ماضي سلا المجيد.

وفي المجال الفني، أعجبت لشخصية أحمد الصياد ( تعرف عائلته بدار بالمكناسي)، المؤلف الموسيقي الذائع الصيت عالميا وخاصة في فرنسا، والذي اشتهر في العالم بينما يجهل عنه السلاويون الكثير. فهو ابن حومة الحفرة، ويستلهم إبداعاته من وحي الطبيعة المغربية لتنساب حلما جميلا. وسأخصص له لاحقا موضوعا مستقلا، لغنى مسيرته الإبداعية الحافلة بالخلق والإبداع والتميز.

وقد قطنت أسرة الفنانة غيثة بنعبد السلام خلال فترة حومة الحفرة، وهي تعتبر من بين أجمل الأصوات النسائية في فترة السبعينيات والثمانينات، حيث اشتهرت بأغاني مثل “الله عليها زيارة”، و”بطا علي وقتاش انشوفك”، و”باغية فلاح”، و”الشمعة”.

وغير بعيد عن الحفرة، سكن بزنقة مطيع، الفنان المغربي الأصيل، المعطي بنقاسم، الذي اشتهر بأغانيه المغربية ”علاش ياغزالي”و” يا بنت لمدينة”.

ومن فناني الحفرة الصديق جغالف، الفنان الموسيقي الذي عرف بأناقة مظهره ولباسه المتميز، وتجربته الموسيقية المتفردة، التي تجمع بين أنماط موسيقية تراثية “كناوة” ونمط موسيقى”التويست”، لذا عرف بين الأوساط الفنية ب”تويست كناوة”(16).

وتعرفت في عالم الرياضة، على بعض الشخصيات التي سكنت بالحفرة ، ومنهم: الإخوة القشاني، محمد، الإخوان البوزيدي، الإخوة أبجاو، واللاعب الماهر في الستينيات عليوات، و لاعبا الجيدو نورالدين و أنيس حميد.

وجدير بالذكر أن أفرادا من أسرة ولعلو، يعتبرون من الفاعلين في الحركة الرياضية بسلا. وللإشارة فسانية ولعلو، قد بنيت فوقها إعدادية للا حسناء.

وعرفت حومة الحفرة بدكاكينها التجارية (البقالة)، وببائعي السلع بالتقسيط، الذين لعبوا دورا مهما في تموين السكان بحاجياتهم، وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: فنيش- عبد الرحمان بنعبو- الحاج موسى- المطاعي- قاسم- مسعود – الحيحي- الجبلي مول الحليب – با الحسين بائع الفاخر (الفحم)، والخراز مولاي (إسكافي)، دون أن أنسى عبد الله بائع الذي كان يبيع أيضا القصص والروايات القديمة أيضا.

ومن العائلات التي سكنت حومة الحفرة إلى غاية سبعينيات القرن الماضي- حسب الحدود التي بينتها في مقدمة الموضوع- أذكر على سبيل المثال لا الحصر: غميرس- جغالف- بلحميدي-الناجي- بلعربي-أوشلح- الصياد- اشماعو- سيحيدة- الساسي- الدغمي- أعمار- بلحسن- بورزين- السنباطي- زنيبر-الجبلي -ولعلو- بلحجوي- فنيش- الهواري بلمختار- بوعلو- بلامين-الخراف- الكنيوي- معنينو-بندحمان- بولعجول- بنعبو- بنقصو – الإدريسي- بوشنتوف- بوغابة- أوعلي -الحاج علال مطيع- بلمليك-النعيمي- بنسليمان- الشرقاوي- الزعيم- المساعف- التيال- لوراوي- بنغموش- الشوني- الشرقي-الفرجي- مورينو- البلاج- الإدريسي الركوني- الصابونجي- لمسطس- بلميلودي (مطيع)- الكحيلي-العبدي- الصياد- النجار- الزعري- الصالحي-ا لعلوي- أبجاو- القشاني.

وأوجه عناية المتفاعلين للمساعدة في إغناء اللائحة بالعائلات التي تحتفظ بها ذاكرتهم حتى فترة السبعينات، وبكل معلومة إضافية من شأنها إغناء ذاكرة حومة الحفرة.

خلال إعدادي لوثائق وشهادات هذا الموضوع، حظيت بشرف مرافقة الإبن البار لحومة الحفرة، الأستاذ السعيد سيحيدة، المناضل بحزب التقدم والاشتراكية، والفاعل الجمعوي بجمعية سلا المستقبل ومؤسسة سلا للثقافة والفنون، ابن الحاج الحسين سيحيدة، من كبار السواينة السلاويين. وقد أحسست خلال جولة قادتنا لحومة الحفرة، بالنوستالجيا العميقة التي تنتابه، وهو يتجول بين أزقتها ويسترجع ذكريات طفولته وشبابه، وقرأت في ارتسامات محياه مشاعر مفعمة بحب تنسم عبير الجذور. وقد روى لي بعض حكيات الطفولة والشباب مع أبناء الحومة، فهناك الممر المحادي لسانية ولعلو “المحوطة” بالقصب والأشواك (السياج)، كان يجتمع شباب الحي للترويح عن النفس وتبادل القفشات والمواقف. وهنا عبر هذه الأزقة كانت تمر عربات الكوتشي، وعلى الجنبات كانت تركن سيارات الوافدين لداخل المدينة. وبخارج السور يقضي الأطفال أوقاتهم في لعب كرة القدم المصغرة في دوريات، بمساهمة نقدية بسيطة، لكنها كافية لتأجيج التباري والتنافس. وقد حدثني الأستاذ السعيد سيحيدة كذلك، عن ميول شباب الحفرة لتربية الطيور، لقربهم من السواني، وفضاء مقبرة سيدي بنعاشر. فله مني خالص الشكر والتقدير.

الجمعة 13 دجنبر 2024

الشكر موصول لكل من:

السعيد سيحيدة- نور الدين أشماعو- الحاج أحمد البوعزاوي- عبد المجيد فنيش- أمينة أوشلح – أمينة الشرقاوي المالقي- عبد المجيد الجعفري الصادق- عبد السلام السفياني-عبد السلام الإدريسي الركوني- عبد الله العماري.

المراجع:

(1):  محمد السعديين “المجتمع السلاوي” 1666-1822. ص 31.

(2):  دورات المجلس البلدي لمدينة سلا، دورة 16 أبريل 1962 – تقرير لجنة الأشغال البلدية حوّل إدارة البناء والتعمير، في شأن التصميم الخاص بالمدينة القديمة.

(3):  دورات أول مجلس بلدي بسلا في عهد الاستقلال 1960-1963.ص 8. مطبعة  الأمنيّة – الخزانة الصبيحية. رقم 15492.

(4): عز المغرب معنينو. سـلا “المدينـة المقفلـة” ص.248-249

(5): معلمة المغرب. جزء 5. ص 1733

6): ) محمد فتحة. “جوانب من تاريخ سلا” منشورات جمعية سلا المستقبل. ص 39 و 40.

(7): الحاج أحمد البوعزاوي، قيدوم مادحي سلا، اشتغل كمسير للدوش لعدة سنوات.

(8):  محمد السعديين “المرأة السلاوية” 1666-1912. ص 68.

(9):  تدوينة على جدارية محمد السعديين بعنوان” إطلالة على بوطويل”.

(10):  الحاج أحمد معنينو. “ذكريات ومذكرات” الجزء الثاني 1932-1937. ص 69 و 70.

(11):  محمد السعديين “المجتمع السلاوي” 1666-1822. ص 29.

(12):  “شهادة عن سلا – مدينتي” أمينة أوشلح –  كتاب “ذاكرة سلا والتاريخ الراهن” الجزء الثاني “. ص 199.

(13):  عبد المجيد فنيش. نور الدين اشماعو النبع الذي لا ينبض ما دام القلب ينبض؟؟. كتاب “ذاكرة سلا والتاريخ الراهن” الجزء الثاني، مسارات ثقافية”. ص 282-283-284.

(14):  محمد السعديين “شهيرات سلا خلال القرن العشرين” ص 125.

(15):  محمد فتحة “جوانب من تاريخ سلا وعمارتها من التأسيس إلى بداية القرن 20” ص 221.

(16):  عبد المجيد فنيش، مخرج مسرحي وباحث في التراث.

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا