ماذا قالت آمنة ماء العينين عن زينب الغزوي على ضفاف فنجان؟
حين نلقي نظرة على البرامج الحوارية المعروضة في المشهد الإعلامي الوطني، نجد غياب البرامج التي تتميز بتقديم محتوى غني وملهم يجمع بين الفائدة والمتعة، مع استثناءات قليلة، لعل أبرزها برنامج ” على ضفاف فنجان”، الذي يعتبر أفضل برنامج حواري على الساحة اليوم. استطاع أن يفرض وجوده في ظرف وجيز، كبرنامج يسلط الضوء على المواضيع ذات الأهمية المجتمعية ويطرح القضايا الحقيقية بعيدة عن الإثارة، التي أصبحت الرهان الرابح اليوم.
تابعته منذ حلقاتها الأولى، أسرني بعمقه وتنوع مواضيعه، والاختيارات الموفقة لضيوفه، من مختلف الآفاق، والأسلوب الراقي الذي يتميز به الزميل يونس مسكين، في إدارته للحوار الذي يتحول إلى رحلة فكرية علمية سياسية تبث الأمل في إمكانية تجويد الإعلام والرفع من مستوى النقاش العمومي.
ضيفة رحلة أمس كانت مع آمنة ماء العينين، قادنا خلالها باحترافية عالية ولثلاث ساعات متواصلة وبدون ملل، يونس مسكين، بأسلوبه الذي يتسم بالاحترام والموضوعية، مما يريح الضيف ويشجعه على البوح بمواقفه وآرائه بدون لغة الخشب، ويساهم بذلك في النقاش بحرية ودون تشنج.
آمنة ماء العينين، معروفة على الساحة الوطنية، كواحدة من قيادات حزب العدالة والتنمية، وكسياسية بارعة. لها حوارات ومساهمات عديدة، لكن حضورها أمس على قناة “صوت المغرب”، كان متميزا قويا ومختلفا.
أبدت مهارة عالية في النقاش، تعرف كيف تدافع عن مواقفها بأفكار مرتبة وبحجج قوية ولغة واضحة، تعتمد في أسلوبها على الإقناع بالحجة والابتعاد عن التشنج، مما يجعلها قادرة على التواصل بفعالية مع مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية. وهو ما يجعلها محط احترام الخصوم قبل الرفاق. أو لنقل قبل (إخوانها وأخواتها في الحزب).
قضايا كثيرة نوقشت في حلقة أمس من برنامج “على ضفاف فنجان”، وأسئلة متعددة طرحت، استحضرت فيها بداية الوعي النضالي في فترة الشغب المدرسي إلى النضج الفكري، مرورا بمرحلة الانخراط السياسي في مرحلة التعليم الثانوي.
فكانت حلقة متميزة مع مناضلة مشاكسة، ومع صحفي متمكن، ناقش معها مختلف القضايا التي تهم الرأي العام، مثل الحريات، المساواة، وإصلاح المنظومة القانونية. مدونة الأسرة وغيرها. سألها عن رأيها في تجربة البيجيدي في رئاسة الحكومة، بين بنكيران وسعد العثماني وعن الإنجازات والاخفاقات السياسية والانتخابات وأشياء أخرى.
من الصعب أن أسرد في هذه الورقة، كل القضايا التي أثيرت خلال هذه الحلقة، والتي امتدت كما ذكرت في البداية لثلاث ساعات متواصلة. لكن لن أتردد في التأكيد على أنها كانت وقفة تستحق المتابعة. الرابط موجود على اليوتوب.
مع ذلك لن أفوت الفرصة، وسأكتفي بنقل جزء من سؤال يطرحه دائما يونس على ضيوفه في آخر الحلقة، يقترح ثلاث أسماء ويترك للضيف ابداء رأيه بخصوصها. فماذا قالت آمنة ماء العينين حين سئلت عن زينب الغزوي؟ سأنقل ردها هنا، كما جاء على لسانها قالت:”
فاجأتني بالموقف الذي عبرت عنه مؤخرا. …
والحقيقة أنه كان موقفا لم أكن انتظره منها. بالنظر للمواقف السابقة لها. والتي كانت تصدر عنها، في تماهي مع الأطروحة الغربية خاصة الفرنسية. لأن فرنسا لها خصوصية بالنسبة الدول الغربية الأخرى، في تعصبها وتشددها خاصة فيما يتعلق بمعاداة السامية، والإسلام والحركة الإسلامية. والمفاجئ المثير هو أن الغزوي لم تكن (متكايسة) في هذا الجانب.
في الحقيقة لم أكن انتظر منها ذلك.
لكن استمعت إليها في مقابلتين، واستمعت إلى موقفين على الأقل، “زعما” تحية كبيرة لها ولموقفها. لأنه موقف ليس سهلا مطلقا، أن تتحلى بتلك الجرأة وتلك الشجاعة الكبيرة في فرنسا…وهي التي جردوها من الجائزة خصوصا وأنها اسم إعلامي خلقوه و”نفخوا فيها باش يلعبوا بها بعض الأدوار”. لكن هذاك الحجم وهذاك الصدى اللي داروا ليها، استثمرته هي ضدهم وضربتهم في مقتل. وفي موضوع حساس في فرنسا، يهم قانون معاداة السامية ودعم الكيان. وخرجت خرجة بدون هوادة. ماشي غير شوية أو “متكايسة” بل خرجت خرجة قوية بموقف لا يقوله أعتى من يعتبرون أنفسهم مناضلين.
أحييها على موقفها الأخير. (تبتسم)، وبالنسبة لي هو موقف شجاع يجب كل ما قبله”.
زينب الغزوي:
“أرفض جائزة أصبحت ملطخة بدماء الفلسطينيين“
وللتذكير فزينب الغزوي وأمام الحملة الشرسة للكيان على غزة وحرب الإبادة ضد الفلسطينيين، خرجت بصرخة مدوية في الإعلام الفرنسي، وأعلنت في ردها على قرار سحب منطقة باريس للجائزة التي كانت قد نالتها قبل أربع سنوات تكريما وقتها لـما وصف ب” نضالها ضد الإسلاميين”. وقالت:” إن كانت هذه الجائزة لدعم ومساندة حرية الرأي وحرية التعبير مرحبا بها، أما إن كانت تعني السكوت عن الجرائم وعن حرب الإبادة التي يخوضها القادة الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في غزة، فسأكون سعيدة جدا أن أردها إليكم في كيس الزبالة، لأنني “أرفض جائزة أصبحت ملطخة بدماء الفلسطينيين”.