
بسمة نسائية/ أصواتهن
بقلم: سميرة مغداد
لم يسمح لي وقتي، كمسيرة في لقاء مجلس المحبة الذي عقدته مجلة سيدتي بشراكة مع جمعية جمع المؤنث بالرباط، ان أدلي برأيي في موضوع المجلس “الحب عن بعد”، لذلك اخترت أن اكتب ما اعتمل بداخلي وأنا استمع لعدد من ضيفات المجلس وهن يتداولن في الموضوع.
الحب هو الحب، سواء كان قريبا ام بعيدا. لا تغير المسافات من مجرى هذه العاطفة الإنسانية الفطرية أصلا في النفس. القلوب تهفو لمن يريدها ويعتني بها. الحب عن بعد اضطراري أحيانا، وقد يسبب بعض الألم في كثير من الأحيان.. وفي نفس الوقت البعد نعمة يعزز قيمة الحب والمحبوب أكثر..
الحب عن بع،د قد يحدث ويقع في زمن ما ولظروف ما. وقد يقع وزره على المحب الذي يعشق بلا أمل، خاصة حين لا يبادلك الاخر نفس المشاعر. والبعد القسري لحبيبين قاس ومر، لاسيما في فترة معينة من السن، أقصد فترة الشباب والعنفوان. يحدث بسبب ظروف العمل أو الطموح العلمي مثلا، لكنه في المقابل يطور مهارات نفسية ويروض القلب على التحمل والمواجهة..
اما الحب عن بعد بمفهومه الفلسفي، فيصبح في تقديري بمعنى الحرية ومنح مسافة للشريك ليتنفس ويمارس حياته بنوع من الاستقلالية بعيدا عن التحكم والرجوع إليه دوما..
لابد أن نصنع أجواء من الحرية داخل أي علاقة زوجية او انسانية بصفة عامة. أن تكون لكل طرف مساحته الخاصة به يمارس فيها هواياته وحياة اجتماعية موازية ليست بالضرورة مع الشريك دائما. وهذا الأمر يتطلب نضجا ودراية تكتسب مع التقدم في العمر والتغييرات الهرمونية وما أدراك ما التغيرات الهرمونية. احترام الحرية والاختيارات الشخصية أمر مهم جدا للوصول إلى الراحة النفسية والأمان المنشود في العلاقات الزوجية، والشاطر هو من يستطيع القفز على الروتين اليومي ويبتعد عن الاصطدامات اليومية بتدبير عاطفي متوازن وبالحكامة الرقيقة، بحيث نترك مسافة الآمان لكل منا حتى لا نضجر ولا نسقط في حياة نمطية عقيمة تنتصر لأنانية أحد الأزواج على حساب الآخر. أحيانا ضروري ان نختار البعاد لنقترب أكثر وحتى لا نختنق، الحياة حبة بعد وحبة قرب. دمتم على حب.