
بسمة نسائية/ ثقافة وفنون
عزيزة حلاق/ مراكش
بعد مشاركتها في سهرة افتتاح برنامج “ليال موضوعاتية”، المنظمة في إطار الدورة 53 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش، كان لأعضاء فرقة “طريق الحرير” الصينية، لقاء مع الصحافة هذا الصباح، طرحت فيه الكثير من الأسئلة همت بالأساس، مشاركتهم في هذه التظاهرة الفنية بالمغرب، وارتساماتهم عن الفنون والموسيقى الشعبية المغربية وهل وجدوا تلاقي وتشابه بينها وبين الفنون الصينية.
أعضاء فرقة ّطريق الحرير” الصينية، عبروا عن اعجابهم بالإيقاعات المغربية الشعبية والأداء الغنائي الراقص للفرق الفلكلورية، التي شاركتهم حفل افتتاح ” ليال موضوعاتية” بقصر الباهية.
وكان الحفل الذي احتضنه فضاء قصر الباهية، الزاهي بهندسته المعمارية المغربية الأصيلة وألوانه الطبيعية، تقديم فرقة “طريق الحرير” الصينية لوصلات فنية، ولوحات أبهرت الحضور بالعزف على آلات تقليدية وبإيقاعات راقصة جميلة. ورافقتهم في هذه الأمسية الماتعة، مجموعات تراثية مثل فرقة الحوزي الشعبي المراكشي، وفرقة الساحة الكناوية وفرقة “غياتة التبوريدة” وفرقة “بابانا” االمعروفة بـ” قفشاتها” التي تعكس الشخصية المغربية/ المراكشية، التي تتميز بالبساطة وروح النكتة.
وبالعودة إلى الندوة الصحافية التي امتدت لحوالي، ساعة ونصف، وناقشت خصوصية المقامات العربية وتقاطعها مع المقامات الصينية، اتضح ان هناك تشابه بين الايقاعات الأمازيغية والصينية بشكل خاص، أوضحها مدير الفرقة، الذي قال إنه بالرغم من انتمائهما إلى ثقافات موسيقية مختلفة، فإنه يمكن العثور على بعض الأوجه المشتركة بينهما.
ويمكن تحديد التشابه في استخدام أنواع معينة من الآلات الموسيقية والتركيبات الإيقاعية المعقدة والتراث الثقافي العميق الذي يتجلى في العزف والأداء، ومع ذلك فإن الاختلافات الثقافية والتاريخية بين الصين والمنطقة الأمازيغية تجعل كلا منهما منطقة فريدة بطريقتها الخاصة ما ينعكس على الموسيقى بشكل عام.
ويفسر هذا التشابه، بين الموسيقى الأمازيغية والموسيقى الصينية هو التشابه بين الآلتين المستخدمتين لدى كلتيهما، ففي الموسيقى السوسية تستخدم آلة (الرِّباب) وفي الصينية آلة (الإيرهو)، وكلتاهما آلتان موسيقيتان وتريتان مصنوعتان من المواد الأساسية نفسها مع بعض الاختلافات الطفيفة.
وعن سؤال بخصوص اسم الفرقة ولماذا سميت ب”فرقة طريق الحرير”، بما يحملها الاسم من حمولة تاريخية وتجارية، ارتبطت قديما بالمحور التجاري ” طريق الحرير” الذي ربط الشرق بالغرب، أوضح مدير الفرقة، أن استلهام الاسم جاء من الرحلات البحرية والبرية التي كانت تقوم بها الفرق الفنية، و تأثرها بموسيقى البلدان التي تمر منها، والتي انصهرت بشكل تلقائي في الايقاعات الصينية التقليدية الأصيلة، التي تحولت مع الزمن إلى النمط الموسيقي الصيني المعروف حاليا.
وبعد أن أدت الفرقة الصينية في أمسيتها بقصر الباهية، معزوفة الأغنية المصرية الشهيرة “ثلاث دقات”، مستعينة بآلات صينية تقليدية، طرح سؤال عن امكانية أداء الفرقة لأغنية من الريبرتوار الشعبي المغربي، فكان الجواب، هو التأكيد، أن الفرقة، سبق أن قدمت بطريقتها في أمسية فنية الأغنية المغربية المعروفة “بنت بلادي” وبرمجت أغاني أخرى في السهرات القادمة بمراكش وفي السهرة الفنية المقررة يوم 8 يوليوز الجاري بقاعة با حنيني بالرباط.