انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
قصة حب تروى

نزار قباني:هل تعرفون حبيبتي بلقيس؟ ..

تُعَدّ قصة الحب بين نزار قباني وبلقيس الراوي واحدة من أعظم حكايات العشق التي يجب أن تُروى. بل اعتبرت أسطورة عشق، ألهمت قلوب الملايين وأثرت بعمق في الأدب العربي الحديث، إذ جمعت بين شاعرية نزار العذبة وجمال بلقيس الآسر وحضورها الاستثنائي. هذا الحب الذي نسجته الكلمات والمشاعر امتد تأثيره ليصل إلى الأجيال الجديدة، خاصة عندما أعاد الفنان كاظم الساهر إحياء قصائد نزار بأسلوب فني مميز، جمع بين عمق الكلمة وجمال الموسيقى، ليمنحها حياةً جديدة في وجدان المستمعين.

حب نزار قباني وبلقيس

عاش الشاعر السوري نزار قباني حبا عميقا ومأساويا مع زوجته بلقيس، التي كانت مصدر إلهام للكثير من قصائده العاطفية. كانت بلقيس عراقية وتزوجها بعد حب كبير، ولكنها قتلت في تفجير السفارة العراقية في بيروت، مما ترك أثرا عميقا في قلبه وخلد ذكراها في قصائد حزينة تعبر عن الحب الصادق والألم والفقد.

بداية الحكاية:

بدأت الحكاية في بغداد في مطلع الستينيات، عندما التقى نزار، الشاعر السوري الكبير، بالشابة العراقية بلقيس الراوي للمرة الأولى خلال أمسية شعرية. كانت بلقيس تعمل موظفة في وزارة التعليم، وتمتاز بشخصية مميزة وسحر عراقي أصيل. عند رؤيتها، شعر نزار بأن هناك شيئًا استثنائيًا جذب قلبه إليها. وصفها لاحقًا بأنها “المرأة التي خُلقت من ضوء القمر”.

وعلى الرغم من حبه العميق لبلقيس، لم تكن رحلتهما إلى الزواج سهلة. عندما طلب نزار يدها لأول مرة، قوبل طلبه بالرفض من قِبَل عائلتها، التي اعتبرت فارق العمر والخلفيات المختلفة حاجزًا كبيرًا. لكن نزار لم يستسلم، واستمر في التعبير عن حبه وإصراره من خلال قصائده التي صارت رسائل عشق ملتهبة تلهب قلوب القراء قبل قلب بلقيس.

ظل نزار متمسكًا بحبه لبلقيس لعدة سنوات، إلى أن تمكن في النهاية من كسب رضا عائلتها والزواج منها عام 1973. كانت بلقيس مصدر إلهام كبير لنزار، وكانت تُلهب قريحته الشعرية بروحها وحضورها. كتب لها العديد من القصائد التي خلدت حبهما، وجعلت منهما رمزًا للحب الذي يتحدى الصعاب.

لكن السعادة لم تدم طويلًا؛ ففي عام 1981، تعرضت بلقيس لحادث مأساوي أودى بحياتها خلال تفجير استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل. كانت هذه الفاجعة نقطة تحول كبيرة في حياة نزار، حيث غرق في حزن عميق. وترجم مشاعره إلى قصائد مؤلمة تعبر عن الفقد والوحدة، كانت أكثرها شهرة هي قصيدته الطويلة “بلقيس”، التي تعتبر من أعظم مراثيه.

قصيدة بلقيس

شكراً لكم ..
شكراً لكم . .
فحبيبتي قتلت .. وصار بوسعكم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيده
وقصيدتي اغتيلت ..
وهل من أمـةٍ في الأرض ..
إلا نحن تغتال القصيدة ؟

“بلقيسُ .. كانت أجملَ الملكاتِ في تاريخ بابلْ

بلقيسُ .. كانت أطولَ النَخلاتِ في أرض العراقْ

كانت إذا تمشي .. ترافقُها طواويسٌ .. وتتبعُها أيائلْ

بلقيسُ .. يا وجعي .. ويا وجعَ القصيدةِ حين تلمَسُها الأناملْ

ظل نزار يحمل ذكرى بلقيس في قلبه حتى وفاته عام 1998، واعتبرها الحب الأكبر في حياته. لقد تركت قصتهما إرثا خالدا في الشعر العربي، وشهادة على أن الحب الحقيقي يمكن أن يواجه الألم والفقد ويظل حيا في الذاكرة والوجدان.

https://www.youtube.com/watch?v=rRf58jToZ9g

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا