انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

الكاتب ياسر المنفلوطي:زوجتي سندي وأول من يقرأ لي…

تطوان/ بسمة نسائية/ عزيزة حلاق

تمنحك الحياة أحيانا، مواقف جميلة، واحدة منها حين تعرفت بالصدفة، في حديث مع الزميل المخرج عبد الغفور ستر الله،  يشتغل بالقناة الثقافية، ونحن على طاولة فطور الصباح، بمطعم فندق “شمس”، حيث كنا نقيم طيلة أيام مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، على شاب بشوش اسمه لوحده مثير للفضول، ياسر المنفلوطي…

هو واحد من الطاقم العامل في ذات المطعم، وقدمه لي متحدثي، ككاتب واعد شغوف بالكتابة والأدب.

في ذات اللحظة، التحقت بنا الصديقة والزميلة، فاطمة يهدي، وأكدت ما قاله زميلنا، وزادت بأنها اكتشفت أن ياسين يمتلك مهارات الكتابة وله أسلوب سلس وممتع، مثقف، انسان لبق ويحسن الحديث، فاستحق منها استضافته في برنامجها الشهير على القناة الثقافية، “أسماء في الذاكرة”، فتفاجأت بحجم المتابعة، وقالت بأن الحلقة سجلت أعلى نسبة مشاهدة في ذاك الموسم.

كان ذلك حافزا، بالنسبة لي، لقراءة مجموعته القصصية، “تقاسيم الحياة” مهداة بتوقيعه، أنهيتها بإجراء حوار معه..

ولم أتردد في تقديمه بدوري، للصديقة والزميلة نورا الفواري، مديرة موقع “Hnews

التي سجلت معه، هي وزميلة أخرى بجريدة “هسبريس”…

أمام هذا الاهتمام الذي حضي به كاتبنا ياسر المنفلوطي من قبل المنابر الإعلامية، وبعض ضيوف المهرجان، لا يمكن تصور وقع ذلك عليه..

كانت هذه مقدمة لا بد منها، قبل أن نمر للحوار الذي أجرته معه “بسمة نسائية”، نوجه من خلالها دعوة للمعنيين بالأمر وأعني الجهات المسؤولة عن الشأن الثقافي الوطني والمحلي، لإيلاء الاهتمام اللازم للشباب بإشراكهم في المبادرات الثقافية (لقاءات، معارض، ندوات) قصد دعمهم وتشجيعهم والتعريف بإبداعاتهم..

******

 ياسر المنفلوطي: القراءة بالنسبة لي تذكرة سفرٍ مجانية..

* لو سالتك بداية وبشكل مباشر، من يكون ياسر المنفلوطي؟

ياسر المنفلوطي، شاب قاص وروائي يحاول شق طريقه نحو عالم الكتابة بكل روية وتأني من مدينة تطوان إلى كل بقاع الوطن المغربي والعربي.

* ما علاقة اسمك باسم الشاعر والاديب المصري المعروف لطفي المنفلوطي؟ إذ يبدو الاسم غريب عن الأسماء العائلية المغربية؟

(يبتسم)، فعلا، هو غريب.. وطبعا لا علاقة لي بقرية المنفلوط في مصر التي ينتمي إليها مصطفى لطفي المنفلوطي، أما علاقة اسمنا العائلي، بالكاتب والشاعر مصطفى لطفي المنفلوطي، فهي تلك الصدفة التي أثارت فضولي أنا أيضا منذ الصغر، لأبحث عن هذا الكاتب، ولأكتشف بعض من أعماله، ولينبثق منها لقاؤي الأبدي بعالم القراءة وشغفي بالأدب والثقافة. بيد أن قصة تشابه نسبنا به، تعود للوالد رحمه الله، بحيث قام باستبدال اسم (الحراق) بالمنفلوطي لظروف شخصية احتفظ بها لنفسه.

 * طيب، لنعد إلى محور لقائنا، أريد أن أعرف، كيف كان أول موعد لك مع هذا عالم الكتابة؟ ومتى بدأت علاقتك بعالم الادب والابداع؟

في الحقيقة، عرفت علاقتي بعالم الأدب طريقها إلى قلبي منذ الصغر، فأنا ما زلت أتذكر جيداً رائحة كتب مكتبة أخي (هشام) و(مراد) ونقاشاتهما الدائمة، مما كان يخلق بعض الفضول في تصفح تلك الكتب رغم صغر سني حينها.

أما إذا تحدثنا عن أول موعدٍ فعلي مع الكتابة، فقد كان أثناء فترة الحجر الصحي. فنظراً لظروف عملنا الصعبة وضيق الوقت، لم يكن بإمكاني ممارسة الكتابة بشكل يومي. لكن، وجدت ضالتي في الحجر الصحي الذي فرض علينا، وحاولت النظر إلى واقعنا الجديد، من نافدته الإيجابية عبر استغلال وقتي الكامل، في الكتابة وتحرير تلك الأفكار عبر القلم.  وهكذا عرفت أول رواية لي طريقها إلى الوجود تحت اسم (أرض لوراسيا)، فكانت تلك هي أول لحظة للقائي بعالم الابداع. تم جاءت بعدها مجموعة قصصية تحت عنوان (تقاسيم الحياة)، ورواية (بلاد جندوانا) وهي الجزء الثاني لرواية (أرض لوراسيا).

* من هو أول قارئ لك؟

بالنسبة لأول قارئ لي، هي زوجتي الغالية. فهي سندي في الحياة، وأول داعمٍ لي وكما أقول دوما هي من أسلب من وقتها الكثير لأقدم القليل، والحمد لله الذي رزقني بزوجة هي الأخرى محبة للأدب، لذا لا يمكنني أن أنكر أبداً أن الفضل في كتابة بعض أعمالي يعود لها، فهي القارئة الأولى (يبتسم)،  وفي نفس الوقت المستشارة الخاصة، إذ يمكنها التدخل وتغيير أحيانا مسار أفكاري بنصائحها وتوجيهاتها، ومن خلال منبر (بسمة نسائية) أجدد شكري وامتناني لها.

*حدثنا عن الكتابة، وهل بالفعل، كما يقال تولد من رحم المعاناة؟

سؤال تمنيت صادقا، أن يكون ضمن هذا الحوار، فبالفعل، بالنسبة لي، الابداع عامة يولد من رحم المعاناة، لكن، بعد تحول المعاناة إلى مخاض وولادة، تأتي فترة معاناة أصعب، فشخصيا أشبه أي عمل أدبي بالخصوص، ونظراً لما يُكابده الكاتب من أجل أن تعرف مؤلفاته طريقها إلى النور، بالعملية القيصرية. فمعاناة الكاتب لا تنتهي بكتابته لأي عمل، بل تبدأ بشكل حقيقي، نظراً لمشاكل الطبع والنشر وأيضاً التوزيع، كل هذا وهو يعلم أن جيل اليوم يمر بما يعرف بأزمة العزوف عن القراءة.

*ماذا تعني الكتابة بالنسبة لك؟

في الحقيقة الكتابة باتت جزء لا يتجزأ من حياتي اليومية، فدوماً ما تكون هي المتنفس للانعزال عن الواقع الصعب، هذا كمنظورٍ عام. أما عن المنظور الخاص، فالكتابة هي مفتاح دخول عالم الخلود عبر الكلمات، فجميل أن يكون الإنسان وبعد زمن طويل هو ذلك الغائب الحاضر مع أجيالٍ ستأتي بعدنا في هذه الحياة.

*ما علاقة مجال عملك، (قطاع الفندقة) والكتابة؟

علاقة عملي بقطاع الفندقة والكتابة، قد تبدو للبعض كعلاقة البخيل بالكرم والجود. إلا أنه ما عايشته في قطاع الفندقة كان له بالغ الأثر في مشواري الأدبي، فالاشتغال داخل الفندق منحني فرصة الالتقاء بكتاب وشعراء من دول مختلفة، فضلاً على ما تعرفه مدينة تطوان من طفرة ثقافية وفنية أتاحت لنا فرصة الالتقاء بصحفيين واعلاميين كان لهم فضل كبير في دعم تجربتي الأدبية من قريب أو بعيد.

   *أسماء أثرت في شخصك كإنسان أولا وككاتب ثانيا؟

في الحقيقة هناك الكثير من الأسماء التي أثرت في كإنسان، وآسف إن نسيت بعضها، لكنني أذكر منها (محمد العزوزي) أو كما ألقبه (بالأب الروحي) فهو الرجل الذي فتح لي باب بيته في وقت الشدة. أما الشخص الآخر فهو والد زوجتي رحمه الله، فلطالما كنت أراه شيخاً سابق لعصره، كان يمتلك من الخصال البشرية حميدها، وكرم لا حدود له.

أما الشخص الثالث وأظن أنه كان واحداً ممن أثروا في ، وحفزوني لدخول عالم الكتابة، ألا وهو زميلي المتقاعد عن العمل (عمي عبد السلام)، رجل عصامي ثقافياً…كون نفسه بنفسه وهو الذي لم يدرس إلا بالمسيد، أما اليوم فقد أضحى يقرئ أعمال عربية وعالمية، بل العجيب في الأمر أنه يقرأها بثلاث لغات (الاسبانية والانجليزية والعربية)، وما زادني حباً لعمي عبد السلام أن له من الأشعار اليوم ما يستحق النشر.

* ماذا تعني القراءة بالنسبة لك؟ ولمن يقرأ ياسر المنفلوطي؟

القراءة بالنسبة لي تذكرة سفرٍ مجانية، تعبر بها حدود التفكير، بل حرصي على مدوامتها كحرص الجندي على سلاحه، فهي زاد الكاتب وتجديد لقاموسه اللغوي. ويكفي أنها تجعلني أفكر كثيراً وأتحدث قليلاً. ومن أجل هذا، فأنا أحاول أن تكون قراءاتي متنوعة انطلاقاً من الأدب الروسي كتولستوي وتشخوف وأيضا دستويفسكي، وهناك ايضا صاحب الأسلوب الشاعري مصطفى لطفي المنفلوطي ونجيب محفوظ بلغته الراقية والجميلة، وأيمن العتوم الذي أعاد توظيف لغة عربية قوية في الرواية العربية الحديثة، دون أن أنسى أيضاً الاستاذ حسن أوريد ومحمد شكري والرائد محمد زفزاف.

*اخر كتاب قراته ولمن؟

آخر كتاب قرأته، بل ومازلت بصدد قراءته هو (الأوديسية) لهوميروس.

*ما هو حلمك؟ طموحك على المدى القصير مثلا؟

(يبتسم)، أن أرى كتبي معروضة في معرض الكتاب بالرباط أو الدار البيضاء وحتى هنا في مدينتي تطوان..

*وعلى المدى الطويل؟

أن تترجم أعمالي إلى لغات العالم.

*حلم تتمنى أن يتحقق؟

حلمي أن استقر بالبادية رفقة زوجتي، بعدما أبلغ من العمر عتيا.

*معنى تريده لحياتك؟

أعتقد، أنه لا يمكن أن نعيش الحياة في غياب هدف أو معنى، وبالتالي، أؤمن بأنه لا يجب على الانسان أن يعيش على هذه البسيطة دون أن يترك ولو أثر بسيط يدل عن مروره بها. والكتابة تعطي بالنسبة لي معنى لحياتي.

*كلمة لقراء “بسمة نسائية”..

لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل لقراء وقارئات “بسمة نسائية”، لمنحي هذه الفرصة حتى أكون ضيفاً خفيفاً، (فبسمة نسائية) بتنوع مواضيعها الغنية ومواكبتها لكل ما هو جيد وجديد ومفيد، لا يمكن لقرائها إلا ان يكونوا أصحاب ذوق رفيع وراق.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا