انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

 غابريال ماركيز:بدون مرسيدس، أنا لم أكن..

حب من أول نظرة..

قصص حب نرويها….ركن جديد ينضاف إلى أركان “بسمة نسائية”

بسمة نسائية/ قصص حب تروى

“كل الذين وقعوا في الحبّ كانوا يبحثون عن الأجزاء الناقصة من أنفسهم، لذلك كل من يُحبّ يصبح حزيناً عندما يفكر في محبوبه، الأمر يشبه العودة بعد زمن طويل إلى غرفة تحمل كل ذكرياتك”.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في هذا الركن عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الاليكتروني:

azizamramedia@gmail.com

الكاتب العظيم غابريال غارسيا ماركيز وزوجته مرسيدس برشا قصة حب تروى..

*حب من أول نظرة

“أكثر إنسان ممتع قابلته في حياتي”، هكذا وثقَ صاحب “مائة عام من العزلة” الأديب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز  لأول لقاء بزوجته مرسيدس، التي أحبها من أول نظرة .. فكانت ملهمته وحبيبته وعشيقته وصديقته وزوجته…

قصة غابرييل غارسيا ماركيز، الكاتب الكولومبي الأشهر في العالم وأحد أعظم الكتاب في عصرنا بالإضافة إلى أعماله الأدبية الكبيرة، كان بطل قصة حب يمكن أن تؤثر في أي شخص عاشها مع زوجته مارسيديس بارشا.

فمن هي “مارسيديس بارشا” التي رهنت خاتم زفافها لتمنح زوجها جائزة نوبل؟

هي من أصول مصرية – اللبنانية (حفيدة مهاجر مصري- لبناني) التقى بها غابريال سنة 1941حين كانا طفلين.  كان عمره ٱنذاك 14 سنة في حين كان عمرها لا يتجاوز 9 سنوات. ومنذ ذلك الحين، أحس “غابو” كما يلقبه أصدقاؤه، أنها المرأة التي يريد أن يقضي معها بقية أيامه.

تزوج الثنائي في مارس 1958 ورزقا بطفلين هما گونزالو ورودريگو وبقيا مع بعض 56 سنة لغاية وفاة ماركيز سنة 2014 عن عمر يناهز 87 عاما..

شكلت مرسيدس بارشا الذراع الأيمن لغارسيا ماركيز، ووقفت بجانبه في أصعب لحظات حياته، وكان دعمها حاسمًا في مسيرة غابو المهنية، ووثق ذلك كثيرًا في أعماله الأدبية بأنها دعمته دون قيد أو شرط خصوصا خلال 18 شهرًا التي اعتكف فيها ماركيز لكتابة تحفته “مائة عام من العزلة” التي نشرت  سنة 1967، وبعد شهور حققت ايرادات عالمية، وتم ترجمتها الى 21 لغة وبيع منها ملايين النسخ، وكانت أحد أسباب حصوله على جائزة نوبل سنة 1982.

يقول غارسيا ماركيز في أحد أعماله: بدون مرسيدس، أنا لم أكن، ولم أكتب رواية “مائة عام من العزلة”، تولت المسؤولية هذه الفترة بمفردها، كنت قد اشتريت سيارة منذ أشهر، وعندما نفذ المال رهنتها وأعطيتها المال، اعتقدت أنه سيكفينا لمدة ستة أشهر حتى انتهي من كتابة الرواية، لكنني أمضيت سنة ونصف في كتابتها. عندما نفذ المال، لم تخبرني بأي شيء، لا أعرف كيف وفرت كل شيء بدون مال، اللحم من الجزار والخبز من الخباز، وكيف انتظرنا صاحب الشقة لمدة تسعة أشهر لدفع الإيجار، لقد اعتنت بكل شيء دون علمي، حتى أنها كانت تجلب لي مال بين الحين والآخر، وحين انتهيت من كتابة الرواية كنت بحاجة إلى مال لإرسالها وأعطتني خمسمائة ورقة أخبرتني أنها كانت مفقودة بالمنزل، ولكنها لم تكن مفقودة».

واتضح فيما بعد أن بارشا رهنت خاتم زفافها لكي تمنع زوجها من رهن الٱلة الكاتبة وتوفير المال الضروري لإرسال الرواية للناشر.

في غشت 2020 ، غيب الموت مرسيدس بارشا عن عمر ناهز 87 عاما ( نفس عمر زوجها أثناء وفاته)، وشكلت نموذجا ملهما للمرأة العظيمة والصبورة التي واجهت صعوبات الحياة ومشاكلها اليومية حتى يتفرغ زوجها لتحقيق أحلامه. وكانت المودة التي شعر بها كلاهما كبيرة جدًا لدرجة أنها طلبت منه الزواج مرة ثانية في عام 2012، عندما بلغت 80 عامًا من أجل تعزيز وعودهما وتوضيح أنهما رفقاء روح.

بعد ثماني سنوات على وفاته في المكسيك عاد غابريال غارسيّا ماركيز ليلتقي بزوجته وملهمته مرسيديس برشا التي رحلت صيف عام 2020 مصابة بـ”كوفيد”. عاد الثنائي الشهير ليلتقي، رماداً هذه المرة، تنفيذاً لوصيّة مرسيديس التي كانت طلبت أن ينقل رفاتها إلى جانب “غابو” الذي يرقد رماده في صومعة دير الجامعة التي تخرّج فيها بمدينة قرطاجنة الكولومبية التي كانت مسرحاً للعديد من رواياته وأحد مصادر إلهامه الأدبي الأساسية.

أصدقاء ومقرّبون توافدوا من المكسيك وإسبانيا والولايات المتحدة والبرازيل ليشاركوا رودريغو وغونزالو، نجلي الراحلين، مراسم نقل رماد “لا غابا” كما كان يناديها “غابو”، الذي قال عنها يوماً (منثورة هي في جميع كتبي، تروي فصولها وتقف وراء العديد من شخصياتها).

يقول المقرّبون من ماركيز وأصدقائه الذين نشروا مؤلفات في سيرته الأدبية والشخصية إنه لولا مرسيديس لما كان أنتج ما تركه من روائع وبلغ ما أصابه من نجاح وشهرة. كانت هي ملهمته الأولى والشخصية التي تتراءى بوضوح وراء العديد من شخصيات رواياته وقصصه، وأيضاً حارسة إرثه الأدبي الذي لعبت دوراً هاماً في توفير الظروف التي أتاحت لماركيز التفرّغ لإنتاجه وتجاوز الخيبات الأولى عندما كانت دور النشر ترفض مخطوطاته.

بصمات مرسيديس وملامحها جليّة في معظم أعمال ماركيز ومساراتها الإبداعية، خصوصاً في رائعته الشهيرة “مائة عام من العزلة”، التي رهنت كل ما كانت تملكه ليتسنّى له الانصراف إلى كتابته طوال ثمانية عشر شهراً كل يوم من التاسعة صباحاً حتى الثالثة بعد الظهر من غير انقطاع. وهي التي حرصت على أن يواظب على هذا الطقس المقدس لديه حتى السنوات الأخيرة من حياته قبل أن يقعده المرض. وكان ماركيز ذكر في مذكراته أن مرسيديس هي التي اقترحت عليه اختصار المخطوط الأول لرواية “مائة عام من العزلة” إلى النصف تقريباً بعد أن رفضته دار النشر “بوينس آيرس”.

قصة حب ماركيز ومرسيديس، ستظل حية، وقد كشف ناطق باسم الجامعة التي يوجد فيها ضريح ماركيز وزوجته أن تمثالاً لمرسيديس من صنع النحات الكولومبي العالمي فرناندو بوتيرو سيوضع قريباً بجانب تمثال غابو من أعمال الفنانة البريطانية المعروفة كاتي مورّاي.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا