انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

أجْرَأُ مِنْ أٌسَامَة..

حديث الأربعاء

بسمة نسائية/ منبر بسمة

بقلم: عبد الرفيع حمضي

“أسامة ” اسم يطلق أيضا على الاسد  في اللغة العربية، والمغاربة يسمونه (السبع ) و لا يستعملون كلمة الأسد إلا كتابة، والأسد كالفرس لهما معا مكانة خاصة في الثقافة العربية، سواءً العالمة منها أو الشعبية، ولهذا فعندما تطلق أسرة على ابنها اسم ” أسامة “- وهو اسم عَلَمٍ شخصي -، فهي تريد أن يكون للابن نصيب من اسمه.

هكذا أتصور حياة الروائي السعودي أسامة المسلم العربي القلم والإنجليزي اللسان، مادام أول ما تعلم  بالولايات المتحدة الأمريكية مع والده هو ألانجليزية  في سنواته الأولى، وهي ما دَرَسَ انذاك وَما يُدَرِسُ الان بجامعة الملك فيصل بمدينة الهفوف بمحافظة الأحساء، بالمنطقة الشرقية، وهي منطقة لها من الخصوصيات ما يجعل بصماتها على أبناءها بارزة، فهي منطقة بها أكبر حقل نفط في العالم، وأكبر واحة نخيل وهي كذلك منطقة صنفت سنة 2018 تراثا عالميا من طرف اليونيسكو.

كما أنها المنطقة التي تضم أكبر عدد من السعوديين الشيعة في بلد أكثر من 95% من ساكنته سنة.

من هذا الفضاء الجميل المطل على الواجهة البحرية للخليج العربي، جاءنا الروائي أسامة المسلم وهو يحمل معه سنوات قليلة من الإبداع لا تتجاوز 09 سنوات، غزيرة الإنتاج، اصدر فيها أكثر من 30 إصدارا.

حل ضيفا على المعرض الدولي للكتاب بعاصمة الانوار. فحصل ما حصل، هاج الشباب وأغمي على الشابات، ارتبك المنضمون وقام الأمن بعمله، وتدخل الوزير واستقبل الروائي ووعده بتنظيم لقاء بعدد من المدن المغربية للقاء قراءه الذين يعدون بالآلاف من الشباب.

إن ما أحدثه أسامة المسلم ببلادنا من رجة في عالم التأليف والكتابة والنشر والقراءة والشباب سيكون له حتما ما بعده..

وفي تقديري فلأمر يستحق الانتباه اليه بتمعن مع التنويه به مرتين على الأقل. بعيدا عن كل تصنيف إو قراءة نقدية لهذا النوع من الإبداع على مستوى الإنتاج الأدبي.

المرة الأولى: هو أن أسامة المسلم، أعطى للشباب المغربي صورة جديدة عن بلده السعودية، وشبابها بذل صور البيترو دولار التي ظلت راسخة في العقل الجمعي المغربي، منحدرة من ظروف الثمانينات، حيث لم يكن ممكن أن تتصور أن يكون مكان اللقاء مع سعودي هو المعرض الدولي للكتاب وفي واضحة النهار، لان المواعيد كانت تؤخذ بأندية السهر والفيلات الخاصة بمراكش وعين الذياب وفي جنح الظلام. وإذا كان اللقاء نهارا فيكون إلزاما بردهات المحاكم بعد مرور بمراكز الشرطة في آخر الليل.

.-طبعا مع أخد كل الحذر في عدم التعميم، وفي نسبية الأشياء لكن الصورة هي هي-

أما مع بداية القرن الجديد فقد برز على الساحة عبر الفضائيات نوع آخر من اخواننا في بلاد الحرمين، يفتون فتاوي غريبة في قضايا مجتمعية عادية ويتشددون حد الكراهية ويكفرون الناس والعباد والمجتمع.

المرة الثانية للتنويه، هو أن أسامة المسلم حطم في أرض الواقع، حكما قيميا  شائعا عن شباب بلادنا  يصورهم، كائنات لا تقرأ ولا تحب المكتوب إلا في الأقسام الدراسية (وشوف تشوف )، ومنشغلة بالتيك توك، والألعاب الإلكترونية، وبعيدة كل البعد عن الجيل السابق الذي كان منشغلا بالشأن الثقافي والإنتاج الفكري وووو….

ولكن هل تساءلنا عن الأسباب الحقيقية لهذا الانفصام والقطيعة بين الشباب – وليس وحدهم – وبين الكتاب في كل صوره؟

قليل منا من اقر أن الجيل الجديد له ( (des Codes ،فإما أن تكتشف مفاتيحها و بالتالي يسهل الوصول إليهم و يسهل التفاعل معهم وإما ان الشباب سيستمرون في عالمهم ويستهزؤون بعالمنا ، ولعل أسامة المسلم استطاع الوصول إلى المفتاح و استطاع ان décoder الشيء الذي لم يفلح فيه الآخرون ،  وبالتالي استمروا  وانغمسوا في تحليلات  وإصدار الأحكام المتعالية ،و النظر إلى الشباب من برج الناصح أمام العموم.

منذ سنتين تقدمت للوحدة المتنقلة للتبرع بالدم المرابطة بباب الأحد بالرباط فاكتشفت بداخل الوحدة عددا من الشباب وآخرون ينتظرون وهم في أعمار مختلفة، بلباسهم المتنوع وحلاقة شعرهم الغريبة بل هناك حتى من يحمل أوشاما بمناطق متنوعة من اجسادهم وأقراط وما خفي اعظم.

وفي حديث مع طبيب الوحدة المتنقلة، أكد لي أن هؤلاء الشباب ذكورا وإناثا هم المتطوعون المرابطون بشكل يومي ومستمر. وكلما كان النداء للتطوع لسد خصاص ما كلما يزداد عددهم مرات ومرات.  فاي حب للوطن هذا؟  في وقت يمتص بعض الراشدين دماء الوطن. وإي اخلاص مقابل ما يتم الترويج له هنا وهناك وينتشر كمسلمات وبديهيات في كون الشباب غير مبالي و لا يهتم وغير مسؤول.

ان حضور الشباب إلى المعرض الدولي للكتاب بتلك الكثافة للقاء روائي واقتناء كتبه والحصول على توقيعه، أحدث صدمة لنخبتنا الفكرية لازالت لم تستوعبها. فتحية لأسامة واتساءل معه: هل  هناك من هو “أجرأ من السباع”؟، بعدما دأب العرب التأكيد في مشهور قولهم – أجرأ من أسامة -.

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا