انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
نساء ملهمات

اليف شفق: سيدة الحكايات العابرة للحدود

 الروح المتمردة التي أعادت تعريف الأدب التركي

.

إليف شفق: لا تبحث عن الحب، بل كن الحب

 إليف شفق ليست مجرد كاتبة، بل امرأة تقاتل من أجل الحق في الحكي بحرية. تعرضت للهجوم، وواجهت الرقابة، لكنها لم تتراجع. ظلت تكتب، وظلت تلهم. وهذا، في نهاية الأمر، هو جوهر الإبداع الحقيقي: أن تواصل الحلم رغم كل شيء.

هناك كُتّاب يكتبون، وهناك كُتّاب يُعيدون تشكيل العالم بالكلمات. ألف شفق تنتمي إلى الصنف الثاني، ذلك النوع النادر من الأدباء الذين يزرعون في نصوصهم بذور الثورة، ليس فقط على مستوى الأسلوب، بل على مستوى الفكر والحياة.

الروائية التركية الأكثر مبيعًا، التي تجيد الرقص على حبال السرد والتاريخ، تصنع رواياتها كما يصنع الصوفي دائرته الروحية، حيث يمتزج الواقع بالخيال، والسياسة بالشعر، والحب بالفلسفة. إنها المرأة التي لم تخف من تحدي القوالب التقليدية، ولا من مواجهة مجتمع يشدّها إلى الوراء كلما حاولت الطيران.

حازت على مختلف الجوائز الأدبية الشهيرة في تركيا وهي لم تكن تبلغ سن الثلاثين، لها الكثير من المؤلفات والأعمال التي ترجمت إلى أكثر من 25 لغة، إنها إليف شفق، التي عرفت في الوطن العربي من خلال روايتها “قواعد العشق الأربعون”..

تلك الرواية التي جذبت مختلف الفئات، وكانت السبب في شهرتها الواسعة على مستوى العالم، بالرغم من أعمالها السابقة، كما أنها أصبحت أكثر كاتبة يفضلها القراء على نطاق كبير في تركيا، بالإضافة إلى حصولها على لقب فارس من مرتبة الفنون والآداب.

البدايات والنشأة

ولدت ألف شفق عام 1971، ونشأت بين ثقافات متعددة، وهو ما منحها رؤية كوزموبوليتية نادرة ومواطنة كونية. لم تكن ابنة بيئة تركية مغلقة، بل فتاة عاشت في تقاطعات الشرق والغرب، تشربت من صوفية إسطنبول، وتأملت الحداثة في الغرب، وخرجت بنظرة أدبية تتحدى الحدود الجغرافية والذهنية.

رواياتها ليست مجرد قصص تُحكى، بل محاولات لفهم الإنسان بكل تعقيداته. من “قواعد العشق الأربعون”، التي قدمت فيها رؤية مبهرة لحياة جلال الدين الرومي وعلاقته بشمس التبريزي، إلى “لقيطة إسطنبول”، حيث وضعت يدها على جرح الهوية والتاريخ، مرورًا بـ”الفتى المتيم الغريب”، الذي حكت فيه قصة حب تأسر القلب والعقل معًا.

امرأة ضد القوالب الجاهزة

ما يميز أليف شفق ليس فقط أسلوبها السلس الذي يمزج السرد بالحكمة، بل أيضًا جرأتها في مناقشة القضايا المسكوت عنها. لا تخشى الحديث عن النسوية، الحرية، العنف ضد المرأة، أو السلطة الدينية والسياسية. كتبت عن المسكوت عنه في مجتمع يرى في الأدب مساحةً يجب أن تبقى آمنة وخالية من الصدمات. لكن ألف شفق لم تقبل بذلك، بل جعلت من كلماتها معاول تهدم بها الجدران التي تخنق التفكير الحر.

الملهمة التي لم تتوقف عن التحدي

في عالم الأدب، حيث تواجه الكاتبات تحديات مضاعفة، استطاعت ألف شفق أن ترسخ اسمها كواحدة من أهم الروائيات في القرن الواحد والعشرين. كتبت بالتركية والإنجليزية، ونُشرت أعمالها في عشرات اللغات، لتصبح سفيرة للثقافة التركية بأبعادها المتعددة.

لم تكن ألف شفق مجرد كاتبة، بل كانت امرأة تقاتل من أجل الحق في الحكي بحرية. تعرضت للهجوم، وواجهت الرقابة، لكنها لم تتراجع. ظلت تكتب، وظلت تلهم. وهذا، في نهاية الأمر، هو جوهر الإبداع الحقيقي: أن تواصل الحلم رغم كل شيء.

مكانتها عالميا

إليف شفق هي اليوم، واحدة من أبرز الكاتبات المعاصرات، وتُعتبر من أكثر الكتّاب قراءةً في تركيا وحتى في العالم العربي، تكتب باللغتين التركية والإنجليزية، وتتميز أعمالها بتناول قضايا الهوية، الثقافة، الروحانية، والتنوع المجتمعي. وقد تُرجمت كتبها إلى أكثر من 50 لغة، ووصل عدد قرّائها إلى الملايين حول العالم.

مكانتها في الأدب العالمي

تُعد إليف شفق من أكثر الكاتبات تأثيرًا في الأدب المعاصر، حيث تتميز بقدرتها على مزج الثقافات في أعمالها، مما يجعل رواياتها عالمية الطابع.

حظيت بإشادة نقدية واسعة، وتعتبر من أكثر المؤلفين المترجمين من التركية إلى اللغات الأخرى.

تناولت في أعمالها قضايا مثل الهوية، الهجرة، المرأة، الحب، التاريخ، والصوفية.

تحظى بشهرة واسعة في الغرب، حيث تشارك بانتظام في المؤتمرات الأدبية العالمية، كما تُنشر مقالاتها في صحف مثل الغارديان ونيويورك تايمز.

في عام 2019، كانت ضمن المرشحين لجائزة البوكر الدولية عن روايتها 10 دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب.

أشهر مؤلفاتها: قواعد العشق الأربعون

صدر ت لها رواية “قواعد العشق الأربعون”، التي تعتبر  (2009)   في سنة

أشهر رواياتها على الإطلاق، وهي التي جعلتها تحظى بشهرة عالمية واسعة.

تروي قصة شمس التبريزي وجلال الدين الرومي، وتتناول مفهوم الصوفية والعشق الروحي.

تُرجمت إلى أكثر من 40 لغة، وحققت مبيعات بملايين النسخ حول العالم.

كتبت “لقيطة إسطنبول” (2006) وفي سنة

تتناول قضية الإبادة الجماعية للأرمن وتاريخ تركيا المعاصر، مما جعلها مثيرة للجدل في بلدها.

تعرّضت بسببها للمحاكمة في تركيا بتهمة “إهانة الهوية التركية”، لكنها بُرئت لاحقًا.

الرواية تسلط الضوء على الهوية الثقافية والانقسامات المجتمعية.

10 كانت دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب  (2019) في

تتناول قصة ليلى تيكيلا، وهي عاملة جنس تُقتل وتبدأ ذكرياتها في الانبعاث خلال الدقائق الأخيرة من حياتها.

وقد صنفت ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر الدولية لعام 2019.

كتبت رواية جديدة تحت عنوان “الفتى المتيم والمغرور” (2022) وفي

تناقش مواضيع المجتمع، الذكورية، والحب المحظور من خلال شخصية شاب يعيش في بيئة محافظة.

و”المتحف البرئ للعشق”، وتروي قصة حب غير تقليدية تدور حول مفهوم الهوس العاطفي.

حليب أسود (2007)

كتاب سير ذاتية يعكس تجربتها الشخصية مع الأمومة والاكتئاب ما بعد الولادة.

من أقوالها:

تمتلك ألف شفق قدرة استثنائية على صياغة الأفكار العميقة بأسلوب بسيط لكنه نافذ.

“لا أحد يضيء مصباحًا ليضعه تحت السرير. المصابيح تُوضع لتنير. كن جريئًا، وواجه العالم بنورك.”

“إن الطريقة التي نحب بها تعكس حقيقتنا أكثر من أي شيء آخر.”

.”الحب لا يعني امتلاك شخص، بل يعني تقديره كما هو.”

“الكون كله يتغير في كل لحظة، ونحن جزء من هذا التغيير. لا شيء يبقى كما هو، ولا أحد يجب أن يظل عالقًا في الماضي.”

“لا تتبع الأغلبية، لأن الأغلبية تخطئ أحيانًا.”

“إذا أراد الإنسان أن يغير واقعه، فعليه أن يبدأ بتغيير نظرته للحياة.”

“لا تبحث عن الحب، بل كن الحب.”

هذه العبارات تعكس روحها الفلسفية العميقة ونظرتها للحياة التي تتجاوز حدود الأدب إلى تجربة إنسانية كاملة.

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا