بسمة نسائية/ أصواتهن
بقلم:صباح بنداوود
نجمة هذه الدورة لن يضعها صاحبها في حقيبته أو يحملها بيده، مزهوا بها أمام الحواجز الامنية والجمارك في مطار المنارة بمراكش، يخطط أين سيضعها في بيته حيث سينظر إليها كل ما مر أمامها ويسترجع لحظات الإعلان عن فيلمه فائزا بنجمة مهرجان مراكش. ونكتفي نحن بالتصفيق والنظر إلى بعضنا البعض.. والانتظار والتمني بأن يأتي يومنا..
نجمة هذه الدورة قررت البقاء بين أحضاننا …لن تغادرنا.. ولن تفتح صالة المطار الشرفية لاستقبال نجمة المهرجان، لقد تجاوزنا لحظة التمني، ومن سيكتب التاريخ وشهادة الميلاد الجديدة.
كانت نجمة تتلقفها الأفلام وتسرع بها خارج حدود الحلم الذي تحول اليوم إلى حقيقة ناصعة عبر فيلم حكى عمن حولتهم الأقدار إلى ضحايا أبرياء في لحظة حضرت فيها الحقيقة عبر أفواه البسطاء حيث التحمت حكايتهم وحكايتنا جميعا..
ستوضع نجمة المهرجان امام جائزة الإخراج والعين الذهبية وجوائز أخرى..
ستكتب الدورة العشرين لمهرجان مراكش الدولي للفيلم، أن شابة مغربية قادمة من المغرب العميق، نجحت في حكي مالم تعشه بل سمعت وقرأت عنه وأتت بمن هم أقرب إليها دما وعاطفة وايمانا ليكتبوا معها شهادة الاعتراف والنجاح ويعيشوا معها لحظات ومراحل الإنجاز إلى أن صعدت منصة التتويج وتجعل مرة أخرى مهرجان مراكش يضيف صورا ولحظات تاريخية إلى رصيده الكبير ممن مروا من هنا وسيمرون.
أنجزت أسماء المدير فيلما عشقته وهو فكرة واستمر العشق عشر سنوات حكتها في جزئياتها الصغيرة اسما وتاريخا وعنوانا، إلى أن حط رحاله في أكبر المهرجانات العالمية. وحطت معه اخيرا نجمة المهرجان في حي من أحياء الدار البيضاء في بيت مغربي حيث الأسرة تلتف حول الجدة التي ساهمت في صنع الحكاية ونحن نصغي إليها كأننا نصغي إلى جداتنا…
“كذب ابيض” فيلم عاد بنا إلى تاريخنا، الذي لا نخجل من ذكره ولم تتأخر أسماء المدير من فتح صفحاته ونقلها إلينا، عبر صوت يحكي وصور لأشخاص لم نلتقيهم ولا نعرفهم، لكن عاشوا في كل اسرة وبيت.. لان الحكاية كانت واحدة.
من كان يراهن ان بنت اولاد حدو …اصل الأصل البيضاوي التي رأت النور في مدينة سلا بالصدفة، أسماء المدير، جاءت للسينما عن قناعة واختيار وعشق ستكتب تاريخ السينما المغربية بإمضاء انثوي خالص.
