ياسر المنفلوطي:حين يبتسم الحلم..
من تطوان إلى الرباط:ياسر المنفلوطي يكتب فصله الأول في عالم الأدب

بسمة نسائية/ عزيزة حلاق
من مطعم الفندق إلى قاعة المعرض
التقيته لأول مرة السنة الماضية في الفندق الذي كنا نقيم فيه كضيوف لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط. في البداية، عرفته كعامل بمطعم الفندق، قبل أن أتعرف عليه كشاب شغوف بالأدب وكاتب واعد له ثلاث إصدارات. اسمه ياسر المنفلوطي، وله قصة جميلة وملهمة مع القلم والكتابة. يعيش بين عمله الذي يوفر له لقمة العيش وبين موهبته الإبداعية، التي لا يزال يبحث عمن يحتضنها.
في حوار أجريته معه السنة الماضية 2024، ونشر في “بسمة نسائية”، ( الرابط أسفل الورقة)، سألته حينها:
ما هو حلمك؟ طموحك على المدى القريب مثلاً؟
ابتسم وأجاب:
حلمي أن أرى كتبي معروضة في معرض الكتاب بالرباط أو الدار البيضاء، وحتى هنا في مدينتي تطوان.
وقد تحقق حلمه بالفعل! إذ ظهر اسمه ضمن كتاب الدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، لهذه السنة 2025، ضمن برنامج التوقيعات.
أرسل لي دعوة للحضور، فحضرت. وجدته مبتسمًا سعيدًا وهو يوقع نسخًا من مؤلفاته للزوار والقراء. وكانت هذه دردشتنا:
أخيرًا تحقق الحلم، وها أنت تشارك ككاتب في المعرض الدولي للكتاب والنشر. حدثني عن إحساسك؟
ابتسم قائلاً:
نعم، وأخيرًا… أشعر بسعادة غامرة وأنا أشارك اليوم في هذه التظاهرة العالمية التي جمعت كتابًا من مختلف أنحاء العالم. إنها بلا شك تجربة استثنائية، خصوصًا أنها منحتني فرصة اللقاء بقراء جاؤوا من كل أنحاء المملكة، يجمعنا شغف واحد بالقراءة. ستظل هذه اللحظات محفورة في ذاكرتي. ولا يفوتني هنا أن أتوجه بالشكر إلى الأستاذ عبد الغني عارف، الذي كان له الفضل في منحي هذه الفرصة التي طالما حلمت بها وسعيت لتحقيقها.
من هامش الواقع إلى فضاء الحلم
لماذا اخترت عنوان (على الهامش) لآخر إصداراتك؟
في الواقع، “على الهامش” هو عنوان إحدى القصص التي تتضمنها المجموعة القصصية. وربما اخترته لأنه الأقرب إلى واقعي المعاش
من خلال تجربتك، هل ترى أن هناك إقبالًا على القراءة؟
نعم، هناك دائمًا إقبال متزايد، رغم ما يقال عن عزوف الناس عن القراءة في واقعنا. لكنني لمست الأمل في جيل الشباب والأطفال. في المعرض، رأيت ذلك البريق في العيون ولهفة اللقاء الأول بهذا الكم الهائل من الكتب.
في نظرك، من يقبل على القراءة أكثر؟
النساء، في الحقيقة لاحظت أن النساء يقبلن على شراء الكتب أكثر من الرجال. طبعًا هذا ليس حكمًا قاطعًا، لكنها ملاحظة من مشاركتي الأولى. النساء كن أكثر حملًا للكتب هذا العام.
هل تعتقد أنك حققت ما كنت تصبو إليه من مشاركتك في المعرض هذه السنة؟
لا أستطيع الجزم، لكن الحمد لله كانت تجربة غنية باللقاءات التي أبهجتني، خصوصًا بزيارة أصدقاء دعموني نفسيًا ومعنويًا. واكتشفت قلوبًا تحمل لي الكثير من الحب والتشجيع. التظاهرة فتحت لي بوابة واسعة نحو العالم والقراء بمختلف فئاتهم. وللأسف، كان ضيق الوقت بسبب ظروف العمل هو العائق الوحيد. ومع ذلك، أعتبر التجربة أكثر من ناجحة، والحمد لله، كان هناك إقبال كبير على إصداراتي.
لو أردت أن تقدم نصيحة لقراء “بسمة نسائية”، ماذا ستكون؟
نصيحتي لهم: القراءة، ثم القراءة… فالتشبث بالقراءة هو أول مفتاح للرقي بالنفس الإنسانية، وأفضل وسيلة لمواجهة ضغوطات الحياة اليومية
قصة شغف بدأ من الهامش نحو التألق
الآن وقد تحقق حلمك على المدى القصير، هل لديك مشاريع مستقبلية؟
نعم، التحدي الشخصي ما يزال مستمرًا. أنا بصدد كتابة مجموعة قصصية جديدة أطمح إلى إصدارها العام المقبل، وإن شاء الله ستكون لبسمة نسائية حصرية الأولى بهذا الخبر. كما أنني أعمل على مشروع رواية، ولكنها قد تحتاج لسنتين قبل أن ترى النور بسبب ضيق الوقت، ولأن الرواية بطبيعتها تحتاج إلى الكثير من التأني.
كلمة شكر وامتنان، لمن تقولها وأنت في بداية طريقك الأدبي؟
أشكر عائلتي الكبيرة التي كانت ولا تزال الداعم الأول لي، وبخاصة خالي الأستاذ علي، والصديق العزيز مفضل الشعباني. وأشكر أيضًا فريق “بسمة نسائية” وقراءه الكرام، وأقدّر لكم احترافيتكم في العمل ودعمكم الدائم لكل ما هو ثقافي.
شكرًا لك أستاذة عزيزة على دعمك الكريم.
رابط لحوار سابق:
basmamag.ma/?p=20096